كتب شتاينبك علي غلاف هذة الرواية "لقد فعلت كل ما في وسعي لأحطم أعصاب القارىء الي اقصي حد ذلك انني لا اريده ان يكون راضيا"و عندما يريد كاتب مثل جون شتانيبك و يملك ما يملك من طريقة سرد و وصف كل تفصيلة تمر بها احداث الرواية و دون ان يصيبك ادني شعور بملل او مبالغة في الوصف فانه بالفعل سينجح بنسبة مائة في المائةفهو لا يقوم بعرض احداث و يحكي الامور بطريقة ما فقط و انما يصل بك لمرحلة ان تجد نفسك واحد من افراد الرواية و تأخذ في التفكير معهم لا ابالغ انه من دقة ما يصف به شتاينبك كنت اشعر في بعض الاحيان انني لو حولت عيني بعيدا عن الكتاب ناظرا امامي لرأيت ما يصف حي متجسدا امامي**الفلاح هو الفلاح ... في مصر في امريكا لا فرق كثير فهو دائما و ابدا المقهور و صبور و مطرود و سأكتفي فقط بجملة من هذة الرواية فيما معناها " نحن خلقنا للضرب و الاهانة " و جملة اخري تكاد تتطابق معها من رواية عبد الحكيم قاسم ايام الانسان السبعة " احنا يا فلاحين كدة .. مخلوقين للبهدله" في الواقع تقراء هذة الرحلة غير المباركة لتلك العائلة المهاجرة و تشاهد احداث البؤس التي ألمت بهم فتصاب بشىء من الارتباك هل حدثت في مصر ام في امريكا .. لكن المؤكد انها حدثت هناك منذ عشرات عشرات السنين بينما تحدث هنا حتي هذة اللحظة**عائلة جود في عناقيد الغضب ما هي الا مثال ليس لما حدث في امريكا فقط و انما علي مستوي انحاء العالم لعجلة المادية التي تطحن و تدهس في وجهها اي شىء الاخضر و اليابس والتي لا تعي معني لكلمة كرامة الانسانية .. اعادتني بداية هذة الرواية اثناء الحديث عن هذا الكائن المسمي "البنك" و هم يحاولون ان يعروف ماهيته الي "قرية ظالمة لمحمد كامل حسين" عندما تحدث عن الفرق بين ضمير الفرد و ضمير الجماعة .. يريد حائزون الارض ان يقتلوا البنك و لكنه في النهاية مكون من افراد لا حول لهم ولا قوة و علي الرغم من ذلك هم ايضا نفس الاداة التي ستنتزع منهم الاراضي ... اي حيرة هذة لهؤلا الفلاحين الامر الذي يجبرهم علي الرحيل عن ارضهم و منازلهم دون معرفة لاشخاص ما حتي يقاتلونهم دفاعا عن املاكهم ... يريدون قتال شخص ما و لكن من هو لا يعرفون.**لقد صدر لنا شتاينبك من خلال سطور هذة الملحمة مشاعر تظن انك الذي تعيشها في الرواية بداية من الشعور بالقهر حين ان اخرجوا من ارضهم و ديارهم ثم الشعور بالظلم من شرطة و حاكمين البلاد الجديدة التي هاجروا اليها و الشعور بالذل و المهانة لمجرد الحصول علي عمل مقابل فقط الطعام ليس الا .. و شعور العجز ذلك الذي يتملك رب اسرة غير قادر علي نفع لهم او ضر و الكثير و الكثير مما خطة في هذة الرواية التي بالفعل كما اراد و نجح تماما فقد حطم اعصاب القارىء الي اقصي حد بكل هذة المشاعر و الاحاسيس التي صدرها لنا من خلال هذة الرواية الرائع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق