السبت، 1 أبريل 2017

حكايات إسبانية



شبه الجزيرة الايبيرية التي سكنها الأوائل ممن عبروا الحاجز المائي الفاصل بين القارة الأوروبية وقارة أفريقيا عند جبل طارق، اشتهرت في العالم الإسلامي بجنوبها الذي عُرف بالأندلس.
شهدت الأندلس تنوعاً في سكانها وثقافاتهم وخلفياتهم، فمع من بقي من سكان البلاد، جاء الأمويون، ومن صحبهم من سوريا ومن اليمن، وكذلك انتقل إليها جماعات من شمال إفريقية، فكانت فترة غنية بالتأثيرات المتبادلة، دامت ما يقارب الـ800 عام.
وازدهرت في الأندلس، خاصة في القرن التاسع الميلادي، صناعة الكتب، فكان يقال إن قرطبة "أكثر مدن الله كتباً"، وما كان ذلك إلا انعكاساً للحياة الثقافية الناشطة في البلاد.
هذا الانتاج الثقافي للأندلس، الذي ما زال يغني الثقافة العربية، قد أثّر بالأدب الأوروبي، خاصة الإسباني، وهو موضوع حديثنا.
لابد من الإشارة إلى الدراسات الهامة في العقدين الماضيين التي تناولت الثقافة الأندلسية وتأثرها وتأثيرها بثفافة الممالك الكاثوليكية في الشمال، وبثقافة شمال إفريقيا، إذ تتبع الباحثون معالم هذا التزاوج في عدة مجالات مادية وأدبية. نقدم واحدة منها هنا، ألا وهي الأمثال والملح في الأدب الشفوي والمكتوب.
التأثير في الأدب: ملح وأمثال وأشعار وقصص
يقول الدكتور أحمد السعدني، أستاذ الأدب المقارن، لرصيف22: “بدأت مظاهر التأثير والتأثر بين الثقافة الأوروبية لاسيما الإسبانية والثقافة العربية مع بدايات وجود الدولة العربية الإسلامية في الأندلس. ظهرت واضحة في عدة أشياء من أهمها شعراء التروبادور Troubadour، وهم شعراء وموسيقي القصور في الجنوب الشرقي لفرنسا الذين تأثروا بشعر الموشحات الأندلسية”.
والموشحات هي نوع شعري ظهر في الأندلس نهاية القرن التاسع الميلادي، ويقال أن الكلمة نفسها تروبادور قد أتت من الأصل العربي "طرب".

يوضح السعداني أن كثيراً من الباحثين الأوروبيين يذكرون التأثير الواضح للثقافة العربية الإسلامية في الثقافة والأدب الأوروبي، إذ يذكر الكاتب والمفكر الإسباني بلاسيوس أثر الدين الإسلامي ورسالة الغفران لأبي العلا المعري في "ملحمة الكوميديا الإلهية" لدانتي.
بحسب كتاب "تأثيرات عربية في حكايات إسبانية: دراسات في الأدب المقارن" (2008)، الذي جمع فيه الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم مقالات نشرت متفرقة في اللغة الاسبانية للباحث فرناندو دي لاجرانخا، وترجمها للعربية، إن التأثر المتبادل بين الثقافتين في مجال الأدب، يمكن تتبعه في قصص متشابهة، إلا أنه لا يزال فرضيات بحاجة إلى أدلة تاريخية دامغة، ومع ذلك يمكن أن نجد فيه مجالاً غنياً للبحث والتنقيب.
المؤلفات العربية وتأثيرها على الثقافة الإسبانية
أهم الأمثلة على مصادر التأثير هي المؤلفات العربية التي لعبت دوراً ملموساً في مؤلفات الأدب الشعبي الإسباني. وتجمع هذه المؤلفات النوادر والقصص بمفهومها البسيط، والمأثور والأمثال، والحكم والأشعار، وبدأت تظهر في كل مجالات العلوم في الأندلس.
كان أشهرها مؤلفات الأدب دون شك، والتي لا تزال حتى اليوم محط اهتمام القراء في الشعوب العربية، مثل كتاب العقد لابن عبد ربه الأندلسي (940).
ويعتقد الباحثون أن المؤلفات العربية قد تركت أثراً على الثقافة الإسبانية عن طريق الترجمة أو الثقافة الشفوية.
يجد فرناندو دي لاجرانخا تأثر الأدب الإسباني بالمؤلفات الشعبية العربية في أعمال مثل سانتاكروث، خوان دي تيمونيدا، وكتاب "القونت لوقانور" لدون خوان مانويل.
أما الأمثال المتشابهة، فهي بدورها تشير إلى التأثير بين الثقافتين، كما بيّن الباحث غرثية غومث الذي بحث في التقاطع بين الأمثال العربية في حدائق الأزاهر وبين الأمثال الإسبانية لدى الماركيز دي سانتيانا.
تقول الدكتورة نورا علي، الباحثة في مجال الأدب المقارن، لـرصيف22: “أثّر الأدب العربي في الثقافات الغربية تأثيراً واضحاً، إذ نجد العديد من الأعمال الغربية قد أتت على شاكلة الكثير من الأعمال الأدبية العربية".
وتشير علي إلى تقارب الثقافتين الأوروبية والعربية من ثلاث جهات متلاحقة في القرون الوسطى: أولها جهة القوافل التجارية بين آسيا وأوروبا الشرقية والشمالية عن طريق بحر الخزر أو طريق القسطنطينية، والجهة الثانية جهة المواطن التي احتلها الصليبيون وعاشوا فيها زمناً طويلاً في سوريا ومصر وبعض البلدان الأخرى، أما الجهة الثالثة فهي الأندلس وصقلية التي قامت فيها دول المسلمين وانتشر فيها المتكلمون باللغة العربية.
واحدة من الحكايات الذائعة الصيت في الأدب الإسباني. ذكرت في كتاب "القونت لوقانور"، كما في المشهد العاشر من مسرحية دون بدرو كالديرون دي لاباركا "الحياة حلم" من القرن السابع عشر، التي لا تزال مشهورة حتى اليوم، يحفظها معظم الإسبان.

تحكي القصة في نسخة القونت لوقانور أن رجلاً كان متنعماً بثراء وجاه، دارت عليه الدنيا حتى أصبح فقيراً إلى حد العوز. وفي أحد الأيام، لم يجد معه إلا حبات من "الترمس"، فجلس يتذكر عزّه الذي زال، ودمعت عيناه وهو يأكلها. ولكنه حينها رأى رجلاً آخر بجواره يلتقط قشر الترمس الذي يلقيه ويأكله من شدة حاجته.

تختتم القصة في كتاب القونت لوقانور، ببيت شعر يعطي مغزاها: "لاتقنطنْ أبداً من الفقر، فهناك أسوأ منك في العسر".
أما في نسخة كالديرون، فالقصة تحكي عن عالم فقير في أبيات هي التالية: "يحكون أن عالماً/ كان فقيراً بائساً/ يلتقط العشب ويأكله/ قال لنفسه: ترى من الذي يكون أسوأ مني حالاً؟/ حين أدار رأسه/ ألفى إجابة السؤال/ ثمة عالم فقير/ يلتقط العشب الذي يطرحه".
قدّر البعض أصل الحكاية في قصة تماثلها، هي "حكاية الدرويش" عند الشاعر الفارسي الشهير سعدي الشيرازي (1210 ـ 1291 أو 1292)، وهي عن فقير لا يستطيع شراء حذاء، فيجد السلوان عندما يقابل في مسجد في الكوفة فقيراً مبتور القدمين.
رسالة القصة الوعظية هي التواضع في وجه المصائب، ومنها المثل الذي لازال سارياً: "من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته".

وهناك قصة مشابهة عن عبد الرحمن القنازعي الذي يصفه المترجمين بالعالم الزاهد الورع (عاش في القرن العاشر الميلادي)، وصلتنا في كتاب ابن سعيد "المغرب في حلى المغرب"، من القرن الثالث عشر ميلادي، وهو قد نقلها بدوره، كما يدّعي، عن نص لابن بشكوال ضاع ولم يصلنا.
يقول عبد الرحمن القنازعي: "كنت بمصر وشهدت العيد مع الناس، فانصرفوا إلى ما أعدوه، وانصرفت إلى النيل، وليس معي ما أفطر عليه إلى شيء من بقية ترمس بقي عندي في خرقة، فنزلت على الشط، وجعلت آكله، وأرمي بقشره إلى مكان منخفض تحتي، وأقول في نفسي: ترى إن كان اليوم في مصر في هذا العيد أسوأ حالاً مني؟ فلم يكن إلا أن رفعت رأسي، وأبصرت أمامي، فإذا برجل يلقط قشر الترمس الذي أطرحه ويأكله، فعلمت أنه تنبيه من الله عزّ وجل، وشكرته".
يعتقد فرناندو دي لاجرانخا أن قصة القنازعي هي أصل القصة الإسبانية، فهي تختلف ببعض التفاصيل، ولكنها تشبهها في المغزى وبـ"حبات الترمس". كما قد تكون القصة قد وجدت طريقها إلى ابن سعيد متأثرة بالنسخة الإسبانية، عندما نقل قصة القنازعي.


حكايات "التينات الثلاث"
نختار حكاية ثانية لتتبع التأثير العربي بالأدب الإسباني، وهي قصة "التينات الثلاث"، من حكايات لويس دي نبيدو في "كتاب النوادر".




تحكي القصة أنه في أحد الأعياد، وضع ثلاث تينات على مائدة الكونكستور دييجو دي روخاس (1544) (وكونكستور هو لقب يطلق على الجنود الفاتحين، والمغامرين، والمستكشفين الإسبان بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر). كانت له شهية في التهامها، ولكنه اضطر لاستخدام المرحاض، وحين عاد وجد أن أحد الغلمان قد التهم إحداها، وحين سأله: "قل لي كيف أكلتها، ألم تخش شيئاً؟" فهم الغلام السؤال حرفياً، وعاود فعلته فأكل تينة ثانية ليبين لروخاس كيف أكلها، بدهشة، فأخذ دييجو دي روخاس التينة الباقية، ليأكلها قبل أن يلتهمها الغلام!
يرى فرناندو دي لاجرانخا أن للقصة حكاية مشابهة في كتاب "حدائق الأزاهر في مستحسن الأجوبة والمضحكات والحكم والأمثال والحكايات والنوادر" لابن عاصم الغرناطي (1426).
كما تتكرر القصة عند الكاتب براويلو فوث (1865) في كتابه "حياة بدرو سابوتو"، وتتشارك مع القصة العربية بتفاصيل أكثر (منها إرسال التين إلى الملك)، ولكنها تأخذ صبغة هزلية، وهي أطول من نظيرتها العربية.
يشير الباحث إلى أن هذه الحكايات، وكذلك الأمثال والنوادر، من الممكن أن تكون قد تنقلت بين الثقافتين بالطريق الشفوي على يد الموريسكيين، الذين اعتنقوا الدين المسيحي بعد الإسلامي، والذين عاشوا في شبه الجزيرة الأيبيرية ثمّ رُحّلوا إلى شمال أفريقيا، فكانوا، على قساوة تجربتهم، جسوراً بين الثقافتين.

حكاية الجامع
يحدد فرناندو دي لاجرانخا حكايات عربية في كتاب ملتشور دي سانتاكروث "الأيكة الإسبانية" (Floresta Espanola)، ويتتبع أصولها العربية، من أقوال مأثورة وحكايات معروفة.

عظمة الأندلس من تنوّع سكانها وتمازج ثقافاتهم: محلية، شمال أفريقية، ومشرقية بدأت مع من عبروا مضيق جبل طارقرد
يشير كيف تتغير تفاصيل القصص: فبدلاً من دخول الجامع، تدخل شخصيات القصة الكنيسة، وبدلاً من شخصية الخليفة المأمون على سبيل المثال، نجد الملك الموقر، ويستبدل الثري الذي فقد كل شيء في النسخة الإيبيرية العالم الفقيه الذي عانى الفقر، كما رأينا في قصة "الترمس".
"حكاية الجامِع" هي إحدى القصص الفكاهية التي وردت في كتاب "الأيكة الإسبانية"، وهذا نصها: "سأل عريف تلميذاً: كم عدد بنات عمك، فأجابه باللاتينية: أربع "أوانٍ" كل واحدة ذات مذاق لذيذ".
ولهذه الحكاية مقابل في الأدب العربي، يشبهها في صغرها وفي مقصدها، في كتاب "الأذكياء" لأبي الفرج بن الجوزي (1200).
تقول الحكاية: "قال الجاحظ، قلت لأبي سعد الطفيلي: كم أربعة في أربعة؟ قال: رغيفين، وقطعة لحم"، وكذلك "قال المبرد، قِيل لطفيلي: كم اثنين في اثنين؟ فقال أربعة أرغفة"، وثالثة "قال أبوهفان: قِيْل لطفيلي: كم أربعة في أربعة؟ قال: ستة عشر رغيفاً"!
إن تتبع سيرة الحكايات والأمثال في تنقلها بين الثقافة العربية والإسبانية لا يخدم عنوان المقالة، إذ تضيع فكرة "الأصل" في شبكة غنية من التأثيرات المتبادلة، حضنتها الثقافة العربية الغنية. ومع أن الأندلس وممالك الشمال قد شهدت صراعات سياسية وحروب عديدة، إلا أنها في حياتها الثقافية، كانت تتناقل القصص والفكاهة والنوادر.

حسين علي


الثلاثاء، 7 فبراير 2017

حيزية......



(حيزيَّة، وسْعيِّدْ)، قصة حب جزائرية بدوية صحراوية، حدثت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في بلدة (سيدي خالد)، التابعة لولاية بِسْكْرَة، بوابة الصحراء الكبرى، عروس منطقة الزيبان في جنوب شرق الجزائر. وهي تشبه قصص العذريين في التراث العربي القديم، أو قصة روميو وجوليت، وغيرها. وبما أن لقصة (حيزيَّة)، نواة تاريخية واقعية حقيقية، إلاَّ أن الرواة سَرَدوها بأساليب مختلفة، مما جعل القصَّة تتأرجح بين حدّين: حَدُّ الواقع، وحدّ الأسطرة. وبقيت هذه السرديات، مجرد احتمالات وتوقعات ورغبات. لكنَّ أهم سرديتين لقصة حيزية، هما: سردية محمد بن قيطون، باللهجة الجزائرية 1878م. وسردية عزالدين المناصرة، وهي قصيدة من نوع الشعر التفعيلي الحرّ الحديث، باللغة الفصحى، عام 1986، وعنوانها: (حيزيَّة عاشقة من رذاذ الواحات). وهما سرديتان متناقضتان في شرح أسباب موت حيزيَّة. طبعاً ظلت الذاكرة الجمعية الشعبية الجزائرية، تردد سردية ابن قيطون، ثمَّ انتشرت القصة في البلدان (المغاربية)، بوساطة بعض المطربين الجزائريين الذين غنوا قصيدة حيزية لإبن قيطون، مثل: (عبد الحميد عبابسة، ورابح درياسة، وخليفي أحمد، والبارعمر). لكن شهرة (قصة حيزية)، عربياً، عالمياً، تعود إلى قصيدة الشاعر المناصرة، لأسباب عديدة. بل استطاعت هذه القصيدة اختراق الوجدان الجماعي الجزائري الحديث نفسه، خصوصاً طلبة وطالبات الجامعات الجزائرية، إضافة إلى قطاع المثقفين.


سردية محمد بن قيطون، 1878م
ولدت (حيزية بنت أحمد بوعكاز) الذاودية من قبائل بني هلال، عام (1855م) في بلدة (سيدي خالد) من أعمال بسكرة. ويؤكد المؤرخ الجزائري (محمد العربي حرز الله)، بأن (حيزية) هي أميرة تنتمي إلى عائلة (بوعكاز) التي هي من فروع عرش (الذواودة)، وأنَّ بوعكاز هو لقب الأمير علي بن الصخري، الذي أصبح أمير (منطقة الزاب) عام 1496م، بعد أن كلَّفة (الزيّاينون)، بهذه الإمارة (إمارة العرب). كما يؤكد (محمد العربي حرز الله)، أن سبب شهرة (قصة حيزية) يعود إلى عدة عوامل، منها: (جماليات قصيدة محمد بن قيطون، وعالمية قصيدة عز الدين المناصرة، ومأساة حيزية الدرامية). ويقول موقع (الجزائر تايمز): (الشاعر المناصرة هو أول من أدخل قصة حيزيَّة في الشعر العربي الحديث منذ (1986). وهو أيضاً أوّل من أشهر (حيزيَّة) خارج الجزائر، عربياً وعالمياً). طبعاً تعتمد الذاكرة الجزائرية على ترداد ما ورد في قصيدة حيزية للشاعر الشعبي اللهجي الجزائري محمد بن قيطون، وهي قصة في قصيدة، كان العائق أمام وصولها إلى خارج الدائرة المغاربية، هو صعوبة كلماتها باللهجة الجزائرية. القصة تقول بأن (حيزية، وابن عمها سْعيّد) تحابا، إلى درجة العشق، ثمَّ تزوجها بعد قصة حب، لكن الموت فرَّق بينهما، حيث مرضت حيزيَّة مرضاً خطيراً، توفيت بعده مباشرة، وذهب العاشق (سْعيد) بعد وفاتها إلى الشاعر الشعبي محمد بن قيطون، وطلب منه أن يرثي (حيزية)، لكي يريح نفسه من الهموم، فكتب محمد بن قيطون قصيدة حيزيَّة باللهجة الجزائرية، سارداً فيها مأساة حيزية وسعيد، فاشتهرت القصة في البادية الجزائرية. وفي رواية أخرى أن حيزية لم تتزوج سعيد، لأن عمه، والدها، منع هذا الحب الصامت، وأنها ماتت قهراً على حبيبها. وتاه العاشق في الصحراء حيث هام على وجهه منعزلاً عن الناس. ويقول الشاعر محمد بن قيطون في نفس النص بأنه كتب القصيدة (1878م)، عام وفاة حيزية.


وهكذا حفظ لنا (ابن قيطون) هذه القصة من الضياع من خلال قصيدته (عزُّوني يا ملاحْ ... في رايس لبْنات ... سكْنَتْ تحت اللحودْ ... ناري مقْديا).
- إذن هناك ثلاث شخصيات من (سيدي خالد) هي: (حيزية، وسْعيّد، والشاعر ابن قيطون). فالشاعر هو الذي سرد القصة في قصيدته: ولد عام (1843)، وتوفي (1907). أما (حيزية) فقد ولدت عام (1855) وتوفيت (1878)، أي أنها عاشت (23 عاماً فقط). أول من نشر قصيدة ابن قيطون عن (حيزية)، هو (عبد الحميد حجيّات) في (مجلة آمال، عدد 4، نوفمبر، ديسمبر، 1969، الجزائر). أما (السعيد بحري)، عام 2009، فقد نشر النص بعد أن أجرى مقارنة بين نص (حجيّات)، ونص (محمد عيلان)، ونشر النص مشروحاً كملحق لديوان (حيزية عاشقة من رذاذ الواحات ).
سردية عز الدين المناصرة (1986م)





يؤكد الشاعر الفلسطيني الشهير (عز الدين المناصرة)، أنَّ (حيزية) أميرة حقيقية من أميرات منطقة (الزاب)، وأن اسمها الحقيقي هو (حيزية بنت أحمد بوعكّاز) من قبيلة (الذواودة) المتفرعة من قبيلة بني هلال. وينفي الشاعر المناصرة أن تكون (حيزيَّة) ابنةً لأحمد باي، لأن أحمد باي بطل المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، توفي مسموماً عام (1850م)، أي قبل ميلاد حيزية بخمس سنوات. والمعروف أن (أبناء صولة، وهم فرقة من الذواودة، حكموا قسنطينة في القرن الخامس عشر الميلادي – أحمد بن المبارك بن العطار: تاريخ قسنطية – ص: 19). كذلك يتوقع الشاعر المناصرة، مفاجأة أخرى، وهي أن يكون الشاعر محمد بن قيطون هو العاشق الحقيقي لحيزية، وليس (سْعيّد) لأن فارق العمر ليس فارقاً مستحيلاً، فهو من مواليد (1843)، وهي من مواليد (1855م)، وقيل أيضاً (1852). وإنما أراد ابن قيطون أن يروّج للحكاية للتغطية على أسباب عشائرية!!.


دخل (الشاعر المناصرة) في قصيدته (حيزية عاشقة من رذاذ الواحات) في مبارزة شعرية وسردية مع سردية ابن قيطون (عزّوني يا ملاح). وكان من نتيجة هذه المبارزة ولادة سردية جديدة، ما دامت سردية ابن قيطون لم تحسم الأمر. (سردية المناصرة)، هي سردية التحدّي والمقاومة، حيث طرحت احتمالات متنوعة منحت النص صبغة التعددية. بل تكاد سردية المناصرة تشي بسردية أخرى مختفية، وكأنها جرح قديم في روحه المعذبة القلقة المقاومة، ولا غرابة، فهو (شاعر مقاومة عالمي)، وصفه الروائي الجزائري الراحل (الطاهر وطار(2004)) بأنه (أحد عمالقة الشعر العربي الحديث)، وأنه (إنسان نبيل عظيم)، وأنه (عاش في الجزائر (1983 - 1991)، وأحبَّها بشرف النبيل، فأحبَّته بهيبة الكبير). هو أيضاً صاحب قصائد ترددها ملايين العرب، مثل: جفرا، وبالأخضر كفّناه، يتوهج كنعان، يا عنب الخليل، لا أثق بطائر الوقواق، حصار قرطاج ... الخ. وهكذا كانت قصيدة (المناصرة)، قراءة جديدة لقراءة قديمة، وهي تناصٌ يتفوق على التناص، لأنها تخلق عالماً جديداً (حيزية أخرى)، بأساليب جديدة.
- عام (1986)، زار (الشاعر المناصرة)، مدينة بسكرة للمشاركة في مهرجان محمد العيد آل خليفة الشعري كعادته في كل عام. لكنه هذه المرَّة طلب من أصدقائه الجزائريين أن يوصلوه إلى بلدة (سيدي خالد) لزيارة قبر حيزيَّة. وبالفعل قرأ (الفاتحة) أمام قبرها، وأدلى بملاحظة حول ضرورة ترميم القبر. وغادر إلى قسنطينة، حيث يعيش. قيل إنه بكى عند قبر حيزية لأنه عندما زار القبر، تذكَّر حبيبته (جفرا)، التي اغتالتها نيران طائرة إسرائيلية في بيروت عام 1976. بعد أسبوع تقريباً، فوجئ القراء بقصيدته المذهلة منشورة في الصحف الجزائرية. والمفاجأة أنها بعنوان: (حيزية عاشقة من رذاذ الواحات). ثم قرأها لأول مرة في المسرح الجهوي في قسنطينة عام 1986.
- بالنسبة للشاعر المناصرة، نشأ (سْعيّد بن الصغير)، في منزل عمّه يتيماً، وتربى مع (حيزيَّة) منذ الطفولة، لكن عندما كبرا، تعمق العشق بينهما، فاضُطر عمُّه إلى عزل (سْعيّد) في خيمة بعيدة، خوفاً من كلام الناس، لكن (سْعيّد، حيزيَّة)، كانا يلتقيان سرّاً في غابة النخيل، يتناجيان، ويبحثان عن حلّ لمشكلتهما. وظل هذا العشق يزداد نيراناً بين الطرفين، وحاول والدها تزويجها بأشخاص من فرسان القبيلة، لكن حيزية رفضت ذلك. ذات مَّرة تسللت (حيزيَّة) في الغسق، راكبة فرسها، بعد أن تلثمت، واتجهت باتجاه غابة النخيل، وعندما رآها (سْعيّد) مقبلة ملثمة، لم يعرفها، وظنَّ أن الفارس الملثم هو (عدّو)، يراقبهما، فأطلق النار عليها خطأ، فقتلها. إذن هي أشبه بقصة ديك الجن الحمصي.
أصيب (سعيد) بحالة ندم بعد دفنها في مقبرة سيدي خالد. وهام على وجهه في الصحراء، حتى ذهب إلى ابن قيطون، ولكي يريحه نفسياً، كتب القصيدة في رثاء حيزية. ويتوجس الشاعر المناصرة بأن (سْعيد) لا وجود له وأنه من اختراع ابن قيطون، وأن العاشق ربما يكون ابن قيطون نفسه. لكن المناصرة يصف قصيدته بأنها: (رعوية)، وأن حيزية كانت تتنقل مع أهلها من سيدي خالد إلى (بازر - العلمة). لم تمت (حيزية عز الدين المناصرة) كما تقول قصيدته، لكنه قتلها في النص، وأبعدها في الواقع إلى (باريس) حيث اختفت إلى الأبد في سرديته الشعرية. أما النص فيقول إنها تحوَّلت إلى إيقونة في الصحراء الجزائرية، وقبرها علامة.

عزوني يا ملاح في رايس البنات سكنت تحت اللحود ناري مقديا
يــاخي أنـــا ضرير بيــــا ما بيــا قلبي سافر مع الضامر حيزيــا

1- الوقوف على الطلل والحنين
يا حسراه على قبيل كنا في تاويل كي نوار العطيل شاون نقضيــــا
ما شفنا من دلال كي ظي الخيـال راحت جدي الغزال بالزهد عليــا
و إذا تمشي قبـال تسلب العقـــال أختي باي المحال راشق كميـــــــا
جاب العسكر معاه و القمان وراه طلبت ملقـــاه كل الاخر بهديـــــــا
ناقل سيف الهنود يومي غي بـاليـد يقسم طرف الحديد و اللي صميـــا
مــا قتل من عباد من قوم الحســــاد يمشي مشي العنــــاد بالفنطازيـــا
ما نشكرش البــــاي جرد ياغــــــناي بنت احمد بالباي شكري و غنايـــا
2- النسيب و الوصف
طلقت ممشوط طاح بروايح كي فــــاح حاجب فوق اللماح نونين بريــــــــــا
عينك قرد الرصاص حربي في قرطاس سوري قياس في يدين الحربيــــــــــا
خدك ورد الصباح و قرنفل وضــــــاح الدم عليـــــه ساح وقت الصحويــــــا
الفم مثل عــــاج المضحـــــك لعـــــــاج ريقك سـي النعاج عسله الشهايـــــــــا
شوف الرقبة خيار من طلعت جمـــــــار جعبـــــة بلار و العواقيد ذهبيــــــــــا
صدرك مثل الرخـــــــام فيه اثنين تـــــوام من تفـــــــــاح السقام مسوه يديـــــــا
بدنك كاغط يبان القطن و الكتــــــــــــــان و الا رهدان طاح ليلـــة ضلميــــــــا
طلقت بشرور مــــال و مخبل تخبــــــــال على الجوف تدلال ثنيــة عن ثنيـــــــا
شوف السيقـــــــان بالخلاخل يا فطـــــــان تسمع حس النقران فوق الريحيــــــــــا
في بــارز حاطين انصبـح ع الزيــــــــن واحنا متبسطين في حال الدنيــــــــا
نصبح في الغزال نصرش للفــــــــــــال كي اللي ساعي المال و كنوزهريـــا
ما يسواش المال نقحات الخلخــــــــــال كـي نجبى عن الاحيال نلقى حيزيــة
تسحوج في المروج بخلاخيل تســـوج عقلي منها يروج قلبي و اعضايـــــا
في التل مصيفين جينـا محدوريـــــــــن للصحراء قـــاصدين انا والطوايـــا
و جحـاف مغلقين و البـارود ينيــــــن الأزرق بي يميل لسـاحة حيزيـــــــــا
ساقوا جحــــاف الدلال حطوا في أزال سيدي الأحسن قبال والزرقاء هيـــــا
قصدوا سيدي سعيد والمتكـعوك زيــــد و مدوكال الجريد فيهــا عشيـــــــــــا
رقوا شاو الصباح كي هبوا الريــــاح سيدي محمد قناق و أرضه معفيــــــــا
منه ساقوا جحاف حطوا في المخراف الأزرق لكــان ساف يتهوى بيـــــــــــــا
بن صغير قصاد بموشــم الأعضـــاد بعد ان قطعوا الواد جاو مع الحنيـــــــــا
حطوا رؤوس الطوال في ساحة الأرمال وطني جلال هي عنــــــاق المشيـــــــــا
منها رحلوا الناس حطـوا في البسباس بن الهريمك قيــاس بأختي حيزيـــــــــا
ماذا درنا عراس، الأزرق في المرداس يدرق بي خلاص كي الروحانيـــــــــا
في كل ليلة نزيد عندي عرس جديد في كل نهار عيد عندي زهويــــــــــــا
تاقت طول العلام جــوهر في التبسـام و تمعنـي فـي الكلام و تفهم فيـــــــــــا
بنت حميدة تبـان كضي الومــــــــان نخلــة بســــــتان غي وحدها شعويــــــــا
وزند عنهـــا الريح قلعهــــا بالميــــح مـــا نحسبها اطيح دايم محضيـــــــــــا
واضرن ذيك المليح دار لها تسريــح حرفهـــــا للمسيح ربي مولايــــــــــــــــا


3- حضور المنية
في واد "يتل" نعيد حاطين سمـاط فـــريد رايســة الغيد ودعتني يا خويــــــــــــــــا
في ذا الليلــة وفات عادت في الممــــات كحل الرمقات ودعت دار الدنيــــــــــــا
لضيتها لصدري ماتت في حجــــري و دمعة بصري على خدودي مجريــــــــا
واسكن راسي جـذاب نجري في الاعـلاب ما خليت شعـــاب من كاف و كديــــــــــا
خطفت عقلي راح مصبوغـــة الألمـاح بنت النـــــاس الملاح زادتني كيــــــــــــــا
حطوهــــا في كفــان بنت على الشـــان زادتني حمان نفضت مخ حجايـــــــــــا
داروها في النعاش مصبوغـة الارماش راني وليت باص واش اللي بيـــــــــــا
جابوهــــا في جحاف حومتها تنظـــاف زينة الأوصاف سبتي طويلة الرايـــــــا
في حومتهـــا خراب كي مرضى الكوكـاب زيد قدح في سحاب ضيق العشويـــــــا
حومتهــــا بالحرير كمخـة فوق سريــــر وانـــــــــا نشبر مهلكتني حيزيــــــــــا
كثرت عني هموم من صافي الخرطـــوم مــــا عدت شي نقوم في دار الدنيــــا
ماتت موت الجهاد مصبوغة الأثــــمــــاد قصدوا بهـــــا بلاد خالد مسميــــــــا
عشات تحت اللحـاد موشومة الأعضــــاد عين الشراد غـابت على عينيــــــــــا
ياحفــــار القبور ســــايس ريــــم القـــــــور لا تطيحش الصخورعلى اللي بيا
داروها في القبر والشــــــــــــــــاش معجر تضوي ضي القمر ليلة عشريــــا
داروها في اللحود ، الزين المقدود جبارة بين سدود وسواقي حيا
قسمتك بالكتــــاب و حروف الوهـــــــاب لا تطيح التراب فوق أم مرايـــــــا
لوان تجي للعناد ننطح تلث عقـــــــــــــاد نديها بالزنـــــاد عن قوم العديــــــا
واذا نحلف و راس مصبوغة الأنعـــــاس مـا نحسبشي الناس لو تجي ميـــــا
لوا أن تجي للذراع نحلف ما تمشــــي ذراع ننطح صرصور قاع باسم حيزيـــا
لو أن تجي للنقـــــار نسمع كان و صـار لن نديها قمـار و الشهود عليــــــــــا
لو أن تجي للزحــــام نفتن عنهــا اعـــوام نديهـا بالدوام نابو سهميـــــــــــــــا
كي عـــاد أمر الحنين رب العــــالميــــن لا لقيت لهــــا من اين نقلب حيـــــا
صبري صبري عليك نصبر أن نـاتيـــــــك نتفكر فيك يا ختي غير انتيــــــــــــــــا

4- موت الفرس بعد الحبيبة
هلكني يــــــا ملاح الأزرق كي يتــــلاح بعد اختي غي زياد يحيا في الدنيـــــا
عودي في ذا التلول رعـــى كل خيــــــــــول و اذا والى الهول شـــــاو المشليــا
ما يعمل ذا الحصان في حرب الميــــــــدان يخوح شــــــاو القران امــــه ركبيــــا
آش لعب في الزمول اعقاب المرحــــــول انا عنه نجول بيـا مــــــا بيـــــــــا
بعد شهر مــــا يدوم عندي ذا الملجــــوم نهــــــار ثلاثين يوم وراء حيزيـــا
توفى ذا الجواد ولــــى في الاوهـــــــــــاد بعد اختي ما زاد يحيــا في الدنيــــا
صدوا صد الـــوداع و اختي قـــــــــاع طاح من يدي سراح الازرق آه ديــا
ربي اجعل الحيــاة ووراها الممـــــات منهم روحي فنـــات الاثنين رزيـا

5- الصورة الجنائزية
نبكي بكـي الفراق كبكي العشـــــــــــــــاق زادت قلبــــي حراق خوضت مايـــا
يــــا عيني واش بيك اتنوح لا تشكبــــــل زهو الدنيـــا يديك ما تعفى ش عليــا
زادت قلبي عذاب مصبوغـة الأهـــداب سكنت تحــــت التراب قرة عينيــــــا
نبكي و الراس شاب عن مبروم النــــاب فرقـــــة الأحباب مـــا تصبر عينيـــا
الشمس الى ضوات طلعت و تمســـات سخفت بعد أن سوات وقت الضحويــا
القمر الى يبان شعشع في رمضـــــــان جــاه الميســـان طلب وداع الدنيــــــــا
هذا درتو مثيل عن رايســــة الجيـــل بنت احمد صيل شايعـــــة ذواديـــــــــا
هذا حكم الا له سيدي مول الجــــاه ربي نزل قضـــــاه و ادى حيزيــــــــــا
صبرني يـــــا الله قلبي مــات ابـــداه حب الزينــــة اداه كي صدت هيــــــــــا


6 - رثاء الحبيبة
تسوى ميتين عــود من خيـل الجويـــد و ميــــة فرس زيد غير الركبيـــــــــــا
تسوى من الابل عشر مايـة مثيــل تسوى غابــــة النخيل عند الزابيــــــــــــا
تسوى خط الجريـد قريب و بعيــــد تسوى بر العبيد حاوســـــا بالفيــــــــــا
تسوى مال التلول و الصحرا و الزمول مــــا مشات القفول عن كل ثنيـــــــــــــا
تسوى اللي راحلين و اللي في البرين تسوى اللي حاطين عادوا حضريــــــــا
تسوى كنوز المال بهيـة الــــخلخال و اذا قلت قلال زيــــــد البلديــــــــــــــا
تسوى مال النجوع و الذهب المصنوع تســـــــــــوى نخل الدروع عند الشاويـا
تسوى اللي في البحوروالبادي وحضور اعقب جبل عمور و اصفا غردايــا
تسوى تسوى مزاب و سواحـل الزاب حاشا ناس القباب خاطي انا الوليــــا
تسوى خيـل الشليل و نجمة الليــل فاختي قليل قليل طبـي و دوايـــــــا
نستغفـــــر للجليـل يرحم ذا القليـل يغفر للي يعيل سيدي و مولايــــــــــا
ثلاثة و عشرين عـام في عمر أم حرام منها راح الغرام ما عاد شي يحيـــــا
عزوني يــــا اسلام في ريمـــــة الاريــــام سكنت دار الظلام ذيك الباقيــا
عزوني يا صغار في عارم الاوكــــار ما خلات غير دار عادت مسميـــا
عزوني يــــا رجال في صافي الخلخـــــال داروا عنهــــا حيال للسـاع مبنيـــــا
عزوني يــــا حباب فيها فرس ديـــــــاب مـــــا ركبوها ركاب من غير انايــا
بيدي درت الوشــام في صدر أم حــزام مختـم تختام في زنود طوايــــــــــــا
ازرق عنق الحمام ما فيهشي تلـطام مقدود بــــلا قلام من شغل يديــــــــــا
درتــــه بين النهود نزلتـــــه مقــدود فوق سرار الزنود حطيت سمايــــــا
حتى في الساق زيد درت وشــام جريد ما قديتـو باليد ذا حال الدنيـــــــــــا
سعيد في هواك مـــــا عادش يلقـــــاك كي يتفكر اسماك تديـــه غميـــــــــا
اغفـــــــــر لي يا حنين انا و الاجمعين راه سعيد حزين بيــه الطوايــــــــــــــا
ارحم مول الكلام و اغفر لام حزام لاقيهم فالمنـام يا عالي العليــــــــا
و اغفر اللي يقول رتب ذا المنــــــزول ميمين و حاودال جاب المحكيـــــا
يــا علام الغيوب صبّر ذا المســــــــــلوب نبكي الغريب و نشف العديــــــــا
مـا ناكلش الطعـام سامط في الافـــــــوام و احرم حتى المنـام وخطى عينيـــــــا
بين موتها و الكلام غي ثلاث أيـــــــــام بقاتني بالسلام و مــا ولات ليــــــــــا
تمت يـا سامعين في الالف و ميتـــــين كمل التسعين ، زيد خمسة باقيـــا
كلمـة براس الصغير قلنهـــــــا تفكــــــــير شهر العيد الكبير فيــه الغنايـــــا
في خــالد بن سنـان بن قيطون فـــــــلان قالت على اللي زمـــان شفناها حيــــا