الجمعة، 31 مايو 2013

قصص قصيرة للكاتبة البيضية هجريس رقية










الوهج الآفـل

التقيا عند ذلك الحي الشاعري الراقي..استظلا بجريد نخلات باسقات.. هفهف حولهما نسيم، فاح بعطر ناعم زكي،
والأصيل يدنو رويدا رويدا نحو الغروب ..تبادلا نظرات اللهفة والحنين ، كلاهما يرنو للآخر.. خفق الفؤادان شوقا
وهياما ..انفرجت شفاه جفت من لظى الحرمان
..وفي لحظة
كوميض برق، نعق الغراب واكفهرت سماؤهما، ليعترف لها بأنه (...)علت صيحات جنونية ودقت أجراس الفناء
طبولها..فهرولت ولسان حالهايردد: أهذا هو حظي للمرة العاشرة؟؟.. في أعماقها أفل كل شيء!؟..


العين
غادر ممتلئ النفس، قانعا بالفضل، بعد أن أدى العبادة..
لما عبر، رأى فاكهة غريبة، سال لها اللعاب. وزاغت منه العين ، فاستعاذ منه الآخر وحمل كيسا حجب بها درره عن الأنظار!!..


لقاء آخر العمر
وعاد رياض يحتوي الموقف، قال بصوت حزين: مبروك عودة ابنتك السيدة حورية أخيرا اجتمع الشمل، لن تفترقا أبدا'.
أعطى الكلمة للضالة العائدة، قد أخرستها جراح السنين، وهول المفاجأة، قالت بعسر:
عذرا لا أستطيع الكلام.
جلست الأم بعد أن استرجعت نفسها، وبقايا الذاكرة المرهقة, وما رسخ فيها من صور وذكريات الماضيالتعس...
قالت: رزقني الله ابنتين من زوجي الشهيد - رحمه الله- عذبتنا الحرب التي لم تبق ولم تذر، ترملت وأنا فيعز الصبا، أجبرني أهلي على الزواج ثانية، وما كنت راغبة، تركت البنتين ' حورية، وسعاد' في كفالة والدتي، حدث أن زارت حورية عمتها ونسيت عندها وانقطعت الصلة بين جميع الأطراف..وانشغلت بحياتي الجديدة، معتقدة أن ابنتي عند جدتها..ولحسن الحظ أن حورية تعلمت، ووظفت، وتزوجت وأنجبت أطفالا..
تتنفس العجوز مرة أخرى وتقول' الحمد لله الذي هداني لرِؤية ابنتي قبل أن أموت'..
يتواصل النحيب بين المرأتين، وهما تتبادلان النظرات واللمسات...كل واحدة تريد أن تبوح بما ترسب في أعماقها من كبت السنين..ولكن فات الأوان...وما جدوى الكلام؟...

هناك تعليق واحد:

  1. بالتوفيق للستاذة .... قعلا جمعة من شموع المدينة العريقة في وقت عم الظلام على ارجائها
    Zaim Leader

    ردحذف