رقية هجريس
كان يوما باردا ماطرا مكفهرا، ومع ذلك لم ينس المعنيون موعد الجلسة، فهبوا زرافات ووحدانا من كل
صوب، حتى اكتظت الساحة الفسيحة، وما كادت عقارب الساعة تشير إلى تمام التاسعة صباحا ، حتى غصت قاعة
المداولات بفئات شتى من الجنسين. الجلسة تتعلق بحصر عدد السكنات الاجتماعية، وضبط قوائم المستحقين..فجأة انطلق الجدال، والأخذ والرد،
والتعليق ثم تداول بعض المتحمسين الكلام، حسب النقاط الواردة في جدول الأعمال، وقد اتفق دهماؤهم على تطبيق
واختتمت فئة ثالثة الكلام في مجمل:' كلنا سواسية
سر الحاضرون لهذه التعابيروالقيم والمبادئ.لكن فجأة
انبعث صوت فريد من نوعه، اخترق أجواء القاعة
أصاخت له الجدران والكراسي قبل الآذان.لهجة مفعمة
متسترة بعباءة سوداء فضفاضة، وقفت كالصفصافة، وأعلنت
رقية هجريس
صوب، حتى اكتظت الساحة الفسيحة، وما كادت عقارب الساعة تشير إلى تمام التاسعة صباحا ، حتى غصت قاعة
المداولات بفئات شتى من الجنسين. الجلسة تتعلق بحصر عدد السكنات الاجتماعية، وضبط قوائم المستحقين..فجأة انطلق الجدال، والأخذ والرد،
والتعليق ثم تداول بعض المتحمسين الكلام، حسب النقاط الواردة في جدول الأعمال، وقد اتفق دهماؤهم على تطبيق
مبدأ العدالة والمساواة في الحقوق.قالت الفئة الأولى:
- إن حل الأزمة هو الانصاف بين الجميع.
وأردفت الثانية:
- حرام ذلك التصنيف الذي شتتنا وفرق بيننا.
كأسنان المشط'.
انبعث صوت فريد من نوعه، اخترق أجواء القاعة
الصاخبة، انسابت نبراته تختلس السمع وتخرس الأفواه،
بالأحزان، مثقلة بمتاعب الزمن وهمومه، أدمعت العيون ،
وأدمت القلوب، كانت امرأة هزيلة ، نحيفة القوام،
للملأ مصابها الجلل ، وطرحت القضية أمام ذوي زمام الحل
..فدبت الحيرة : كيف؟..ومن أين تسللت؟'..
بعد تشاور رفعت الجلسة..وغادر المجتمعون القاعة..لأن الأمر قد قضي..