الاثنين، 10 ديسمبر 2012

على خطى استالين





يثير دهشتي انه لازال هناك من يحاول إعادة ايقونة ستالين وعبادة الفرد، على الرغم من مصائب مشابهة تملئ انحاء الوطن العربي. في سوريا والعراق وتونس نرى النتائج الوخيمة لسياسة عبادة الفرد والانظمة الديكتاتورية على النمط الستاليني. وعلى الرغم من ذلك يبدو ان البعض لايكفيه درس واحد. منذ استلام ستالين للسلطة في الاتحاد السوفيتي، عام 1924، ارتفعت اعمدة عبادة الفرد واصبح لستالين تمثال في كل مدينة، وبدأت حملة واسعة لابادة المعارضين داخل وخارج الحزب الشيوعي. وبفضل اعتقالات جماعية واسعة وتحويل المعتقلين الى عبيد ، وسرق الفلاحين، تمكن ستالين من تحقيق تصنيع روسيا، دفع ثمنه بضعة ملايين من الفلاحين.
في الارشيف الروسي للمعتقلين ، من عهد ستالين، نجد معطيات غاية في الغرابة والاستهتار بحياة الناس. والكثير منها ممارسات مشابهة لما عايشناه مع نظامي صدام حسين وآل الاسد وبقية الانظمة الديكتاتورية، علمانية وإسلامية على السواء، وبعض هذه الممارسات جرى تطويرها بشكل ملحوظ.
مارك بيريفالوف Mark Privalov, كان عمره 103 سنوات وغير قادر على الوقوف. كان مخرفا لايعلم مايدور حوله ولايستطيع النطق. Evdokia Kotelnikova عمرها 85 سنة ووضعها الصحي سئ، غير قادرة على الوقوف او الكلام. لم يكونا يعرفان بعضمها البعض ولكنهما تشاركا بالمصير: لقد اعتقلتهم الشرطة بتهمة " عناصر غير مرغوب فيها" ولاتوجد في الوثائق اية تهمة محددة. مانعلمه عنهما انهم من ضمن مجموعة من 6144 " عنصر غير مرغوب فيه" جرى نفيهم، عام 1933، الى جزيرة ناسيمو في نهر اوب في غرب سيبيريا.
كان المطلوب من المجموعة تحويل الجزيرة المتجمدة الى اراضي زراعية غير انه لم يكن هناك اية تجهيزات لاستقبالهم. لاتوجد ادوات عمل ولاحبوب ولاملابس ولامنازل او سقف فوق رؤسهم تحميهم من الثلوج التي استقبلتهم منذ اليوم الاول لوصولهم بحيث ان 295 شخصا منهم ماتوا في اليوم الاول للوصول.
في الظروف الوحشية التي سادت في الجزيرة كان قانون " البفاء للاقوى" هو السائد. كانوا يموتون ليس من البرد والجوع فقط وانما من اجل سرقة ملابسهم او احذيتهم بل وحتى بسبب الجوع، إذ أنتشر اكل لحوم البشر. بتاريخ 31 نيسان من عام 1933 يكتب احد الحرس:" حوالي اثنى عشر حادثة لاكل لحوم البشر قد حدثت". احدى الضحايا كانت فتاة شابة جرى ربطها على جذع شجرة صفصاف ثم اكلوا ثديها وقلبها وفخذها وكبدها ورئتيها.
الذي يصاب بالجنون ويحاول الهرب من المعسكر يجري رميه بالرصاص على الفور. عند نهاية الصيف بقي، على قيد الحياة، من المجموعة الاصلية حوالي 2000 شخص فقط. بنتيجة ذلك اضطر الحزب الشيوعي السوفيتي الى الاعتراف بفشل استصلاح جزيرة ناسيمو، او التي اصبحت تعرف بإسم جزيرة آكلة لحوم البشر. من بقي على قيد الحياة من المجموعة، والذي كانوا من الشباب فقط، جرى نقلهم الى معسكرات عمل اخرى، في سيبيريا.
مباشرة بعد إنقلاب البلاشفة وإستيلائهم على السلطة عام 1917، قام لينين، قائد الثورة البلشفية، ببناء اول معسكرات العمل الاجباري لوضع معارضيه فيها. وعندما جاء وريثه جوزيف ستالين الى السلطة، ازدادت اعداد معسكرات العمل الاجباري زيادة مريعة. كل شخص كان ستالين يعتبره " عنصر غير مرغوب فيه" او " عدو الثورة البلشفية" او " شخص غير موثوق فيه" يجري ارساله الى احد معتقلات العمل، لتنظيف المجتمع منه. لهذا السبب كان مضطرا لبناء شبكة من المعتقلات التي يزيد عددها كل عام. التقديرات تشير الى ان هناك 20 مليون انسان دخلوا معتقلات إعادة التربية،الكولاك، Gulag, وهي الاحرف الاولى من غلافنايا اوبرافلينية اسبرافيتلنيا ترودفيخ لاغير، وتعني( الادارة الرئيسية لمعسكرات الاصلاح والعمل).
بفضل نظام الكولاك حصل ستالين على جيش من العبيد للعمل بدون مقابل، ليقوم بتحقيق حلمه بتحويل دولة السوفيتات الى دولة صناعية قوية.
في اطراف الدولة النائية الخالي من السكان توجد موارد طبيعية هائلة مثل الفحم والذهب تنتظر استخراجها. ولذلك فعدا عن طحن المعتقلين في المناجم جرى إستغلالهم في بناء المشاريع الضخمة مثل مد السكك الحديدية وفتح القنوات وبناء الطرق وبناء المدن الجديدة والمصانع. وكما حدث في جزيرة ناسيمو جرى ارسال المعتقلين لإستصلاح وزرع اراضي جديدة في مناطق لم يكن الانسان ليذهب اليها برغبته الحرة.
الشرطة السرية لستالين " الشايكا" كانت تزور الناس بدون توقع لتسحبهم من اسرتهم الى السجون. كان يكفي لذلك اطلاق مزحة عن ستالين او لوجود علاقة عابرة مع شخص جرى اعتقاله او لكون الانسان مؤمن او بدون سكن.
في الحملة الشهيرة التي جرت بين الاعوام 1936-1938 اصبحت المعتقلات ممتلئة حتى الثمالة. قبل ذلك كانت الاعتقالات والنفي تصيب، بالدرجة الاولى، السياسيين المنافسين او المعارضين والفلاحين الذين يحتجون على اجبارهم على الدخول في التعاونيات الزراعية " الكلخوزات" أما الان فقد اصبح الخطر يحوم فوق رأس جميع فئات المجتمع.
منذ آب عام 1937 اصدر ستالين كوتا بعدد الذين يجب ارهابهم، وحسب هذه الكوتا، يتعين على روسيا البيضا، مثلا، أعدام 2000 شخص والحكم على 10 آلاف شخص بالسجن في معسكرات العمل مابين ثمانية الى عشرة سنوات، سنوياً .
حملات التنظيف تهدف الى إزالة " أعداء الثورة وخونتها" من اجهزة الدولة وصفوف الجيش الاحمر والحزب. غير انها شملت ايضا من اشار اليهم ستالين بتعبير " الطفيليين السامين" او " العناصر الضارة".
بين هؤلاء يوجد اشخاص امتلكوا منزل او أكثر من اربعة بقرات او العمال الذي كانوا يأتون متأخرين الى العمل او لاعبي فريق كرة القدم إذا خسروا احدى المباريات الهامة او المواطنين الذين لهم اسم عائلة اجنبي. عند إعتقال عضو كبير في الحزب الشيوعي سيرافقه إعتقال عدد كبير من الشخصيات حوله. احدهم كان يتسلق الجبال في اوقات فراغه، لذلك، بعد "إعتقاله، جرى إعتقال مجموعة كبيرة من متسلقي الجبال لمجرد ان لديهم الهواية نفسها.
الاعتقالات الجماعية في فترة " حملات الارهاب الكبير" كان ليس بالامكان توقعها وكانت من الشيوع بحيث ان عاملي جريدة ازفستيا اليومية توقفوا عن كتابة اسمائهم على ابواب مكاتبهم. كان تبديل العاملين يجري بسرعة كبيرة بحيث انهم يتعرضوا للاعتقال من البوليس السري قبل ان تكون لوحة اسمه جاهزة.
المعتقلين لايحصلون على اية معلومات. انهم لايعلمون الفترة التي سيقضيها التحقيق او المكان الذي سيأخذونهم اليه. بعد ذلك تبدأ ساعات طويلة من التحقيق تبدأ بالجملة الروتينية التالية:
" تكلم لنا عن نشاطاتك المعادية للثورة وأعترف بمعاداتك للشعب".
إذا رفض المتهم الاعتراف تبدأ حفلة التعذيب، حتى يتم الاعتراف. يكتب احد المساجين عن معاناته:" لقد اجبروني على الاستلقاء على وجهي ثم ضربوني على اسفل اقدامي وعلى ظهري بباطون من المطاط. كان الوجع لايطاق وكنت اصرخ وابكي. كنت اشعر وكأن ماء يغلي يصب فوقي".
معتقل اخر يكتب عن رؤيته لزميل له، في الخمسينات من العمر، أجبر على الوقوف لمدة ستة أيام ونصف بدون طعام او شراب او السماح له بالنوم.
أحدى النكات التي تتداولها السوفيتيون في العهد البريجنيفي تقول:" رفع ستالين سماعة التلفون واتصل ببيريه وقال له انه قد فقد غليونه. بعد ساعة اتصل ستالين ببيريه مرة اخرى واخبره انه قد عثر عليه. أجابه بيريه:" آسف سيدي لقد تأخرت، حتى الان اعترف اثنان بسرقتهم للغليون"






بعد الاعترافات المنزوعة بالقوة ينقل المعتقلون على الفور الى أحد معسكرات العمل الموجودة في الاطراف النائية. معسكرات إعادة التربية (الكولاك) والتي وصل عددها الى 476 معسكرا، وتتموضع في ابعد اطراف الدولة، لذلك فالطريق الى هناك ، غالبا، تتطلب شهرا. يوضع المعتقلون في سيارات شاحنة تأخذهم الى محطات القطار، هناك تقف صفوف طويلة من العربات في إنتظار المنفيين. من الخارج تبدو العربات كمثيلتها من عربات الدرجة الثالثة، في حين الداخل كان ممتلئ بالاقفاص الحديدية، حيث يحشر فيها المنفيون بحيث لااحد منهم يستطيع الحركة.
وحتى عربات نقل الحيوانات كانت تستخدم لنقل المنفيين الى معسكراتهم. كانت هذه العربات بدائية غير انها تملك افضلية كبيرة، إذ كان المعتقلون قادرون على التبرز بهدوء ومباشرة في الثقوب العديدة في ارضية العربة، اما في عربات الدرجة الثالثة فكان عليهم التوسل بالحرس للسماح لهم بالذهاب الى المراحيض.
غير ان اسوء مافي هذه الرحلة الطويلة ليس امتلاء العربات والروائح الكريهة المنبعثة عنها وانما النقص في الطعام والشراب. كانت قائمة الطعام مؤلفة، على الدوام، فقط من قطعة خبز جاف وسمك مملح. إضافة الى ذلك يملك المرء الحق بجرعة ماء واحدة في اليوم، حتى في ايام الصيف الحارة. الكثير من المسافرين ماتوا في الطريق بسبب العطش والمرض، إذا لم يسارع الحرس الى قتلهم قبل ذلك.
كانت نسبة الموت عالية للغاية خصوصا بين الاطفال. خلال الرحلة لم يكن هناك اي مساعدة طبية، والاطفال كانوا يصرخون حتى الموت في احضان امهاتهم.
عندما يصل المسافرون الى المحطة الاخيرة منهكين القوة وعلى حدود الموت تستقبلهم لافتات مكتوب عليها شعارات من نوع:" بيد من حديد نقود الانسانية الى السعادة". وفي مكان اخر من المعسكر نجد لافتة اخرى تقول:" بالعمل تصل الى الحرية".
بعد ان يجري تعداد المعتقلين يقادون، نساء ورجالا، للحصول على حمام وقص شعورهم تماما. في الخطوة التالية يجري توزيع ملابس المعسكر عليهم، وبعد ذلك يقفون في الصف من أجل خوض عملية التثمين. امام لجنة من الاطباء تعطى الاوامر للسجناء لنزع ملابسهم كاملة والانتظار الى حين النداء عليهم بالاسم. عند سماع الاسم يتقدم السجين الى الاطباء الذين يقومون بفحص كمية عضلاته، تماما كما كان يحدث في اسواق العبيد قديما. بنتيجة الفحص يجري توزيع المعتقلين الى اربعة مجموعات:" مناسب للعمل القاسي" ،" مناسب للعمل"، "مناسب للعمل الخفيف"، "غير قادر على العمل". المجموعة الاخيرة ينتمي اليها فقط المعوقين والعجزة وكبار السن والمرضى، اما البقية فهم قادرون على العمل. والمجموعة الاخيرة تكون خارج حصص الخدمات ومصيرها متعلق برحمة الحراس وحدهم.
جميع السجناء جرى تسكينهم في براكات بسيطة، حيطانها غير معزولة. منذ اللحظة الاولى نشب الصراع، حتى الموت، على امكنة النوم القليلة، من اجل تفادي النوم على الارض الطينية المتجمدة ليلا.
النوم ليلا مسألة حياة او موت إذ لم يكن هناك وقت للراحة في النهار. كانت ساعات العمل تصل الى 16 ساعة إضافة الى الساعات المطلوبة للذهاب الى مكان العمل والعودة منه. في الصباح الباكر والمساء يجري دعوة الجميع الى التعداد اليومي واحد المسجونين يقوم بإجراء التعداد. وإذا مات احد المسجونين في الليل فمن واجب زملائه حمله الى التعداد ليتم تطابق العدد قبل خصمه من المجموع العام.
الاعمال تختلف من معسكر إعتقال الى آخر ولكن المشترك بينهم ان المعتقلين يعصرون حتى الرمق الاخير. ولكون الغالبية منهم يصلون في وضع صحي سئ بعد فترة اعتقال لدى الشرطة السرية ورحلة ممتلئة بالجوع والعذاب، فإن الكثيرين منهم يفقدون الوعي منذ يوم العمل الاول. يكتب الكسندر ويزبيرغ Alexander Weissberg, الذي كان يعمل في منجم، واصفا معاناته:" عندما سقطت على الارض قفز فوقي المسؤول، كالثور الغاضب، وبدأ بركلي وضربي على وجهي حتى اصبحت نصف مشلول وغطى وجهي التراب مختلطا بالدم".
المعتقلين عانوا من جميع انواع الاذى الجهنمي، بما فيه في المنجم القطبية. المياه الباردة كانت تنقط من سقف المنجم وجدرانه، وخلال بضعة دقائق تحول العاملين الى اعمدة ثلجية متحركة. فارلم شالاموف يكتب عن جحيم المناجم:" من اجل تحويل انسان سليم الى حطام انسان لانحتاج الى اكثر من 20-30 يوم عمل، كل يوم من 16 ساعة عمل، بدون عطلة يضاف اليهم تجويع ممنهج وملابس ممزقة وليالي بدرجة حرارة 60 تحت الصفر في خيمة ممتلئة بالثقوب".
البعض وصل به اليأس انهم قطعوا قدمهم او كفهم او وضعوا حوامض في عيونهم من اجل تفادي الذهاب الى العمل في المناجم. البعض الاخر ربط قدمه بقماش مبلول قبل الذهاب الى العمل ليعود وقد تجمدت قدمه الى درجة وجب قطعها. البعض الاخر سمر خصاويه في المقعد الخشبي من اجل ارساله الى كوخ المرضى.
المعتقلين المخولين بتصنيف جذوع الخشب كانوا يعانون معاناة مشابهة لزملائهم في المناجم. جذوع الاشجار يجري سوقها مع تيار النهر الى مركز تجميع هائل، هناك حيث يجبر المعتقلون على قضاء الايام مبللين والرياح الباردة تلفعهم. يقول ايساك فيلشينيسكي:" بعد 30-40 دقيقة فقط يصبح الجسم بكامله مبلل وبخار يتصاعد منه. الرقبة والشفايف ورموش العين تتغطى بطبقة من الجليد واشعر بالتجمد يصل الى نخاع العظام من خلال الملابس الخفيفة".
في معسكرات العمل شمال الخط القطبي تقتضي التعليمات ان يتوقف العمل إذا نزلت الحرارة الى مادون ناقص الخمسين، ولكن لااحد كان يراعي المحافظة على ذلك، خصوصا وان قائد المعسكر وحده الذي كان يملك ميزان حرارة. في ظروف البرودة القاسية كان المعتقلون يجازفون بإنملاص جلدهم عند مسكهم بالأدوات الحديدية، إضافة الى ذلك كان المرء يخاطر بحياته عند قضاء حاجته في العراء. والاصابة بالاسهال يمكن ان يؤدي الى الموت. الكثيرون تجمدوا في مكانهم ولم يعثر على الجثمان الا بعد ذوبان الجليد.
الموت كان يحمل معه الحرية للغالبية من المعتقلين. غير ان من بقى على قيد الحياة تنفس الصعداء وشعر ببصيص من الامل يوم 5 آذار من عام 1953 عندما أذاع الراديو ان جوزيف ستالين مات. عندما جرى قراءة الخبر في معسكرات الاعتقال انطلقت هتافات الفرح. لقد القوا قبعاتهم في الهواء وصاروا يصرخون هوررررا. كانوا يعانقون بعضهم البعض ويهنئون بعضهم ودموع الفرح تسيل. اخيرا سيستردون حريتهم وينهضوا من بين الاموات.
وبالفعل اصبح موت ستالين نقطة تحول رئيسية. بعد بضعة اسابيع جرى اغلاق معظم معسكرات الاعتقال الجماعية واطلق سراح مليون معتقل، تقريبا. منظومة الكولاك أعيد تنظيمها وجرى اختصارها الى حدود دنيا. الا انه بالنسبة لمليون انسان جاءت الحرية متأخرة للغاية. من مابين 18-24 مليون انسان دخلوا معسكرات الاصلاح والعمل (كولاك) في خلال فترة الخمسة والعشرين عاما من حكم ستالين ، فقد 2-4,5 مليون انسان حياته.
جرائم ستالين بالارقام
حوالي 20 مليون انسان دخلوا معسكرات الاصلاح والتربية (كولاك).
عام 1937 اصدر ستالين كوتا لعدد " أعداء الشعب" الذي يتوجب اعتقالهم والذي يتوجب أعدامهم. خلال فترة خمسة اشهر يجب على دائرة الشرطة السرية أعدام 72950 شخص وأعتقال 259450 شخص. تمكنت الشرطة السرية من تحقيق الخطة بشق النفس.
من اجل إيجاد مكان للمعتقلين الجدد جرى رمي 2000 معتقل قديم بالرصاص ، عام 1937، في معسكر سولوفيكتش، قرب البحر الابيض، في اقصى شمال الاتحاد السوفيتي.
82% من المواطنين السوفييت ذوي الاصول الالمانية، أجبروا على الخضوع لبرامج معسكرات إعادة التأهيل (كولاك) في خلال شهر واحد، عام 1941، مع ان مجموع العدد الكلي لهذه الفئة القومية كان حوالي 1,2 مليون.
غالبية معسكرات الكولاك كانت موجودة في سيبيريا، حيث درجة الحرارة في الشتاء تصل الى اقل من 50 درجة مئوية تحت الصفر.
اقصى حد لعدد المعتقلين وصل الى 2561351 معتقل وكان ذلك في عام 1950. حسب المصادر الرسمية كان هناك 179 الف معتقل في معسكرات الكولاك ذ يناير عام 1930. بعد ثمانية اعوام اصبحوا 1881570.
في منظومة الكولاك كانت توجد 503 الف معتقلة عام 1949، منهن 9300 حامل ومنهن 23700 لديهن اطفال برفقتهن في المعتقل.
في احد التقارير من معسكر اعتقال في سيبيريا يعود لعام 1933 يشير الى ان المعسكر يحتاج الى 8000 زوج احذية للاطفال، 700 جاكيت من جلود الدبب، 9000 زوج معالق.
عام 1940، اشارت لجنة المفتشين الى ان 100% من المعتقلين يعشش في شعرهم وملابسهم القمل والبق.
عشرة سنوات في معسكرات العمل ، كانت الحكم الاكثر شيوعا. بين المعتقلين يطلق على هذا الحكم الروتيني " ابو العشرة". 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق