الخميس، 3 يناير 2013

يثأرون للحسين/ عدنان هلال




لست انا من قال بان ليس هنالك ثورة شوه تاريخها وسفهت اهدافها كما شوه الشيعة ثورة الحسين,


فرغم ان الشيعة بلطمياتهم قد شهروا ثورة الحسين فعلا الا انهم نشروها باسوأ ما يمكن ان تكون عليه,ولهذا فقد رفضت الفضائيات الغربية نقل شعائر اللطم في كربلاء ليس لانها تشوه الاسلام,بل لان الغرب يخشى ان يقول الراي العام الغربي لقادتهم: هل قتلتم ابنائنا من اجل ان يشق هؤلاء رؤوسهم ويجلدوا ظهورهم؟.



الا ان الحقيقة المرة تقول:

ان تشويه سيرة وثورة الحسين لم يتم على يد اللطامة والطبارين فقط,بل ان التشويه الاكبر والظلم الاخطر الذي لحق بالحسين وثورته انما منبعه ومركز شره هو الجرائم التي اقترفها ويقترفها المالكي والميليشيات الشيعية عموما ,


ليس فقط عندما تحالفت مع الامريكان ضد العراقيين,

وليس فقط حين شنت حربها الطائفية ففجرت المساجد وقتلت الناس وهتكت اعراض النساء والرجال,


وانما ايضا بسبب فسادها المالي والاخلاقي والاجتماعي والسياسي الذي لم يبدأ بتسييس القضاء وضمه الى سلطات المالكي ولا ينتهي عند اللواطة بالمعتقلين واغتصاب النساء وباعتراف المدعي العام العراقي واعتراف العشرات من لجان حقوق الانسان العالمية وعلى راسها هيومن رايتس ووتش.




لقد وصف الحسين بانه الثائر العظيم, والمصلح الكبير,



لكن لو فرضنا اليوم اننا سوف نعرض على ذلك الثائر العظيم ان يبيت هذه الليلة بين احد الجموع,جموع خرجت تبكي عليه وتلطم وجوهها وتشق ملابسها وتضرب رؤوسها بالسيوف والفؤوس مدعية انها بذلك تنصر قضيته وتعلوا من شانه.








وجموع خرجت تطالب باسقاط المالكي ومعاقبة القتلة والعملاء والظالمين,ومحاسبة الفاسدين والسراق والمرتشين,والقصاص ممن اغتب النساء ولاط بالرجال وهم مقيدين في السجون.



فهل سيقضي الحسين ليلته مع هؤلاء ام مع هؤلاء؟؟.






هل سيختار ان يقضي ليلته مع اللطامة الذين يدعون اتباع ثورته وهم يناصرون المالكي رغم علمهم بانه افسد خلق الله واجرمهم حتى لو كانوا من شيعته ؟.

ام سيختار ان يقضي الليلة مع ثوار انتفضوا على ظلم المالكي حتى لو كانوا من "النواصب"؟.



كاني بالحسين لو بعث اليوم لوقف يخطب بالشيعة قائلا:





لقد خرجت على يزيد لانه كان يشرب الخمر,فما بالكم تناصرون المالكي وقد اقترف من الجرائم والفساد والاثام وشرب ما هو ابشع من الخمر وحرمته حتى اني بت اليوم اترحم على يزيد واتمنى ان اكون جنديا في جيشه بعدما رايت من فساد المالكي وزمرته ؟.



فرحم الله الحسين الذي ثار على يزيد لانه كان يشرب الخمر وثار شيعته على ثوار الانبار لانهم ثاروا على من اغتصب النساء ولاط بالرجال ورفعوا شعار لا اله الا الله محمد رسول الله .

الأحد، 30 ديسمبر 2012

بلد العميان... / هـ. ج. ويلز





لو لم تكن قد قرأت (بلد العميان) فإنني أرجو أن تفسح لي صدرك قليلا.

كُتبت هذه القصة عام 1904، وتحكي عن مجموعة من المهاجرين من بيرو فروا من طغيان الإسبان ثم حدثت انهيارات صخرية في جبال الإنديز فعزلت هؤلاء القوم في واد غامض.

انتشر بينهم نوع غامض من التهاب العيون أصابهم جميعا بالعمى، وقد فسروا ذلك بانتشار الخطايا بينهم.

هكذا لم يزر أحد هؤلاء القوم ولم يغادروا واديهم قط لكنهم ورثوا أبناءهم العمي جيلا بعد جيل...

هنا يظهر بطل قصتنا.. (نيونز).

إنه مستكشف وخبير في تسلق الجبال؛ تسلق جبال الإنديز مع مجموعة من البريطانيين، وفي الليل انزلقت قدمه فسقط من أعلى.. سقط مسافة شاسعة بحيث لم يعودوا يرون الوادي الذي سقط فيه ولم يعرفوا أنه وادي العميان الأسطوري.

لكن الرجل لم يمت.. لقد سقط فوق وسادة ثلجية حفظت حياته.

وعندما بدأ المشي علي قدمين متألمتين رأى البيوت التي تملأ الوادي... لاحظ أن ألوانها فاقعة متعددة بشكل غريب ولم تكن لها نوافذ.. هنا خطر له أن من بني هذه البيوت أعمي كخفاش.

راح يصرخ وينادي الناس لكنهم لم ينظروا نحوه.. هنا تأكد من أنهم عميان فعلا... إذًا هذا هو بلد العميان الذي كان يسمع عنه وتذكر المقولة الشهيرة: "في بلد العميان يصير الأعور ملكا"، وهو ما يشبه قولنا "أعرج في حارة المكسحين"... راح يشرح لهم من أين جاء.. جاء من بوجاتا حيث يبصر الناس.. هنا ظهرت مشكلة... ما معني (يبصر)؟!

راحوا يتحسسون وجهه ويغرسون أصابعهم في عينه.. بدت لهم عضوا غريبا جدا... ولما تعثر أثناء المشي قدروا أنه ليس علي ما يرام.. حواسه ضعيفة ويقول أشياء غريبة!







يأخذونه لكبيرهم.. هنا يدرك أنهم يعيشون حياتهم في ظلام دامس وبالتالي هو أكثر شخص ضعيف في هذا المجتمع... لقد مر على العميان خمسة عشر جيلا وبالتالي صار عالمنا هو الأقرب إلي الأساطير.

عرف فلسفتهم العجيبة.. هناك ملائكة تسمعها لكن لا تقدر علي لمسها (يتكلمون عن الطيور طبعا) والزمن يتكون من جزءين: بارد ودافئ (المعادل الحسي لليل والنهار).. ينام المرء في الدافئ ويعمل في البارد.

لم يكن لدي (نيونز) شك في أنه بلغ المكان الذي سيكون فيه ملكا.. سيسود هؤلاء القوم بسهولة تامة.

لكن الأمر ظل صعبا!؛ إنهم يعرفون كل شيء بآذانهم.. يعرفون متى مشي علي العشب أو الصخور... كانوا كذلك يستعملون أنوفهم ببراعة تامة.

راح يحكي لهم عن جمال الجبال والغروب والشمس.. هم يصغون له باسمين ولا يصدقون حرفا... قرر أن يريهم أهمية البصر.. رأى المدعو بدرو قادما من بعيد فقال لهم: "بدرو سيكون هنا حالا .. أنتم لا تسمعونه ولا تشمون رائحته لكني أراه".





بدا عليهم الشك وراحوا ينتظرون... هنا لسبب ما قرر بدرو أن يغير مساره ويبتعد!. راح يحكي لهم ما يحدث أمام المنازل لكنهم طلبوا منه أن يحكي لهم ما يحدث بداخلها.. ألست تزعم أن البصر مهم!

حاول الهرب لكنهم لحقوا به بطريقة العميان المخيفة.. كانوا يصغون ويتشممون الهواء ويغلقون دائرة من حوله!... لو ضرب عددا منهم لاعترفوا بقوته لكن لابد أن ينام بعد هذا وعندها سوف.....!

هكذا بعد الفرار ليوم كامل في البرد والجوع وجد نفسه يعود لهم ويعتذر وقال لهم: "أعترف بأنني غير ناضج.. لا يوجد شيء اسمه البصر .."!

كانوا طيبي القلب وصفحوا عنه بسرعة فقط قاموا بجلده ثم كلفوه ببعض الأعمال... وفي هذا الوقت بدأ يميل لفتاة وجدها جميلة لكن العميان لم يكونوا يحبونها لأن وجهها حاد بلا منحنيات ناعمة وصوتها عال وأهدابها طويلة... أي أنها تخالف فكرتهم عن الجمال... لما طلب يدها لم يقبل أبوها لأنهم كانوا يعتبرونه أقل من مستوى البشر.. نوعا من المجاذيب.. لكن الفتاة كانت تميل لنيونز فعلا... ووجد الأب نفسه في مشكلة لذا طلب رأي الحكماء.

كان رأي الحكماء قاطعا.. الفتى عنده شيئان غريبان منتفخان يسميهما (العينين)... جفناه يتحركان وعليهما أهداب.. وهذا العضو المريض قد أتلف مخه... لابد من إزالة هذا العضو الغريب ليسترد الفتي عقله... بالتالي يمكنه أن يتزوج الفتاة!

بالطبع ملأ الفتى الدنيا صراخا.. لن يضحي بعينيه بأي ثمن... بعد قليل ارتمت الفتاة على صدره وبكت وهمست: ليتك تقبل .. ليتك تقبل ..!




هكذا صار العمى شرطا ليرتفع المرء من مرتبة الانحطاط ليصير مواطنا كاملا... وقد قبل نيونز أخيرا وبدأ آخر أيامه مع حاسة البصر.. خرج ليرى العالم للمرة الأخيرة هنا رأى الفجر يغمر الوادي بلونه الساحر... أدرك أن حياته هنا لطخة آثمة.. الأنهار والغابات والأزرق في السماء والنجوم.. كيف يفقد هذا كله من أجل فتاة؟!... كيف ولماذا أقنعوه أن البصر شيء لا قيمة له برغم أن هذا خطأ اتجه إلى حاجز الجبال حيث توجد مدخنة حجرية تتجه لأعلى.. وقرر أن يتسلق.

عندما غربت الشمس كان بعيدا جدا عن بلد العميان.. نزفت كفاه وتمزقت ثيابه لكنه كان يبتسم.. رفع عينيه وراح يرمق النجوم...

انتهت قصة بلد العميان