أماتَ أَبوك؟
|
ضَلالٌ! أنا لا يموتُ أبي.
|
ففي البيت منه
|
روائحُ ربٍّ.. وذكرى نَبي
|
هُنَا رُكْنُهُ.. تلكَ أشياؤهُ
|
تَفَتَّقُ عن ألف غُصْنٍ صبي
|
جريدتُه. تَبْغُهُ. مُتَّكَاهُ
|
كأنَّ أبي – بَعْدُ – لم يّذْهَبِ
|
وصحنُ الرمادِ.. وفنجانُهُ
|
على حالهِ.. بعدُ لم يُشْرَبِ
|
ونَظَّارتاهُ.. أيسلو الزُجاجُ
|
عُيُوناً أشفَّ من المغرب؟
|
بقاياهُ، في الحُجُرات الفِساحِ
|
بقايا النُسُور على الملعبِ
|
أجولُ الزوايا عليه، فحيثُ
|
أمرُّ .. أمرُّ على مُعْشِبِ
|
أشُدُّ يديه.. أميلُ عليهِ
|
أُصلِّي على صدرهِ المُتْعَبِ
|
أبي.. لم يَزلْ بيننا، والحديثُ
|
حديثُ الكؤوسِ على المَشرَبِ
|
يسامرنا.. فالدوالي الحُبالى
|
تَوَالَدُ من ثغرهِ الطَيِّبِ..
|
أبي خَبَراً كانَ من جَنَّةٍ
|
ومعنى من الأرْحَبِ الأرْحَبِ..
|
وعَيْنَا أبي.. ملجأٌ للنجومِ
|
فهل يذكرُ الشَرْقُ عَيْنَيْ أبي؟
|
بذاكرة الصيف من والدي
|
كرومٌ، وذاكرةِ الكوكبِ..
|
*
|
أبي يا أبي .. إنَّ تاريخَ طيبٍ
|
وراءكَ يمشي، فلا تَعْتَبِ..
|
على اسْمِكَ نمضي، فمن طّيِّبٍ
|
شهيِّ المجاني، إلى أطيبِ
|
حَمَلْتُكَ في صَحْو عَيْنَيَّ.. حتى
|
تَهيَّأ للناس أنِّي أبي..
|
أشيلُكَ حتى بنَبْرة صوتي
|
فكيف ذَهَبْتَ.. ولا زلتَ بي؟
|
*
|
إذا فُلَّةُ الدار أعطَتْ لدينا
|
ففي البيت ألفُ فمٍ مُذْهَبِ
|
فَتَحْنَا لتمُّوزَ أبوابَنا
|
ففي الصيف لا بُدَّ يأتي أبي..
|