قدّم الدكتور عزالدين فراج للمكتبة الإسلامية العديد من المؤلفات: «حياة محمد»، «عظمة الرسول»، «الإعجاز العلمي والإسلامي»، إضافة إلى عدد من الكُتب فى المجالات الأدبية والاجتماعية منها: «فن القراءة»، «العالم العربي الجديد»، «نحو قرية أفضل». هذا إلى جانب تقديم أكثر من سبعين بحثاً علمياً وزراعياً، كما تولى رئاسة لجنة وضع «دائرة المعارف العلمية المصورة للبيئة العربية العالمية للنبات والحيوان»، وحصل على الجائزة الأولى في البحث العلمي 1958، والجائزة الأولى في التأليف الأدبي والاجتماعي أعوام 1947، 1948، 1955، 1963، 1968، وكلفته وزارة الثقافة المصرية بترجمة العديد من الكتب العلمية. ومن الكتب التي ترجمها «نبي الإسلام في مرآة الفكر الغربي»، الذي طُبع عام 1953 في مطبعة «الجهاد» في القاهرة، وكان فراج حينذاك مدرساً في جامعة فؤاد الأول (القاهرة)، والكتاب ملحق مجلة «الأزهر» لقرائها ويضم نماذج من شهادات كوكبة من العلماء العظماء لنبي الإسلام ورسول الإنسانية، ورحمة الله للعالمين. وبحسب الدكتور محمد عمارة في تقديمه للكتاب، «يستطيع العقل المسلم أن يرد بها (الشهادات) على الافتراء والازدراء الذي يصدر من السفهاء الجهلاء ضد الإسلام ورسوله ورموزه ومقدساته».
ومن الشهادات التي يضمها الكتاب: نبي الإسلام كما صوره الإنكليزي بوسورث سميث (1784-1884) في كتابه «محمد والدين المحمدي»، إذ قال: «لقد ظل محمد إلى آخر حياته وليس له لقب يعتز به إلا أنه نبي مُرسل من عند الله، من دون أن يكون له جيش قائم ولا دخل ثابت. وإذا كان لأي إنسان أن يدعي الحق في تلقي الوحي من الله فإنه محمد، وأنه لحدث فريد في التاريخ أن يؤسس محمد شعباً وامبراطورية وديناً». ويُضيف سميث في موضع آخر من كتابه: «لقد كان محمد موفقاً كل التوفيق، ولم يُحدثنا التاريخ عن مثله. لقد جمع بين زعامات ثلاث، زعامة الشعب، وزعامة الدين، وزعامة الحكم والسلطان، ومع أنه كان أميّاً لا يقرأ ولا يكتب، فقد جاء بكتاب جمع بين البلاغة والتشريع والعبادة». أما السير وليم ميور (1819-1905) فتناول حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) بالبحث والتحليل من جوانب مختلفة فكتب عنه: «ومن صفاته الجديرة بالتنويه الرقة والاحترام اللذين كان يعامل بهما أتباعه حتى أقلهم شأناً، فالتواضع والرأفة والأناة وإنكار الذات والسماحة والسخاء تغلغلت في نفسه فأحبه كل من حوله. وكان يكره أن يقول لا، فإذا لم يتمكن من أن يجيب الطالب لسؤاله فضّل السكوت على الجواب، وقد قالت عنه عائشة: إنه كان أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا أساء شيئاً تبيناه في أسارير وجهه أكثر من كلامه، ولم يمس أحداً بالضرر إلا في سبيل الله، ويُؤثر عنه أنه كان لا يمتنع عن إجابة دعوة إلى بيت مهما كان رب البيت، وإذا جلس إلى صاحبه لم يرفع نحوه ركبتيه تشامخاً منه وكبراً، وكانت له تلك الخلة النادرة التي يجعل بها كل فرد من صحابته يظن أنه المُفضل المختار».
ودرس لامارتين (1790-1869) حياة محمد (صلى الله عليه وسلم) دراسة وافية، أدرك ما فيها من عظمة وخلود، ما جعله يسجل ويقول: «أترون محمداً كان أخ خداع وكذب؟ لا، لم يكن خادعاً ولا كاذباً بعدما عرفنا تاريخه ودرسنا حياته، فالكذب والخداع والتدليس صفات تتولد من نفاق العقيدة وليس للنفاق قوة العقيدة وليس للكذب قوة الصدق». وفي تناوله لحياته (صلى الله عليه وسلم) يقول: «إن حياة محمد وقوة تأمله وتفكيره وجهاده، ووثبته على خرافات أمته وجاهلية شعبه وخزعبلات قبيلته، وشهامته وجرأته وبأسه، وثباته ثلاثة عشر عاماً يدعو دعوته في وسط أعدائه، وقبوله سخرية الساخرين وهزأه بهزء الهازئين وحميته في نشر رسالته، وتوافره على السعي في إظهار دعوته، ووثوقه بالنجاح وإيمانه بالفوز ورباطة جأشه في الهزائم، وتطلعه إلى إعلان كلمة الله وتأسيس العقيدة الإسلامية، ونجاح دينه بعد موته... كل ذلك أدلة على أنه لم يضمر خداعاً أو يعيش على باطل. وهذا اليقين الذي ملأ روحه هو الذي وهبه القوة على أن يرد إلى الحياة فكرة عظيمة وحجة قائمة ومبدأ مزدوجاً، وهو وحدانية الله وتجرد ذاته عن المادة. الأولى تدل على من هو الله، والثانية تنفي ما ألصقه الوثنيون به. الأولى حطمت آلهة كاذبة، والأخرى فتحت طريقا إلى الفكر والتأمل»، وكتب المستشرق الفرنسي اميل درمنغم (1892-1971م) تحت عنوان «رسول الله»: «تاريخ البشرية ما هو إلا سلسلة من الإيحاء والالهام، إذ يسمع البشر بين وقت وآخر صيحة مدوية، وإذا برجل يسير في طريق الحق غير متوان، عاملاً على أن يوقظ الآخرين من نومهم العميق. هكذا يقوم خلاص البشر على سلسلة من الأفعال الحرة الطليقة. وهكذا نهض محمد (صلى الله عليه وسلم) يدعو قومه إلى دين الواحد الأحد...
وهكذا نهض لينبه آسيا وأفريقيا، وليجدد بلاد فارس الناعسة وليث نصرانية الشرق التي أفسدتها التأملات الفاترة، وشأن الأنبياء في العالم كشأن قوى الطبيعة الهائلة النافعة، كشأن الشمس والمطر، كشأن عواصف الشتاء التي تهز الأرض وتثيرها لتتزين ببساط أخضر في بضعة أيام. وأحسن شهادة لهؤلاء الأنبياء ما يورثونه من راحة العقول وطمأنينة القلوب وشد العزائم والصبر على الشدائد، مع شفاء الأخلاق المريضة الواهنة».
كما اعترف المستشرق الفرنسي أندريه سرفيه بفضل النبي (صلى الله عليه وسلم) في كتابه «الإسلام ونفسية المسلمين» بقوله: «لا يتحدث هذا النبي عن المرأة إلا في لطف وأدب، كان يجتهد دائماً في تحسين حالها ورفع مستوى حياتها، لقد كانت النساء قبله لا يرثن بل كن متاعاً يورث لأقرب الرجال، وكأنهن مال أو رقيق، وعندما جاء الرسول قلب هذه الأوضاع فحرر المرأة وأعطاها حق الإرث». ثم اختتم سرفيه كلامه قائلاً: «لقد حرر مُحمد المرأة العربية، ومن أراد التحقيق بعناية هذا النبي فليقرأ خطبته في مكة والتي أوصى فيها بالنساء خيراً وليقرأ أحاديثه المتباينة».
ويشير فراج إلى أن الكولونيل الأميركي ر. ف. بودلي (1545-1613) والذي أختلط بالعرب ودرس حياتهم الخاصة بصورة واسعة، جذبته حياة مُحمد (صلى الله عليه وسلم) ما دفعه إلى تناول حياته ومظاهر عظمته في كتاب، لافتاً إلى أنه «كان على نقيض من سبقه من الأنبياء، فإنه لم يكتف بالمسائل الإلهية بل تكشفت له الدنيا ومشكلاتها، فلم يغفل الناحية العملية الدنيوية في دينه، فوفق بين دنيا الناس ودينهم، وبذلك تفادى أخطاء من سبقوه من المصلحين الذين حاولوا خلاص الناس عن طريق غير عملي. لقد شبّه الحياة بقافلة مسافرة يرعاها إله، وأن الجنة نهاية المطاف».
ويضيف بودلي أن محمداً (صلى الله عليه وسلم) «لم تتبدل أمانته، ولم يتغير صدقه، بل بقيت فضائله ثابتة على الأيام، حتى لُقب بالأمين ولم تفتنه النساء قط، ولم تفتنه الشهوات أيضاً، وبقيت غرائزه الجنسية مهذبة، وكان حاضر البديهة، عذب الحديث».
ودرس لامارتين (1790-1869) حياة محمد (صلى الله عليه وسلم) دراسة وافية، أدرك ما فيها من عظمة وخلود، ما جعله يسجل ويقول: «أترون محمداً كان أخ خداع وكذب؟ لا، لم يكن خادعاً ولا كاذباً بعدما عرفنا تاريخه ودرسنا حياته، فالكذب والخداع والتدليس صفات تتولد من نفاق العقيدة وليس للنفاق قوة العقيدة وليس للكذب قوة الصدق». وفي تناوله لحياته (صلى الله عليه وسلم) يقول: «إن حياة محمد وقوة تأمله وتفكيره وجهاده، ووثبته على خرافات أمته وجاهلية شعبه وخزعبلات قبيلته، وشهامته وجرأته وبأسه، وثباته ثلاثة عشر عاماً يدعو دعوته في وسط أعدائه، وقبوله سخرية الساخرين وهزأه بهزء الهازئين وحميته في نشر رسالته، وتوافره على السعي في إظهار دعوته، ووثوقه بالنجاح وإيمانه بالفوز ورباطة جأشه في الهزائم، وتطلعه إلى إعلان كلمة الله وتأسيس العقيدة الإسلامية، ونجاح دينه بعد موته... كل ذلك أدلة على أنه لم يضمر خداعاً أو يعيش على باطل. وهذا اليقين الذي ملأ روحه هو الذي وهبه القوة على أن يرد إلى الحياة فكرة عظيمة وحجة قائمة ومبدأ مزدوجاً، وهو وحدانية الله وتجرد ذاته عن المادة. الأولى تدل على من هو الله، والثانية تنفي ما ألصقه الوثنيون به. الأولى حطمت آلهة كاذبة، والأخرى فتحت طريقا إلى الفكر والتأمل»، وكتب المستشرق الفرنسي اميل درمنغم (1892-1971م) تحت عنوان «رسول الله»: «تاريخ البشرية ما هو إلا سلسلة من الإيحاء والالهام، إذ يسمع البشر بين وقت وآخر صيحة مدوية، وإذا برجل يسير في طريق الحق غير متوان، عاملاً على أن يوقظ الآخرين من نومهم العميق. هكذا يقوم خلاص البشر على سلسلة من الأفعال الحرة الطليقة. وهكذا نهض محمد (صلى الله عليه وسلم) يدعو قومه إلى دين الواحد الأحد...
وهكذا نهض لينبه آسيا وأفريقيا، وليجدد بلاد فارس الناعسة وليث نصرانية الشرق التي أفسدتها التأملات الفاترة، وشأن الأنبياء في العالم كشأن قوى الطبيعة الهائلة النافعة، كشأن الشمس والمطر، كشأن عواصف الشتاء التي تهز الأرض وتثيرها لتتزين ببساط أخضر في بضعة أيام. وأحسن شهادة لهؤلاء الأنبياء ما يورثونه من راحة العقول وطمأنينة القلوب وشد العزائم والصبر على الشدائد، مع شفاء الأخلاق المريضة الواهنة».
كما اعترف المستشرق الفرنسي أندريه سرفيه بفضل النبي (صلى الله عليه وسلم) في كتابه «الإسلام ونفسية المسلمين» بقوله: «لا يتحدث هذا النبي عن المرأة إلا في لطف وأدب، كان يجتهد دائماً في تحسين حالها ورفع مستوى حياتها، لقد كانت النساء قبله لا يرثن بل كن متاعاً يورث لأقرب الرجال، وكأنهن مال أو رقيق، وعندما جاء الرسول قلب هذه الأوضاع فحرر المرأة وأعطاها حق الإرث». ثم اختتم سرفيه كلامه قائلاً: «لقد حرر مُحمد المرأة العربية، ومن أراد التحقيق بعناية هذا النبي فليقرأ خطبته في مكة والتي أوصى فيها بالنساء خيراً وليقرأ أحاديثه المتباينة».
ويشير فراج إلى أن الكولونيل الأميركي ر. ف. بودلي (1545-1613) والذي أختلط بالعرب ودرس حياتهم الخاصة بصورة واسعة، جذبته حياة مُحمد (صلى الله عليه وسلم) ما دفعه إلى تناول حياته ومظاهر عظمته في كتاب، لافتاً إلى أنه «كان على نقيض من سبقه من الأنبياء، فإنه لم يكتف بالمسائل الإلهية بل تكشفت له الدنيا ومشكلاتها، فلم يغفل الناحية العملية الدنيوية في دينه، فوفق بين دنيا الناس ودينهم، وبذلك تفادى أخطاء من سبقوه من المصلحين الذين حاولوا خلاص الناس عن طريق غير عملي. لقد شبّه الحياة بقافلة مسافرة يرعاها إله، وأن الجنة نهاية المطاف».
ويضيف بودلي أن محمداً (صلى الله عليه وسلم) «لم تتبدل أمانته، ولم يتغير صدقه، بل بقيت فضائله ثابتة على الأيام، حتى لُقب بالأمين ولم تفتنه النساء قط، ولم تفتنه الشهوات أيضاً، وبقيت غرائزه الجنسية مهذبة، وكان حاضر البديهة، عذب الحديث».