الأربعاء، 29 يوليو 2020

عدد مرات منع الحج في الاسلام

إن كنت تعتقد أن فیروس كورونا كان السبب الوحید لتعلیق وإلغاء مراسيم الحج والعمرة لعام 1441 ھـ فأنت لست على صواب تماماً، فھناك ُ العدید من الأزمات والأزمان العصیبة التي جعلت من أداء مراسم الحج والعمرة أمراً صعباً على المسلمین مما اضطر المملكة العربیة .السعودیة إلى وقفھا خلال ھذه الفترات فنظراً لتزاید أعداد المصابین بعدوى كورونا في مختلف دول العالم مما أصبح بمثابة طارئة صحیة خطیرة تُھدد حیاة الكثیرین، قامت المملكة العربیة السعودیة باتخاذ عدداً من الإجراءات الوقائیة لمنع انتشار العدوى على أراضیھا ومنھا تعلیق دخول الزائرین إلى أراضي المملكة .لأداء مراسم الحج والعمرة أو زیارة المسجد النبوي الشریف بشكل مؤقت، كأحد الإجراءات الاحترازیة للوقایة من فیروس كورونا وكما ذكرنا فھذه لیست المرة الوحیدة بل توقفت شعائر الحج والعمرة على مر التاریخ حوالي أربعین مرة لظروف عصیبة، والتي نستعرضھا .معكم في المقال الآتي

عدد مرات منع الحج في الاسلام 

أجاز علماء المسلمین في مختلف دول الوطن العربي بجواز تعلیق أداء المسلمین لشعائر الحج والعمرة بموجب أسباب كبرى تستوجب الحفاظ على أرواح المسلمین، كانتشار الأوبئة كما هو حال فیروس كورونا، فقد تعطلت مراسم الحج على مر التاریخ قرابة 40 مرة والتي من أبرزھا:

 حادثة القرامطة وسرقة الحجر الأسود 317 ھـ


كانت ھذه المرة الأولى على مر التاریخ الإسلامي التي یتوقف خلالھا أداء مراسم الحج، حیث خاف الناس من أداء مراسم الحج ھذا . ً العام بسبب القرامطة الذین كانوا یعتقدون أن شعائر الحج واحدة من شعائر عبادة الأصنام خلال الجاھلیة ُ حیث ُ وقف أبو طاھر القرامطي خلال ھذه الحادثة على باب الكعبة منشداً على أعوانه أن یحصدوا أرواح من یقدموا على القیام  بالحج، لیغیر القرامطة على المسجد الحرام ویقتلوا كل من فیه بل وسرقوا الحجر الأسود لیحجبوه عن الناس فیما یزید عن 22 عاماً وحینھا لم یجد المسلمین أمامھم سوى التعلق بأستار الكعبة والاستغاثة بالله عز وجل، لیحیطھم القرامطة بالسیوف من كل جانب .وتختلط دمائھم بأستار الكعبة المشرفة

 حدوث مذبحة على صعید عرفة 251ھـ 



شھدت المملكة العربیة السعودیة في عام 251 ھـ، 865 ُ م على صعید عرفة مذبحة دمویة عظیمة حیث قام إسماعیل بن یوسف العلوي وأتباعه حشود الحجاج على جبل عرفة لیقتلوا منھم أعداداً غفیرة وتسیل دمائھم الطاھرة على الجبل، فتمت تعلیق شعائر الحج .حینھا 

ھجمات الأعراب والفتن الداخلیة 329 ھـ

 

ِ ورد في المراجع التاریخیة حدوث فتنة عظیمة بالعراق من قبل العامة بمدینة بغداد على النصارى، فحدث نھب للبیعة وإحراقھا لتسقط على مجموعة من المسلمین ویھلكوا في الحال .لتنتشر الفتنة وتتعاظم ببلاد العراق ھذا العام فلا یتمكن أھله من الذھاب لأداء شعائر الحج 

وباء الطاعون 357 ھـ خلال ھذا العام استشرى داء الطاعون في مدینة مكة لیموت بھا الكثیر من الناس بل ماتت الجمال التي كانت تحمل فوق ظھورھا الحجاج في الطریق عطشاً فلم یتمكن من بلوغ مكة منھم إلا عدد قلیل والذین مات أغلبھم عند وصولھم لمكة لإصابتھم بمرض . ُ الطاعون، حیث مات ما یزید عن ثمانیة آلاف شخصاً في بلاد الحجاز حینھا، فتوقفت شعائر الحج بسبب الوباء


توقفت رحلات الحج من مصر خلال عام 1213 ھـ أثناء وجود الحملة الفرنسیة بھا وذلك لخطورة الطریق وعدم أمانھا على الحجاجُ   لرحلات الحج بسبب ما عرف بحادثة المحمل المصري فأنقطع الحجاج تماماً من مصر  كما حدث في عام 1344 ھـ   انقطاعاً لم یتمكن أحد منھم من الذھاب إلى مكة 

 قتل الوباء الھندي للكثیر من الحجاج 1246 ھـ
خلال موسم الحج في عام 1246 ھـ، 1831 ً م تفشى في المملكة وباء عظیم أعتقد أنه جاء من بلاد الھند لیتسبب في وفاة ما یزید .عن ثلاثة أرباع أعداد الحجاج آنذاك 
وباء الكولیرا في عام 1846 ُ م
 تفشى وباء الكولیرا بین الحجاج بشكل كبیر لیظل منتشراً طوال موسم الحج في عام 1850م وقد تكرر في الأعوام .1865م ، 1833 ُ م مسبباً توقف شعائر الحج في السعودیة 


انتشار الغلاء 

تعطلت شعائر الحج خلال عام 390 ھـ بسبب انتشار غلاء الأسعار وتفشي الظلم والظلام فلم یتمكن أحد من أھل المشرق ولا أھل مصر من الذھاب للحج بسبب ما شعر بھ المسلمون من فقدان للأمن وانتشار النزاع والخلافات، وذلك قبل أن یتمكن الصلیبیون من .إسقاط القدس واحتلالھا بخمس سنوات فقط
 
ھروب الحجاج من الحجاز إلى مصر خلال عام 1858 ً م 

انتشر بالمملكة وباء شدید دفع الحجاج إلى الفرار من بلاد الحجاز إلى مصر التي أقامت لھم حجراً صحیاً في .منطقة بئر عدن منعاً لتفشي الأمراض والأوبئة 
موت الحجاج بمقدار ألف حاج في الیوم خلال عام 1864 ً م 
تفشى بالمملكة السعودیة وباء خطیر تسبب في وفاة ما یقرب من ألف حاج في الیوم الواحد، لینتشر بالمدینة ُ المنورة ولیصیب الكثیرین مما أضطر مصر إلى بناء حجر صحي بمكة المكرمة في الطریق من مكة إلى المدینة وإرسال الأطباء من .مصر إلى المدینة لعلاج المرضى والمصابین 
وباء الكولیرا وتراكم جثث ضحایاه خلال موسم الحج في عام 1982 م
 تفشى وباء الكولیرا بالمملكة مرة أخرى إلا أنه كان أكثر شدة فأصاب الكثیرین حتى تراكمت . ُ جثث ضحایاه فلم یكن الوقت یساع لدفنھم كلھم، حیث كانت أعداد الوفیات تتزاید في عرفات بل أنھا بلغت ذروتھا من الشدة في من
 وباء التیفوید ُ استشرى وباء التیفوید أو ما عرف بـ الزحار قبیل موسم الحج 1895 ُ م منطلقاً من قافلة تجاریة جاءت من المدینة المنورة لیستمر .ولكن لیس بشدة عند جبل عرفات وینتھي في منى بعد أن توقفت شعائر الحج
 التھاب السحایا انتشر مرض التھاب السحایا في عام 1987 ُ م بالمملكة وكانت خطورته تتمثل في شدته وسرعة انتشار العدوى بین الناس حیث .أصاب وقتھا ما لا یقل عن عشرة آلاف شخصاً 
ارتفاع الأسعار والغلاء ُ انقطع المصریون عن الحج في عھد الخلیفة العزیز بالله الفاطمي بسبب غلاء الأسعار حیث لم یتمكن أحد من أھل المشرق أو أھل مصر من الذھاب للحج في عام 419 ھـ، وحدث ذات الأمر خلال عام 421 ُ ھـ حیث تعطلت شعائر الحج فلم یتمكن من أدائه إلا ُ عدد قلیل من أھل العراق حیث ركبوا جمال الصحراء وصولاً لمكة، بینما كان الأمر أكثر شدة في عام 430 ھـ 
فلم یحج أحداً من .أھل الشام ولا مصر ولا أھل العراق وخراسان






الطقس السيء
حدث خلال عام 427 ھـ وفقاً ُ لما ذكره ابن الأثیر حیث اشتّد البرد في بلاد العراق لدرجة اختلاط المیاه بالأنھار الكبیرة مثل نھر دجلة قد تجمدت من شدة البرد، كما تجمدت السواقي بشكل كامل، ولم یسقط المطر كثیراً فلم یتمكن أھل العراق من الزراعة إلا قلیلاً .فتوقف الذھاب لأداء الحج من أھل العراق وخراسان لنكون بذلك قد عرضنا لكم أبرز الحوادث التي توقفت بھا أداء شعائر
الحج