محمد بن عبد الله بن محمد الطنجي المعروف بابن بَـطُّوطَة (ولد في 24 فبراير 1304 - 1377م بطنجة) (703 - 779هـ) هو رحالة ومؤرخ وقاضٍ وفقيه مغربي لقب بأمير الرحالين المسلمين. وخرج من طنجة سنة 725 هـ فطاف بلاد المغرب ومصر والسودان والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعضالهند والصين الجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا. وإتصل بكثير من الملوك والأمراء فمدحهم - وكان ينظم الشعر - واستعان بهباتهم على أسفاره.
عاد إلى المغرب الأقصى، فانقطع إلى السلطان أبي عنان (من ملوك بني مرين) فأقام في بلاده. وأملى أخبار رحلته على محمد بن جزي الكلبي بمدينة فاس سنة 756 هـ وسماهاتحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار. ترجمت إلى اللغات البرتغالية والفرنسية والإنجليزية، ونشرت بها، وترجم فصول منها إلى الألمانية نشرت أيضا. كان يحسنالتركية والفارسية. واستغرقت رحلته 27 سنة (1325-1352م) ومات في مراكش سنة 779 هـ/1377م حيث يوجد ضريحه بالمدينة القديمة. تلقبه جامعة كامبريدج في كتبها وأطالسها بأمير الرحالة المسلمين الوطنيين
في أول رحلة له مر ابن بطوطة في الجزائر وتونس ومصر والسودان وفلسطين وسوريا ومنها إلى مكة. وفيما يلي مقطع مما سجله عن هذه الرحلة:
«"من طنجة مسقط رأسي في" يوم الخميس 2 رجب 725 هـ / 1324م "معتمدا حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة
والسلام, منفردا عن رفيق آنس بصحبته, وراكب أكون في جملته, لباعث على النفس شديد العزائم, وشوق إلى تلك المعاهد الشريفة كامن
في الحيازم. فحزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور, وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور, وكان والداي بقيد الحياة فتحملت
لبعدهما وَصَباً, ولقيت كما لقيا نَصَباً.»
ويعد ابن بطوطة أحد أهم الرحالة. قطع أكثر من 75000 ميل (121000 كم)، وهو رقم لم يكسره أي رحالة منفرد حتى ظهور عصر النقل البخاري، بعد 450 سنة
ولد في طنجة سنة(703 هـ/1304م) بالمغرب. اسمه الكامل هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يوسف بن اللواتي الطنجي بن بطوطة بن حميد الغازي بن القريش العلي، تسمّى باسم أمه بطوطة وهي في الأصل فطومة. وكل المعلومات المتوفرة عن حياة ابن بطوطة مصدرها السير الذاتية المذكورة في سياق حكايات رحلاته. ولد ابن بطوطة في عائلة علماء في القضاء الإسلامي في مدينة طنجة بالمغرب في 25 فبراير 1304، خلال عهد الدولة المرينية.. يرجع نسب ابن بطوطة إلى القبيلة الأمازيغية المعروفة ب لواتا أو لواتة. وكأي شاب في سنه، كان بإمكانه الدراسة في مدرسة سنية مالكية على اعتبار أنه الأسلوب التعليمي الذي كان سائداً في شمال أفريقيا في ذلك الوقت. في شهر يونيو عام1325 وفي عمر الحادية والعشرين، رحل ابن بطوطة من مدينته متوجهاً لمكة لأداء فريضة الحج في رحلة قد تستغرق ستة عشر شهرا. لم ير بعدها المغرب لمدة أربعٍ وعشرين عاماً.
"رحلت وحيداً. لم أجد أحداً يؤنس وحدتي بلفتات ودية، ولا مجموعة مسافرين أنضم لهم. مدفوع بِحكمٍ ذاتي من داخلي، ورغبة عارمة طال انتظارها لزيارة تلك المقدسات المجيدة. قررت الابتعاد عن كل أصدقائي، ونزع نفسي بعيداً عن بلادي. وبما أن والديَّ كانا على قيد الحياة، كان الابتعاد عنهما حملاً ثقيلاً علي. عانينا جميعاً من الحزن الشديد."
لقد سافر إلى مكة براً عبر ساحل شمال أفريقيا، قاطعاً سلطنة بني عبد الواد والحفصيين. وأثناء رحلته مر بكل من تلمسان، بجاية، وتونس التي مكث فيها ما يقارب الشهرين. انضم ابن بطوطة من أجل سلامته لقافلة؛ حتى يقلل من خطر هجوم الرحالة من بدو العرب. وقد اختار عروسا من مدينة صفاقس، والتي كانت الأولى في سلسلة زيجاته التي ميزت أسفاره.مع بداية ربيع 1326، وبعد رحلة استمرت لأكثر من 3،500 كم 2،200) ميل) وصل ابن بطوطة إلى ميناء الإسكندرية، والتي كانت جزءاً من إمبراطورية المماليك البحرية. وقد قضى عدة أسابيعٍ يزور فيها مواقع عدة في المنطقة، ثم توجه إلى داخل البلاد حيث القاهرة –عاصمة سلطنة المماليك- والتي كانت في ذلك الوقت أيضا مدينة كبيرة ومهمة. وبعد قضاء ما يقارب الشهر في القاهرة، اختار أن يسير من الطريق الأقرب له من بين طرق عديدة في الأراضي الخاضعة لحماية المماليك. ومن بين الطرق الثلاثة المعتادة والموصلة إلى مكة، اختار ابن بطوطة طريقاً لا يستخدمه المسافرون كثيراً، وضم رحلة إلى وادي النيل من خلال هذا الطريق، ثم إلى شرق ميناء على البحر الأحمر في عيذاب، ولكن عندما شارف على الوصول، أجبرته ثورة محلية في البلاد على الرجوع.عاد ابن بطوطة إلى القاهرة وقام برحلةٍ ثانية كانت هذه المرة إلى المماليك التي تسيطر على دمشق. قابل خلال زيارته الأولى رجل علم الشيخ أبو الحسن شادلي الذي تنبأ له بأنه لن يصل إلى مكة المكرمة إلا من خلال السفر عبر سوريا. كان لهذا التحويل ميزة إضافية حيث أن السلطات المملوكية لم تدخر جهداً في الحفاظ على المسار آمنا للحجاج؛ بسبب الأماكن المقدسة التي تقع على طول الطريق، بما في ذلك الخليل، والقدس، وبيت لحم. وبدون هذه المساعدة سوف يتعرض الكثير من المسافرين للسرقة والقتل.
بعد أن أمضى شهر رمضان في دمشق، انضم إلى القافلة المسافرة 1500 كيلومترا (930 ميلا) إلى الجنوب، إلى المدينة المنورة، حيث قبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. وبعد أربعة أيام في المدينة سافر إلى مكة، حيث استكمل حجه وحصل على لقب "الحاج". وبدلا من أن يعود إلى دياره، قرر ابن بطوطة الاستمرار في رحلاته، واختيار الخانات كوجهته القادمة (الخانات المغولية في الشمال الشرقي).
العراق وبلاد فارس
قام ابن بطوطة بزيارة قصيرة للمدينة الفارسية المغولية تبريز في عام 1327.
في 17 نوفمبر من عام 1326م، بعدما قضى شهرا في مكة، انضم ابن بطوطة إلى قافلة كبيرة من الحجاج العائدين إلى العراق عبر شبه الجزيرة العربية. اتجهت المجموعة شمالا إلى المدينة المنورة ومن ثم في سفرهم ليلا التفوا على شمال شرق هضبة نجد إلى النجف، في رحلة دامت نحو أسبوعين. في النجف قام ابن بطوطة بزيارة ضريح علي بن أبي طالب (علي)، الإمام الأول، والخليفة الرابع وزوج ابنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.ثم بدلا من أن يستمر في السفر مع القافلة إلى بغداد كان أيضا ضيفا في الخانات على حاكم الموصل، قاضي ماردين وحتى الصوفي الكردي الشهير في سنجار، الذي أعطى ابن بطوطة القطع النقدية الفضية النادرة. بدأ ابن بطوطة بعدها رحلة الستة أشهر التي أخذته إلى بلاد فارس. حيث سافر من النجف إلى واسط ثم اتبعها بنهر دجلة جنوبا إلى البصرة. كانت وجهته المقبلة بلدة أصفهان عبر جبال زاغروس في إيران. توجه بعدها جنوبا إلى مدينة شيراز، وهي مدينة مزدهرة كبيرة بمنأى عن الدمار الذي أحدثه غزاة المغول على العديد من بلدات الشمال. وأخيرا، عاد عبر الجبال إلى بغداد، ليصل إلى هناك في يونيو حزيران 1327. حيث لم تزل أجزاء من المدينة مدمرة نتيجة الضرر الناجم عن الجيش هولاكو خان الغازي في 1255م. عثر ابن بطوطة على أبو سعيد في بغداد وهو آخر حاكم مغولي لوحدة ايلخانان, وغادر المدينة مع حاشية كبيرة متجهًا إلى الشمال. انضم ابن بطوطة للقافلة الملكية لفترة من الزمن ثم دار شمالاً على طريق الحرير ثم إلى تبريز، فتحت المدينة الرئيسية الأولى في المنطقة أبوابها للمغول، وآنذاك دمر غزاة المغول مركزًا تجاريًا مهمًا لأن معظم خصومهم قريبين منه. غادر ابن بطوطة بغداد مرة أخرى على الأرجح في يوليو لكنه أخذ نزهة شمالًا على طول نهر دجلة, زائرا الموصل وجزيرة ابن عمر وماردين. وفي العصر الحديث العراق وتركيا عندما عاد مرة إلى الموصل انضم إلى قافلة تغذية الحجاج باتجاه الجنوب إلى بغداد حيث سيلتقي بالقافلة الرئيسية التي عبرت الصحراء العربية إلى مكة المكرمة. وصل إلى مكة لحجته الثانية متعب ومنهك بسبب إصابته بإسهال شديد.شبه الجزيرة العربية
بقي ابن بطوطة في مكة قليلا من الوقت (استغرقت الرحلة حوالي ثلاث سنوات من سبتمبر1327 حتى خريف 1330).مشاكل في التاريخ على أية حال، يقود المعلقين لاقتراح أنه ربما يغادر بعد حج 1328.بعد حج 1328 أو 1330 شق ابن بطوطة طريقه إلى ميناء جدة على ساحل البحر الأحمر, ومن هناك تبع سلسلة من السفن إلى الساحل محرزاً تقدما بطيئا ضد الرياح الجنوبية الغربية.عندما كان في اليمن قام بزيارة زبيد وبعدها الهضبة المرتفعة لتعز حيث قابل الملك (مالك) مجاهد نور الدين علي وفي اليمن قام بزيارة زبيد وبعدها اجتمع بالملك مجاهد نور الدين علي في مدينة تعز. ذكر ابن بطوطة انه زار أيضا صنعاء, لكن عمله ذلك مريب. ويذكر أنه ذهب مباشرة من تعز إلى أهم ميناء تجاري في عدن ووصل حوالي في بداية 1329 أو 1331.
الصومال
الميناء والواجهة البحرية من زيلا.
ركب ابن بطوطة من عدن في سفينة متجهاً إلى زيلا في ساحل الصومال. ثم انتقل إلى كاب جوردفوي في جنوب الساحل الصومالي وقضى أسبوعا في كل منطقة. لاحقاً زار مقديشيو ثم زار بلد البربر والمعروف بالقرن الأفريقي. وعندما وصل في عام 1331م كانت مقديشيو قد وصلت إلى ذروة الازدهار. فوصفها ابن بطوطة بـ "المدينة الكبيرة بإفراط" المليئة بالتجار الأغنياء، والمعروفة بالسلع ذات الجودة العالية التي تصدّر إلى دول أخرى بما فيها مصر. وأضاف بأن المدينة كانت محكومة من قبل سلطان صومالي ويعود أصله إلى البرابرة والموجود في شمال الصومال. يتحدث السلطان الصومالي بلغتين: اللغة الصومالية (المعروفة بلغة مقديشيو، باللهجة البنادرية الموجودة في جنوب الصومال) واللغة العربية، بنفس الطلاقة. كان عند السلطان عدد من الوزراء والخبراء القانونيين والقادة والخصوصية الملكية المتنوعة والّتي هي جميعاً تحت أمره.
الجامع الكبير بكيلوا والمصنوع من الأحجار المرجانية، وهو أكبر مسجد من نوعه.
واصل ابن بطوطة رحلته عبر السفينة جنوباً إلى ساحل السواحيلي، الإقليم الذي عرف بعد ذلك لدى العرب ببلاد الزنج. ومن ثم وجد نفسه متوقفاً عند جزيرة مومباسا، التي وعلى الرغم من أنها كانت صغيرة نسبياً في ذلك الوقت إلا أنها أصبحت ذات أهمية خلال القرن التالي. وبعد رحلة على طول الساحل, كانت وجهته التالية نحو مدينة كيلوا الساحلية والتابعة لتنزانيا حالياً، والتي أصبحت معبراً رئيسياً مهماً لتجارة الذهب فيما بعد،ولقد وصف تلك المدينة بأنها واحدة من أجمل المدن وأفضلها بنياناً في العالم.دوّن ابن بطوطة زيارته إلى سلطنة كيلوا عام 1330م مسجلاً إعجابه بتواضع وتدين حاكمها، السلطان الحسن بن سليمان سليل الأسطورة الشهير علي بن الحسين شيرازي, حيث كتب أن سلطته امتدت من ماليندا شمالاً إلى انهامبان جنوباً، كما أن تخطيط تلك المدينة أعجب ابن بطوطة كثيراً مشيراً إلى أنه السبب وراء ازدهار كيلوا على طول الساحل.يشار إلى أن تلك الفترة شهدت بناء قصر حسيني كيبوا الملحق بالمسجد العظيم -أضخم مسجد في كيلوا- والذي تم صنعه من المرجان, ومع تغير الرياح الموسمية شدّ ابن بطوطة الرحال عائداً إلى جزيرة العرب، حيث توجه إلى عمان أولاً عبر مضيق هرمز ثم إلى مكة ليؤدي حج عام 1330م وقيل 1332م.
الشرق الأدنى وآسيا الوسطى وجنوب آسيا
أندرونيكوس باليولوقوس الثالث.
بعد أن أمضى عاماً آخر في مكة المكرمة، قرر ابن بطوطة في عام 1330م (أو 1332) العمل مع سلطان دلهي المسلم؛ محمد بن توغلوك. حيث كان في حاجة إلى دليل ومترجم يرافقه إلى رحلته نحو الأرض التي يسيطر عليها السلاجقة في الأناضول للإنضمام إلى واحدة من القوافل التي ذهبت من هناك إلى الهند. بعد ذلك نقلته سفينة تابعة لجنوة من ميناء اللاذقية السوري إلى ألانيا الواقعة على الساحل الجنوبي لتركيا الحديثة, حيث سافر بعدها براً إلى قونية وبعد ذلك إلى سنوب على ساحل البحر الأسود. حيث سلك طريقه منها بحراً نحو شبه جزيرة القرم، وصولاً إلى مملكة القبيلة الذهبية. وفيها زار ميناء مدينة آزوف، حيث التقى أمير خان، ثم إلى مدينة المجر الكبيرة والغنية. والتي غادرها للقاء بلاط (حشد) مسافرين أوزبك خان، والذين كانوا بالقرب من جبل بيشتو. ومن هناك قام برحلة إلى بولغار، والتي أصبحت أعلى نقطة وصلها ابن بطوطة في الشمال، ولقد أشار إلى لياليها القصيرة الغير عادية -شبه الاستوائية- في فصل الصيف. ثم عاد إلى بلاط خان وانتقل معهم إلى استراخان.
علم القبيلة الذهبية، في عهد أوزبك خان.
وعندما وصلوا إلى استراخان، كان أوزبك خان قد أعطى الإذن لإحدى زوجاته الحوامل، أميرة بيلون، ابنة الامبراطور اليوناني أندرونيكوس باليولوقوس الثالث، للعودة إلى منزلها في مدينة القسطنطينية لكي تلد. وهنا أخذ ابن بطوطة طريق عودته مرافقاً هذه الحملة والتي ستكون الأولى له خارج حدود العالم الإسلامي. كان وصوله إلى القسطنطينية في نهاية 1332 (أو 1334)، والتقى الإمبراطور اليوناني أندرونيكوس باليولوقوس الثالث(Andronikos III Palaiologos).و زار الكنيسة الكبيرة في آيا صوفيا، وتحدث مع كاهن الأرثوذكسية المسيحية حول أسفاره في مدينة القدس.وبعد شهر في المدينة، عاد ابن بطوطة إلى أستراخان، ثم إلى العاصمة ساراي آل الجديد وذكر حساب أسفاره إلى السلطان محمد أوزبك. واصل بعد ذلك مسيرته خلال بحر قزوين وبحر آرال إلى بخارى وسمرقند. ومن هناك، اتجه جنوبا إلى أفغانستان، ثم عبر الحدود إلى الهند عبر الممرات الجبلية من هندو كوش(HinduKush). لقد كان محمد بن توغلوك من أشهر الرجال المسلمين وأغناهم في العالم العربي آنذاك. كان ممن يهتمون بمختلف العلماء ويرعاهم مثل الصوفيين، القديسين، وزراء الدولة العثمانية وغيرهم من العاميلن الذين يخدمون الدولة العثمانية وذلك ليكثف دوره وأهميته. كما هو الحال مع مماليك مصر، عهد حكم عائلة توغلوك كان مثال نادر ورمزي لحكم المسلمين في آسيا خاصة بعد غزو المغول. وبالرغم من صعوبة السنوات التي قضاها ابن بطوطة في دراسته بمكه المكرمة عينه السلطان قاضيا في ذلك الوقت. وجد ابن بطوطة صعوبة في فرض القوانين الإسلامية خارج محكمة السلطان في دلهي وذلك بسبب عدم وجود أصوات المناشديين الإسلاميين في الهند من راجبوت مملكة سارساتي، زار هانسي في الهند، وصفها بأنها "من بين أجمل المدن التي شيدت وأفضلها وأكثرها سكانا؛ وأنها محاطة بجدار قوي، ويقال عن مؤسسها أنه من أعظم الملوك الملحدين،"ويدعى تارا(Tara). ذكر ابن بطوطة بعد وصوله وحيد القرن الهندي الذي عاش على ضفاف نهر السند. ولم يكن السلطان منظم ولا ذو ردات فعل متوقعة حتى مع مبادئ ذلك الوقت، وعلى مدى ست سنوات احتار ابن بطوطة بين العيش في حياة معيار الثقة في مرؤسييها عالي أو الوقوع تحت دائرة الاشتباه في الخيانة لمجموعة متنوعة من الجرائم. كانت خطتة للمغادرة بعذر الحج مرة آخرى غير مقبولة من قبل السلطان. والذي طلب منه بدلا عن ذلك أن يمثله ويذهب كرسول مفوضا منه إلى عائلة يوان في الصين،، قبل عرض السلطان بلا تردد خصوصاً أنه سيوفر له فرصة الابتعاد عن السلطان وزيارة بلدان جديدة في آن معاً.
جنوب اسيا والصين
قبر محمد بن تغلق في دلهي، خدم ابن بطوطة كقاضي رئيسي لمدة 6 سنوات في عهد تغلق.
تعرض ابن بطوطة ومرافقيه إلى هجوم من قبل احدى العصابات وهو في الطريق عبر الساحل في بداية رحلته إلى الصين, إذ افترق عن مرافقيه وتم السطو عليهم.. وبالرغم من ذلك التأخر والتراجع استطاع اللحاق بجماعته وإكمال طريقه إلى كهومبهات Khumbhat في ولاية غوجارات الهندية. ومن هنالك ابحروا إلى كاليكوت المكان الذي أراد الوصول اليه المستكشف البرتغالي فاسكو دي غاما بعد قرنين من الزمن. وأثناء زيارة ابن بطوطة لأحد المساجد في ساحل كايكوت هبت عاصفه شديدة أدت إلى غرق إحدى سفن الرحلة, وقد أبحرت السفينة الأخرى من دونه وذلك لذهابها إلى ملك سومطرة المحلي بأندونوسيا بعد عدة أشهر. وخوفا من العودة إلى دلهي ويظهر للآخرين بأنه قد فشل مكث مدة في جنوب الهند تحت حماية السلطان جمال الدين حاكم Nawayath وهي سلطنة صغيرة يسكن بها وتتمتع بقوة ونفوذ كبيرين. سكانها من المسلمين وهي مطلة على ضفة نهر Sharavathi القريب من بحر العرب. وتعرف هذه المنطقة حاليا ب Hosapattana وتقع تحت الحكم الإداري ل Uttara Kannada, وبعد هذه النكسة والتأخير في هذه السلطنة الصغيرة, لم يكن هنالك من خيار لإبن بطوطة سوى الرحيل من الهند وقرر أن يكمل رحلته إلى الصين، حيث قرر ان ينعطف في بداية طريقة نحو جزر المالديف. قضى ابن بطوطة تسعة أشهر على أرض الجزيرة وهو الوقت الذي كان أطول مما كان قد قرر, وباعتباره القاضي الرئيس فقد كانت مهاراته مرغوبة للغاية في البلاد البوذية التي تحولت إلى الإسلام مؤخراً, فأصبح هو القاضي وتزوج من إحدى بنات العائلة المالكة التي تدعى عُمر الأول (Omar I), وأصبح متورطاً بالسياسة المحلية وغادر عندما بدأت سياسة عدم التدخل من الحكومة بأحكامها الصارمة تغضب حكام هذه الجزيرة. وفي كتاب " الرحلة " يذكر خوفه وهلعه من النساء المحليات اللاتي يخرجن بدون ملابس فوق الخصر تقريباً، وكذلك من السكان المحليين الذين لا يبدون اهتمامهم عندما يتشكى.
منظر لجزيرة المالديف.
ومن جزر المالديف مضى إلى سريلانكا، حيث زار معبد سري بادا وتينافرام (Sri Pada and Tenavaram)؛ وقد كادت سفينة ابن بطوطة تغرق وهي مقبلة على سريلانكا, وحيث أن المركب الذي أتى لإنقاذه عانى هجوم من قبل القراصنة, فقد تقطعت بهم السبل على الشاطئ وبدأ العمل على طريق عودته إلى كوريكود (Kozhikode) ومنها عاد إلى جزر المالديف حيث استقل الجنك الصيني ولا تزال الرغبة تحدوه في الوصول إلى الصين وتولي منصبه في السفارة. وصل ابن بطوطة بعد ذلك إلى ميناء شيتاغونغ الواقع في المنطقة المعروفة ببنغلاديش حالياً وهو عاقد النية في المضي قدماً نحو سيلهيت, ومنها ذهب شمالاً إلى ولاية أسام ثم استدار واستمر في خطته.في عام 1345 سافر ابن بطوطة إلى جزيرة سومطرة حيث لاحظ في رحلته أن حاكم سامو ديرا باساي (Samudera Pasai)[ولاية تقع في شمال جزيرة سومطرة في إندونيسيا] كان مسلماً حيث كان يؤدي عباداته بحماسٍ كبير. وكان يتبع المذهب الإمام الشافعي [أحد أربع المذاهب الإسلامية السنية الشهيرة]، مع نفس التقاليد التي رآها في الهند الساحلية خصوصا بين مسلمي مابيلا (Mappila) [يطلق على أكبر تجمع إسلامي ولاية كاريلا(Karela) في جنوب الهند]، الذين كانوا يتبعون المذهب الشافعي أيضاً. ثم أبحر ابن بطوطة إلى ملاكا (Malacca) [تقع جنوب شبه جزيرة الملايو –ماليزيا حالياً- بجوار مضيق ملقا]، وبعدها إلى فيتنام، ومن ثم جزر الفلبين، وأخيراً إلى مدينة تشي وانتشو (Quanzhou) في مقاطعة فوجيان (Fujian province) [تقع شرقاً في الصين]. حين وصوله إلى الصين عام ١٣٤٥م كان إتقان الفنانين المحليين في صنع اللوحات للأجانب القادمين حديثاً هي أول ما استرعى انتباه ابن بطوطة، كما لاحظ أيضاً مدى الاحتراف في صناعة الحرير والخزف، وزراعة الفاكهة كالبطيخ والخوخ بالإضافة إلى الفوائد من استخدام النقود الورقية. كما قام بوصف عملية تصنيع السفن الكبيرة في مدينة قوانغشتو (Guangzhou)، كما أشار أيضاً إلى المأكولات الصينية واستخدام الحيوانات فيها كالضفادع. وبينما كان في تشيوانتشو (Quanzhou) صعد "جبل الناسك" وزار لفترة وجيزة الراهب طاوي (Taoist monk).
وصل ابن بطوطة لمدينة تشيوانتشو الصينية، المعروف أيضا باسم الزيتون.
ومن هناك اتجه إلى الشمال حيث مدينة هانغشتو (Hangzhou) التي وصفها بأنها واحدة من أكبر المدن التي رآها في حياته، حيث أشار إلى سحرها واصفاً إياها بالمدينة التي تجلس على البحيرة الجميلة والمحاطة بالتلال الخضراء. وخلال فترة إقامته في مدينة هانغشتو أُعجب جداً بالأعداد الكبيرة من السفن الصينية الخشبية التي صُنعت وزُخرفت بعناية؛ بأشرعتها الحريرية والمظلات الملونة مجتمعةً في القنوات البحرية. وفي وقتٍ لاحق، حضر ابن بطوطة مأدبة كبيرة أقامها (Qurtai) ممثّل إمبراطورية المغول في المدينة, الذي -وفقاً لابن بطوطة- كان مولعاً بدرجة كبيرة بمهارات المشعوذين الصينيين المحليين. كما وصف السفر إلى الشمال، من خلال القناة الكبرى إلى بكين بصحبة رفيق سفره البشري (Al-Bushri), حيث دُعيَ إلى البلاط الإمبراطوري بواسطة توغان تيمور -آخر أباطرة المغول من أسرة يوان-. Ibn Battuta also reported "the rampart of Yajuj and Majuj" was "sixty days' travel" from the city of Zeitun (Quanzhou); كما ذكر ابن بطوطة في -سور يأجوج ومأجوج- (the rampart of Yajuj and Majuj) رحلة الستين يوماً إلى مدينة الزيتون- تشيوانتشو (Quanzhou). ولقد لاحظ هاملتون الكساندر (Hamilton Alexander Rosskeen Gibb) أن ابن بطوطة يعتقد أن سور الصين العظيم تم بناءه من قِبل ذو القرنين لحجز يأجوج ومأجوج كما ذُكر في القرآن الكريم. بعد ذلك سافر ابن بطوطة من بكين إلى هانغشتو، ومنها واصل رحلته نحو فوتشو (Fuzhou). ولدى عودته إلى تشيوانتشو، سرعان ما صعد جنكاً صينياً تعود ملكيته إلى سلطان سومطرة (Samudra) متجهاً إلى جنوب شرق آسيا, وبعدها اتُهم ابن بطوطة ظلماً هو ومجموعة من طاقمه وخسر الكثير مما جمع خلال إقامته في الصين.
العودة إلى الديار والموت الأسود
بعد عودته من مدينة تشيوانتشو (Quanzhou) في عام 1346م، بدأ ابن بطوطة رحلة العودة إلى المغرب. وفي كوزيكود (Kozhikode) -تقع في ولاية كاريلا (Karela) في الهند- وفكر مرة أخرى بأن يلقي نفسه تحت رحمة محمد بن تُغلق، ولكنه فضل أن يرحل إلى مكة. وفي طريقه نحو البصرة عبَر مضيق هرمز، حيث علم بأن أبو سعيد [آخر حكام سلالة إيلخانان] مات في بلاد فارس. وانهارت الأراضي التي كان يحكمها أبو سعيد بسبب حرب أهلية بين الفرس والمغول.وصل ابن بطوطة دمشق في عام 1348م مع نيته مواصلة المسيرة من أجل أول حجٍ له. ومن ثم علم بأن والده توفي قبل 15 سنة, وأن الموت أصبح هو الموضوع المهيمن للعام الذي بعده؛ حيث انتشر الموت الأسود [الطاعون] في سوريا، وفلسطين، وجزيرة العرب. وبعد أن وصل مكة قرر الرجوع مرة أخرى إلى المغرب، بعد ما يقارب ربع القرن من مغادرة المنزل.وفي طريقه إلى هناك, زار سردينيا للمرة الأخيرة، ثم في عام 1349م عاد إلى طنجة متجاوزاً مدينة فاس، ليكتشف بأن والدته قد توفيت قبل وصوله ببضعة أشهر.
الأندلس وشمال أفريقيا
زيارة ابن بطوطة لإمارة غرناطة،
بعد بضعة أيام قضاها ابن بطوطة في طنجة، اعد نفسه لرحلة إلى الأندلس في شبه الجزيرة الايبيرية. في تلك قام ملك قشتالة ألفونسو الحادي عشر بالتهديد بمهاجمة جبل طارق، وذلك في عام 1350, عندها غادر ابن بطوطة طنجة مع مجموعة من المسلمين للدفاع عن الميناء. عند وصول ابن بطوطة كان الطاعون قد قضى على الملك ألفونسو وأنحسر خطر الغزو، عندها تحولت الرحلة إلى نزهة. وقام بجولة في فلنسيا وانتهى في غرناطة. قرر بعد رحيله من الأندلس العودة إلى المغرب. في طريق عودته إلى الديار استقر لفترة من الوقت في مراكش، حيث كانت تقريبا كمدينة أشباح بعد الطاعون الذي حل فيها, وقد نقلت العاصمة أيضا إلى مدينة فاس. عاد ابن بطوطة مرة أخرى إلى طنجة ولكنه بقى لفترة قصيرة. في عام 1324 وقبل عامين من زيارته الأولى للقاهرة، مر في غرب أفريقيا بأرض منسى موسى "ملك ملوك" مانسا مملكة مالي, وهو في طريقه للحج، وقد أثار ضجة كبيرة لعرضه ثروات باهظة قام بجلبها من وطنه الغني بالذهب. على الرغم من أن ابن بطوطة لم يذكر هذه الزيارة على وجه التحديد، ولكنه عندما سمع هذه القصة ربما قد تكون نمت فكرة ما برأسه قرر بعدها أن يعبر الصحاري الأفريقية ويزور الدول الإسلامية البعيدة.
من الصحراء إلى مالي وتمبكتو
في خريف عام 1351 غادر ابن بطوطة فاس متجها إلى بلدة "سجلماسا" في الطرف الشمالي من الصحراء " المغرب" حاليا وهناك قام بشراء عدد من الجمال وبقي في البلدة لمدة أربعة أشهر. ثم انطلق مجددًا مع قافلة في فبراير عام 1352 وبعد 25 يومًا وصلوا إلى قاع بحيرة الملح الجافة في "تاغازا" الغنية بمناجم الملح وكانت كل البنايات المحلية مصنوعة من ألواحالملح التي قام بصنعها خدم قبيلة "ماسوفا" الذين كانوا يقومون بتكسير الملح إلى ألواح سميكة ليتم نقلها عن طريق الجمال، و"تاغازا" كانت تعتبر مركزًا اقتصاديا يمتاز بالذهب المالي وبالرغم من هذا لم يقدم ابن بطوطة إنطباعا إيجابيا عن المكان مشيراً أنه كان مزعجاً لكثرة الذباب ومياهه شديدة الملوحه. انطلقت القافلة إلى واحة "تاساراهلا" أو " بئر الكاسب" بعد مكوثها لمدة عشرة أيام في "تاغازا".بقيت هناك لثلاثة أيام تحضيرًا للمحطة الأخيرة والأكثر صعوبة في الرحلة عبر الصحراء الشاسعة، وكانت القافلة قد أرسلت مُسبقا كشافًا من قبيلة ماسوفا إلى واحة بلدة "ولاته"، حيث قام هذا الكشاف بترتيب نقل الماء لمسافة أربعة أيام حيث ستلتقي بالقافلة العطشى "ولاته" كانت آخر محطة جنوبية لطريق التجارة عبر الصحراء كما أنها قد أصبحت مؤخرا جزءًا من إمبراطورية مالي، إجمالاً استغرقت القافلة شهرين لعبور مسافة 1600 كم (900 ميل) في الصحراء من "سجلماسا".
بقي ابن بطوطة لخمسين يوما في ولاته التي كانت واحة هامة في التجارة عبر الصحراء.
منزل في مدينة ظنجة، والمحتمل أنه يحتوي على ضريح ابن بطوطة.
ابن بطوطة في مصر، وطبع في القرن 19 من قبل ليون بينيت.
ومن هناك سافر ابن بطوطة متجهًا نحو الجنوب الغربي بمحاذاة نهر كان يعتقد أنه النيل (في الواقع كان نهر النيجر) حتى وصل إلى عاصمة إمبراطورية مالي، وهناك التقى بمانسا سليمان الملك الذي كان يحكم منذ 1341 وعلى الرغم من ارتيابه من شح ضيافة هذا الملك إلا أنه بقي هناك لمدة ثمانية أشهر، استهجن ابن بطوطة حقيقة أن الإماء والجواري وحتى بنات السلطان كانوا يتجولون وهن عاريات تماما. غادر العاصمة في فبراير بصحبة تاجر مالي من السكان المحليين حيث سافروا على الجمال عبر البر متجهين إلى تمبكتو وفي ذلك الوقت كانت هذه المدينة غير مهمة نسبيا على الرغم أنه بعد ذلك الوقت بقرنين أصبحت أهم مدينة في تلك المنطقة،وخلال هذه الرحلة كانت المرة الأولى التي يصادف فيها ابن بطوطة فرس النهر وكانت تلك الحيوانات تخشى أصحاب المراكب المحليين الذين يطاردونها بالرماح الموصولة بحبال قوية بعد إقامة قصيرة في تمبكتو غادر ابن بطوطة إلى أدنى النيجر نحو (غاو) عبر زورق صغير نُحِت من شجرة واحدة في ذلك الوقت كانت غاو مركزًا اقتصاديا هامًا. وبعد قضاء شهر في غاو انطلق ابن بطوطة مع قافلة كبيرة متجهًا نحو واحة (تاكيدا) وفي أثناء رحلته عبر الصحراء استلم ابن بطوطة رسالة من سلطان المغرب يأمره فيها بالرجوع للبلاد، وفي عام 1353 انطلق ابن بطوطة نحو سجلماسا مع قافلة كبيرة كانت تحمل 600 من الجواري السود وعاد مجددا للمغرب في بدايات عام 1345. بعد عودته من سفره في عام 1354 وبدعم من سلطان المغرب أبو عنان فارس، ابن بطوطة أملى كتابه في رحلاته على ابن الجزي وهو العالم الذي التقى به في غرناطة وكان المصدر الوحيد لرحلات ابن بطوطة هي المخطوطة (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار). وكان يطلق عليها (الرحلة). هنا لايوجد لدينا أي دليل على أن ابن بطوطة دون أي ملاحظات خلال ال29 سنه من أسفاره وعندما قام بتدوينها اعتمد على ذاكرته ومخطوطات من كانوا قبله في الأسفار وعند وصفه لدمشق ومكة المكرمة والمدينة المنورة وأماكن أخرى من الشرق الأوسط، فإن ابن الجزي نسخ مقتطفات من القرن الثاني عشر معتمده على ابن جابير، وبالمثل تم نسخ معظم وصف ابن الجزي لأماكن كفلسطين من مخطوطات القرن الثالث عشر للمسافر محمد الأبدري. لا يعتقد المستشرقون الغربيون بأن ابن بطوطة زار جميع الأماكن التي وصفها ويقولون من أجل توفير وصفٍ شامل في العالم الإسلامي، فقد اعتمد على الإشاعات واستفاد من حسابات المسافرين القدماء، على سبيل المثال يعتبر من المستبعد أن ابن بطوطة قام برحلة حتى نهر الفولغا "Volga" من ساراي "Sarai" الجديدة لزيارة بولقار "Bolghar"] وهناك شكوك جدية حول عدد من الرحلات الأخرى مثل رحلته إلى صنعاء "Sana'a" في اليمن"Yemen" ورحلته من بلخ "Balkh" إلى بيستام "Bistam" في خاراسان "Khorasan" ورحلته حول الأناضول Anatolia وبعض المستشرقين أيضاً شككوا في ما إذا كان حقاً قد زار الصين Chinaومع ذلك في حين أنها أماكن خيالية الـ "رحله" زودتنا بحساب مهم عن بلدان العالم في القرن 14. ابن بطوطة شهد غالباً صدمة ثقافية في المناطق التي زارها حيث العادات والتقاليد الحالية للشعوب لم تتناسب مع خلفيته كمسلم محافظ، فمثلا عندما شاهد الأتراك والمنغوليين ذهل في طريقة تصرف النساء ولاحظ ذلك عند رؤيته لزوجين أتراك مشيراً إلى حرية المرأة في التعبير حيث كان يتوقع بأن الرجل خادم للمرأة ولكنه كان في الواقع زوجها وشعر أيضاً بأن اللباس المتعارف عليه في المالديف "Maldives" وبعض مناطق جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا كاشفة جداً. لم يُعرف إلا القليل عن ابن بطوطة بعد انتهائه من كتابة "رحلة" في عام 1355. وقد تم تعيينه قاضياً في المغرب "Morocco" وتوفي فيها عام 1368 أو 1369. ظل كتابه غامضاً لعدة قرون حتى في العالم الإسلامي حتى مطلع القرن التاسع عشر حيث نشرت مقتطفات منه بالألمانية والإنجليزية استناداً على مخطوطات اكتشفت في الشرق الأوسط تحتوي نسخة مختصرة من النص العربي لابن الجوزي وخلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر تم اكتشاف ٥ مخطوطات في قسطنطين في الفترة ما بين عامي 1830 و1840 حيث احتوت مخطوطتين منها على نسخة كاملة من النص وأُحضرت هذه المخطوطات إلى المكتبة الوطنية الفرنسية (Bibliothèque Nationale) في باريس حيث أُتمّت دراستها على يد عالمين فرنسيين هما تشارلز ديفريمري وبينيامينو سانقوينيتي، وفي عام 1853 نشرا سلسلة من ٥ مجلدات تحوي النص العربي مع ملاحظات شاملة وترجمة إلى اللغة الفرنسية وتجدر الإشارة إلى أن النص الذي نشره ديفريمري وسانقوينيتي ترجم إلى عدة لغات ولمعت معه شهرة ابن بطوطة حول العالم.
ميراث
وفقاً لابن الجوزي تحدث ابن بطوطة عن نفسه قائلاً:
«لقد حققت بالفعل -ولله الحمد- رغبتي في هذا العالم، والتي كانت السفر حول الأرض، ونلت شرف ذلك الأمر الذي لم يسبق لإنسان عادي نيله.»
كتابه تحفة النظار
مقالة مفصلة: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار
تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفارالمعروف أيضاً باسم رحلة ابن بطوطة هو كتاب يصف رحلة ابن بطوطة، ويتحدث عن أهلها وحكامها وعلمها، ويصف الألبسة بألوانها وأشكالها وحيويتها ودلالتها، ولا ينسى الأطعمة وأنواعها وطريقة صناعتها، بعد أن أمضى 30 عاما في الرحلات في بلدان العالم. أمر السلطان أبو عنان المريني بتدوين هذه الرحلة واختار لذلك فقيها أندلسيا التحق ببلاط بني مرين وهو ابن جزي الكلبي، وكان إملاؤها بمدينة فاس سنة 756 هـ.
تُرجم هذا الكتاب إلى عدة لغات مثل: البرتغالية، الفرنسية، الإنجليزية، وتُرجمت فصول منه إلى الألمانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق