الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020
ملك إنجلترا «المؤمن»....هنري الثامن
هنري الثامن هو الابن الثاني للملك هنري السابع، وقد ولد في 28 جوان عام 1491، وبعد وفاة أخيه الأكبر آرثر عام 1502 أصبح هنري وريث العرش الإنجليزي، بعد وفاة أخيه بنحو سبعة أعوام تحديدًا في عام 1509 توفي الملك هنري السابع، وهنا أصبح الابن الثاني البالغ من العمر 18 عامًا، والمعروف بحبه للصيد والرقص هو حاكم إنجلترا في عصر النهضة في القرن السادس عشر، وأُطلق عليه الملك هنري الثامن.
وقد كان ملكًا مُثقفًا يجيد ثلاث لغات قراءة وكتابة (الإنجليزية والفرنسية واللاتينية) وكان يُحب القراءة أيضًا وحوى قصره مكتبة ضخمة، كما حظي في عام 1521 بلقب «المُدافع عن الإيمان» والذي منحه البابا ليو العاشر له بسبب كتابه الذي أكد فيه على سيادة البابا في وجه المُثل الإصلاحية للاهوتي الألماني مارتن لوثر.
وبالإضافة إلى اهتمامات هنري الثقافية كان له اهتمام خاص بالأسلحة والدروع، والمبارزة بالسيف، والصيد، ومع تنوع اهتمامات الملك، كان يتميز برومانسيته وحبه للنساء، فقد كان يكتب قصائد الحب والأغاني طوال حياته ، وكان أيضًا يحب الأزياء الملكية ويهتم بالأناقة. بلغت الفترة الزمنية التي قضاها هنري في الحكم نحو 37 عامًا، سعى خلالها لإظهار نفسه حاكمًا قويًا ذا سُلطة مُطلقة لا تقبل المُعارضة أو التحدي، وهو ما جعل عصره يشهد أعدادًا كبيرة من قرارات الإعدام، قيل أنها قد وصلت إلى نحو 72 ألف حالة إعدام، تزوج الملك هنري الثامن ست مرات، وقد انتهت حياة بعضهن نهايات مأساوية
زواجه من أرملة أخيه
الزوجة الأولى هي كاثرين أراجون، وهي ابنة حاكم أسبانيا، والتي كانت أرملة أخيه، ففي نفس عام توليه للحكم تزوج من كاثرين، وقد دام زواجهما 24 عامًا لينتهي بالانفصال في عام 1533، وقد أنجب هنري من كاثرين ستة أطفال لم يستمر منهم على قيد الحياة إلا طفلة واحدة، أطلق عليها اسم «ماري الدموية»، بسبب عدد عمليات الإعدام البروتستانتية في عهدها، كان الملك يريد الابن الذكر، وقد أدرك أنه لن يحصل عليه من زوجته كاثرين، فبدأ يرى زواجه منها لعنة تُطارده، ويرى أنه لم يكن ينبغي عليه أن يتزوج من أرملة أخيه.
اتخذ الملك هنري قرار الانفصال عن زوجته وفسخ الزواج، وهو القرار الذي عارضته الكنيسة الكاثولوليكية والبابا، مما أدى إلى قطع الملك لعلاقته مع كنيسة روما الكاثوليكية، وهو الأمر الذي اُعتبر حينها انضمامًا لحركة الإصلاح الديني التي كانت قائمة آنذاك، وتحولت إنجلترا إلى دولة بروتستانتية دفعة واحدة، وقد نفّذ الملك قرار الانفصال كما أراد، وتوفيت كاثرين بعد تفكك زواجهما بنحو ثلاثة أعوام.
عشق قبل الزواج.. وإعدام بعده
الزوجة الثانية هي آن بولين، تزوجها عام 1533، وانتهى زواجها من الملك بقرار إعدامها بعد الزواج بنحو ثلاثة أعوام فقط، بدأت قصة هنري الثامن مع آن بولين قبل زواجه منها بثماني أعوام، فقد كانت من بين حاشية الملكة كاثرين، وقع الملك في عشق بولين الفتاة الشابة الجذّابة، والتي رفضت أن تُصبح واحدة من عشيقاته، وأصرّت أن تُصبح هي الملكة، وربما كان هذا الأمر هو أحد الأسباب التي ساهمت في اتخاذ الملك لقرار الانفصال عن كاثرين، زوجته الأولى، كانت طقوس زواج الملك من بولين سرّية، ولكن سرعان ما تحقق لها ما أرادت وتوّجت ملكة بعد أن أصبحت حاملًا.
لم يتحقق لهنري ما أراد، ولم يحصل على المولود الذكر، فقد أنجبت الملكة طفلة سُميت إليزابيث، والتي أصبحت فيما بعد الملكة إليزابيث الأولى، والتي يمكن القول إنها من أقوى وأنجح من تولى الحكم في تاريخ بريطانيا، كان لبولين الكثير من الأعداء، وكانت دائمة الجدال للملك، مما جعله يضيق بها ذرعًا، وزاد من هذا الأمر شعوره بعدم قدرتها على منحه المولود الذكر.
جاءت نهاية بولين بأن جرى إعدامها في برج لندن، بعد أن وجهت لها تُهم الزنا والسحر والتخطيط لقتل الملك، وقد كان الحكم عليها بقطع رأسها بالفأس، لكن خُفف الأمر ليصير قطع رأسها بالسيف علنًا من قبل مبارز فرنسي.
وبدلًا من استغلال لحظاتها الأخيرة في الدفاع عن نفسها، اكتفت بقول بعض الكلمات التي ظلت عالقة بأذهان كل مَن شاهدها قائلة: «الملك هنري لم يكن رحيمًا يومًا، لكن عندما يتعلق الأمر بي فهو أشدُ الناس رحمةً وعطفًا، فلقد كان رجلًا رائعًا». ثم مثلت لتنفيذ إعدامها بهدوء، كانت آن أول ملكة يجري إعدامها علنًا، وبعد حادثة الإعدام حظيت بتعاطف الكثيرين على الرغم من كره البعض لها قبل ذلك
الزوجة الثالثة هي جين سيمور، والتي كانت إحدى وصيفات الملكة آن بولين، وقد خطبها هنري في اليوم التالي لإعدام آن بولين، وتزوجها بعد 10 أيام فقط، لكنها لم تحظ بحفل تتويج ملكة، ربما كان هنري ينتظر أن يرى إذا كانت سُتحقق حلمه في الوليد الذكر أم لا، وهو ما استطاعته جين بالفعل، فكانت هي الزوجة التي نجحت في ولادة وريث التاج، الأمير إدوارد، الذي خلّف والده لاحقًا في تولي العرش الإنجليزي باسم الملك إدوارد السادس
جاءت ولادة جين مُتعسرة للغاية مما أدى إلى وفاتها بعد أسبوعين فقط من الولادة، لكن بسبب منحها له المولود الذكر، اعتبرها الملك هنري الثامن زوجته الحقيقية، وأراد أن تُدفن إلى جواره في قبره الخاص الذي كان قد بدأ بإنشائه وقتها في كنيسة القديس جورج بقلعة وندسور، وهي الزوجة الوحيدة من بين زوجات هنري الست التي دُفنت إلى جواره
كان هنري يريد التقارب مع البروتستانتيين لمحاربة الكاثوليك، ففي عام 1539 ظهر أن القوتين الكاثوليكيتين الرومانيتين، فرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة، كانا على وشك الانضمام معًا لمُهاجمة إنجلترا البروتستانتية، وقد دفع هذا التهديد رئيس وزراء هنري، توماس كرومويل، لترتيب الزواج لإقامة علاقات بين إنجلترا والأعداء اللوثريين للإمبراطور الروماني المقدس، تشارلز الخامس.
استمر زواج هنري من آن ستة أشهر فقط، و لُقبت بالملكة المحظوظة لأنها تزوجت من هنري واستطاعت الإفلات من قبضته وطغيانه، ويرى بعض المؤرخين أن الملكة الشابة التي كانت تتحدث الإنجليزية بالكاد قد نجت من هنري ومكائد المحكمة الإنجليزية، أما عن سبب نجاة جين فيُقال أنه بعد أيام قليلة من الزفاف شعر هنري بخيبة أمل شديدة، فقد كانت آن أقل جاذبية مما كان متوقعًا، وسرعان ما استاء هنري من افتقارها إلى الرقي ومعرفتها المحدودة باللغة الإنجليزية، وبعد أن فشل التحالف بين القوى الكاثوليكية أصبح لا فائدة من استمرار الزواج، وهو ما أدى إلى الانفصال.
كاثرين هوارد.. جددت حياته قبل إعدامها
الزوجة الخامسة هي كاثرين هوارد وقد كانت ابنة اللورد إدموند هوارد، الأخ الأصغر لتوماس هوارد، دوق نورفولك، وهي أيضًا ابنة عم آن بولين، الزوجة الثانية للملك هنري، حينما رأى هنري كاثرين أُعجب بها فقد كانت فتاة صغيرة شديدة الجمال، وقد شجع دوق نورفولك ابنة أخيه على استغلال اهتمام الملك بها، وقد رأى دوق نورفولك أن عليه استغلال كارثة زواج الملك من آن كليفز فرصةً لتشويه سمعة عدوه، توماس كرومويل، رئيس وزراء الملك الذي رشح له الزوجة التي لم تلق استحسانه، وبعد فترة وجيزة من إبطال الزواج جرى إعدام كرومويل.
بعد 16 يومًا من انفصال هنري عن آن تزوج زوجته الخامسة كاثرين، كان الملك في التاسعة والأربعين من عمره بينما لم تكن عروسه قد تجاوزت التاسعة عشر من عُمرها بعد، تمكنت الزوجة الشابة من تحسين الحالة النفسية للملك، الذي كان قد اكتسب الكثير من الوزن، وقد كان يُعاني من تقرح ساقه التي ظلت تؤلمه حتى وفاته، كانت الفتاة مرحة واستطاعت أن تُعيد شهية الملك للحياة، فأغدق هنري الهدايا على زوجته، ويبدو أنها تمكنت من إيقاظ الشاعر الرومانسي بداخله، فأطلق عليها عددًا من الألقاب مثل «وردة بلا شوك» و«جوهرة الأنوثة».
لكن بعد أقل من عام واحد بدأت الإشاعات تتردد حول خيانة كاثرين لزوجها الملك، وبحلول نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1541 كان هناك ما يكفي من الأدلة ضد الملكة، ومن هذه الأدلة كانت شهادة رئيس الأساقفة الذي أخبر الملك عن سوء تصرفات كاثرين، لم يكن هنري في البدء يُصدق هذه الإتهامات، لكنه سمح بإجراء مزيد من التحقيقات حول الأمر، وقد جرى جمع المزيد من الأدلة حول تورط الملكة بعلاقة غير شرعية مع خطيبها السابق فرانسيس ديرهام، وفي فبراير(شباط) عام 1542 جرى إعدام كاثرين، ودُفنت بالقرب من ابنة عمها آن بولين في كنيسة القديس بطرس ببرج لندن.
كاثرين بار.. أرملة هنري التي تزوجت سرًا
الزوجة السادسة للملك هنري هي كاثرين بار وقد أسمتها والدتها بهذا الاسم نسبة للملكة كاثرين أراجون الزوجة الأولى للملك هنري، كانت كاثرين بار تملك شغفًا قويًا للتعلم، وقد تمكنت من إجادة اللغة الفرنسية واللاتينية والإيطالية، وبدأت في تعلم الإسبانية بعدما أصبحت الملكة.
تزوجت كاثرين مرتين قبل زواجها من الملك هنري، وقد توفي زوجاها السابقان، عندما بدأ الملك هنري في ملاحظتها كانت أرملة تبلغ من العمر 31 عامًا، لم يكن الملك هنري هو وحده من بدأ في مُلاحظة كاثرين، لكن توماس سيمور شقيق الملكة الراحلة جين سيمور لاحظها أيضًا وأراد الزواج منها، وقد أوشكت كاثرين على قبول عرض الزواج، لكن حينما طلب الملك هنري يدها أيضًا اعتبرت كاثرين أن من واجبها قبول طلب الملك، كان حفل زواج كاثرين وهنري حفلًا صغيرًا ولم يتجاوز عدد حضوره العشرين شخصًا
كانت كاثرين مُهتمة بالإصلاح الديني، وهو ما أوقعها في مُشكلات عديدة مع المُحافظين كادت أن تؤدي إلى اعتقالها واتهامها بالهرطقة، أما عن علاقتها بالملك فقد تراجعت الحالة الصحية لهنري كثيرًا، وهو ما جعل كاثرين بالنسبة له ممرضة أكثر من كونها زوجة، كانت كاثرين قريبة من جميع أطفال زوجها الملك، وشاركت في البرنامج التعليمي للطفلين إليزابيث وإدوارد، كذلك كانت أيضًا راعية للفنون والموسيقى.
توفي هنري الثامن في جانفي من عام 1547، وكان من المُحتمل أن تلعب كاثرين دورًا في الوصاية على الملك إدوارد السادس البالغ من العمر تسع سنوات، لكن هذا لم يتم لأنه بعد بضعة أشهر فقط من وفاة هنري ، تزوجت كاثرين سرًا من توماس سيمور، وهو الزواج الذي انكشف
الاثنين، 12 أكتوبر 2020
القراءة بصوت عال
ولكن اليوم من الملاحظ أن القراءة الصامتة أصبحت هي القاعدة، بحيث تقوم الأغلبية من الناس بحبس الكلمات في الرأس أثناء القراءة، في حين أن القراءة بصوت عال باتت مقتصرة على سرد القصص للأطفال قبل النوم أو العروض المسرحية، إلا أن العديد من الأبحاث تتحدث عن الفوائد الكثيرة التي نضيّعها عند ترديد الأصوات في أذهاننا فقط، دون التلفظ بها أثناء القراءة
فن القراءة بصوت عال
يعود فن القراءة بصوت عال على البالغين بفوائد عديدة، سواء كان ذلك من خلال تقوية الذاكرة وفهم النصوص المعقدة وحتى توطيد الروابط العاطفية بين الناس، وبعيداً عن كونه نشاطاً قديماً، فإن القراءة بصوت مرتفع لا يزال شائعاً بشكل مدهش في الحياة الحديثة، هذا ويستخدمه الكثير من الناس كأداة لفهم النصوص المكتوبة من دون أن يدركوا ذلك، وفق ما ذكره موقع بي بي سي.
في هذا الصدد، أجرى عالم النفس في جامعة واترلو في كندا، كولين ماكلويد، أبحاثاً مكثفة حول تأثير القراءة بصوت عال على الذاكرة، وقد أظهر ماكلويد وزملاؤه أن الأفراد تذكروا الكلمات والنصوص التي قاموا بقراءتها بصوت مرتفع مقارنة بالقراءة الصامتة، وقد تبيّن أن تأثير القراءة بصوت مرتفع كان قوياً بشكل خاص لدى الأطفال، رغم أنه مفيد أيضاً لكبار السن، بحسب ما أكده ماكلويد: "القراءة بصوت مرتفع مفيدة لجميع الأعمار"، على حدّ قوله.
وأطلق ماكلويد على هذه الظاهرة اسم "تأثير الإنتاج"، مشدداً على أن "إنتاج" الكلمات المكتوبة، أي قراءتها بصوت مرتفع، يحسن ذاكرتنا عنها.
على مدى سنوات، انكبت العديد من الدراسات على تحليل ظاهرة "تأثير الإنتاج"، وفي إحدى الدراسات التي أجريت في أستراليا، تم تقديم قائمة من الكلمات على مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 10 سنوات، وطُلب منهم قراءة بعضها بصمت وبعضها الآخر بصوت عال.
النتيجة هي تذكّر الأطفال87% من الكلمات التي قرأوها بصوت مرتفع مقارنة بـ 70% فقط من الكلمات التي قرأوها بصمت
وفي دراسة أخرى، تم تكليف بالغين تتراوح أعمارهم ما بين 67 و88 عاماً بقراءة كلمات، إما بصمت أو بصوت عال، ثم كتابة كل ما يمكنهم تذكره. واستطاع المشتركون تذكر 27% من الكلمات التي قرأوها بصوت مرتفع، في حين لم يتذكروا إلا 10% من الكلمات التي قرأوها بصمت، كما استطاع المشتركون التعرف على 80% من الكلمات التي قرأوها بصوت مرتفع، مقارنة بـ 60% فقط من الكلمات التي قرأوها بصمت.
واللافت أن ماكلويد وجد أن هذا التأثير يمكن أن يستمر لمدة أسبوع بعد قراءة الكلمات، معللاً بأن أحد أسباب قدرة الناس على تذكر الكلمات المنطوقة تعود إلى كونها بارزة ومميزة، لأنه يتم لفظها بصوت مرتفع
تحسين الذاكرة
بالإضافة إلى أن القراءة بصوت مرتفع تساعد في إبراز بعض مشاكل الذاكرة والكشف عنها في وقت مبكر، بحسب ما كشفته إحدى الدراسات، ذلك أن الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر في مراحله المبكرة، كانوا أكثر عرضة من غيرهم لارتكاب أخطاء معينة عند القراءة بصوت مرتفع. وهناك طريقة أخرى لجعل الكلمات تلتصق في الذاكرة، وهي تمثيل هذه الكلمات، كأن نتخيل مثلاً عملية رمي الكرة أو نتخيل شخصاً يقوم برمي الكرة أثناء التلفظ بهذه العبارة.
وفي السياق نفسه، يساعد الإنصات لقراءة الآخرين أيضاً في تقوية الذاكرة، ففي دراسة أجراها باحثون من جامعة بيروجيا في إيطاليا، قرأ طلاب مقتطفات من روايات لمجموعة من كبار السن المصابين بالخرف على مدى 60 جلسة، وقد تبيّن أن أداء المستمعين في اختبارات الذاكرة قد تحسن بعد الجلسات، والسبب قد يكون في كون الاستماع إلى القصص جعلهم يعتمدون على ذكرياتهم وخيالاتهم ووضع تجاربهم السابقة في تسلسل زمني.
من هنا خلص الباحثون إلى القول بأن الإنصات لقصة ما قد يؤدي إلى "معالجة معلومات أكثر عمقاً".
نستخدمها دون أن ندري
هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن الكثيرين يدركون بشكل بديهي فوائد القراءة بصوت عال، ويستخدمونها من دون أن يدركوا.
أجرت سام دانكان، الباحثة في محو أمية القراءة في جامعة لندن، دراسة لمدة عامين، شملت أكثر من 500 شخص في جميع أنحاء بريطانيا، لمعرفة متى وكيف يقرأون بصوت عال، ولاحظت دانكان أن معظم المشتركين يقولون في البداية إنهم لا يقرأون بصوت مرتفع، ثم يدركون أن العكس هو الصحيح
ذكر بعض المشتركين أنهم يقرأون رسائل البريد الإلكتروني والرسائل المرحة للترفيه عن الآخرين، في حين قال آخرون إنهم يقرأون الصلوات بصوت عال لأسباب دينية، وبدورهم يقرأ الكتّاب والمترجمون المسودات بصوت عال للاستماع إلى الإيقاع وسلاسة النص، وأحياناً يقرأ الناس وصفات الطهي والعقود والنصوص الصعبة بصوت مرتفع لفهمها.
وذكر الكثير من المشتركين أن القراءة بصوت عال تجلب الفرح والراحة والشعور بالانتماء. وبحسب دانكان، فإن البعض كانوا يقرأون لأصدقائهم المرضى أو المحتضرين كوسيلة للهروب من الواقع.
وتقول دانكان إن بعض المشتركين ذكروا أن الشخص الذي يقرأ لكم بصوت مرتفع كأنما يهديكم جزءاً من وقته واهتمامه وصوته
ولكن إذا كانت القراءة بصوت مرتفع تحمل كل هذه الفوائد التي ذكرناها في السابق، لماذا تحوّل البشر إلى القراءة الصامتة؟
القراءة الصامتة
مع مرور الوقت، طور الكتبة طرقاً أسرع وأكثر فعالية للكتابة بالخط المسماري
وبحسب كارينلي أوفرمان، الأخصائية في علم الآثار الإدراكي في جامعة برغن النرويجية، والتي تدرس تأثير الكتابة على أدمغة البشر وسلوكياتهم في الماضي، فإن مثل "هذه الخربشة السريعة لها ميزة حاسمة، بحيث أنها تواكب سرعة التفكير بشكل أفضل
هذا وأوضحت أوفرمان أن القراءة بصوت عال أكثر بطئاً من القراءة الصامتة
أي قراءتها بصوت مرتفع، يحسن ذاكرتنا عنها
اقتبس دومينيك شاربين خطاباً دوّنه أحد الكتبة ويدعى هولالوم، يلمح فيه إلى القراءة الصامتة
وميّز هولالوم بين القراءة الصامتة بكلمة "يطالع أو يبصر"، والقراءة بصوت مرتفع بكلمة "يقول أو ينصت"، بحسب الموقف
على الأرجح أن الكتبة القدامى قد استمتعوا بوجود نمطين للقراءة تحت تصرفهم: أحدهما سريع ومريح وصامت، والآخر أبطأ وأكثر ضجيجاً ويساعد على ترسيخ المعلومات في الذاكرة.
وبالنسبة لنا، ففي الوقت الذي أصبحت فيه تفاعلاتنا مع الآخرين عابرة مع سيل المعلومات التي نتلقاها، ربما يكون من المفيد أن نعود إلى الدراسات التي شددت على أنه إذا أراد المرء أن يتذكر بعض المعلومات فيتوجّب عليه قراءتها بصوت مرتفع. وعليه، يجب أن نخصص بعض الوقت للقراءة بصوت عال
الجمعة، 18 سبتمبر 2020
تاريخ الأباطرة والبابوات
يذكر بولونوس العديد من القصص والمآثر عن رجالات الفاتيكان، وبعض القصص الغريبة وغير المفهومة أيضاً، فمثلاً يذكر أنه في عام 857 تم إعلان البابا يوحنا الثامن، ثم بعد ذلك بحوالي عشرين سنة تم إعلان اسم البابا الجديد باسم يوحنا الثامن مرة أخرى، وكأن هناك باباوين بنفس الاسم، ثم يذكر من السجلات القديمة تفاصيل قصة على قدر كبير من الغرابة، تم طمسها لاحقاً من النسخ الجديدة من كتابه، بل ومن تاريخ الفاتيكان كله أيضاً.
طقوس ترسيم البابا
ذكرت العديد من المواقع المتخصصة بعض الطقوس المصاحبة لترسيم البابا، رأس الكنيسة الكاثوليكية وخليفة الله على الأرض، بعض هذه الطقوس فخرية ومقدسة، وبعضها يشوبه شيء من الغموض الطريف. من أطرف الطقوس طقس يدعى "خلع الملابس"، حيث يجلس البابا الجديد على كرسي مثقوب، بحيث تتدلى أعضاؤه الجنسية من الثقب، ثم يتولى أصغر الكرادلة مسألة "جسّ" الأعضاء التناسلية للبابا الجديد، ثم يصرخ:"Duo testis bene bondeta"، أي لديه اثنتان ومعلقتان بشكل متين، فيصرخ حشد الكرادلة الحاضرين: "Deo gratias" أي لنشكر الله!
ما أصل
حسب نفس المؤرخ، يعود الأمر إلى العام الميلادي 859 تقريباً: كان البابا يوحنا الثامن الذي تلقى ترسيمه عام 857، ذا جمال أسطوري فاتن، لكنه لا يستخدمه لإغواء الفتيات، فقد تعهّد بالعفة. بابا سيادي ممتاز، نادراً ما غادر قصره، يحمل بجدية لا تشوبها شائبة، على كتفيه النحيلتين، عبء الخطاة، ويسعى لمصالحتهم مع الرب وتدبير غفرانه.لكن الأمور لا تسير دوماً على النحو الذي نريده، فالرب يمتلك خططاً غامضة على الدوام، ففي أحد احتفالات صعود يسوع إلى السماء، قرر مشاركة هذا الطقس، وكيف أصبح جزءاً من مراسم تنصيب بابا الفاتيكان؟ الناس في الاحتفال، فركب بغلته وسار في موكب عبر مدينة روما.في الطريق تزاحم الناس لرؤيته، التبرّك به ومحاولة لمس الرجل المقدس، ويقال إن بعض النساء أغمي عليهن لشدة جماله ولسحره قدسي الهيئة، فجأة وقع ما لم يكن أبداً بالحسبان: لقد سقط البابا الفاتن على حصى روما، وبدأ بالصراخ وهو يضع يديه الاثنتين على بطنه..
هرع الناس لنجدته، ولكن، وتحت أعين جمهور المؤمنين الذاهلة، كان ثمة جنين وردي اللون يخرج من تحت القفطان المقدس: قد يبدو غريباً ما نقول، لكن... لقد أنجب البابا يوحنا الثامن طفلةً للتوّ.
ثوان من التردد قبل أن يكتشف الجمهور أن البابا في الحقيقة هو "ماما"، أو بابا مؤنث مثلاً، تنتاب الجمهور المؤمن، وكرادلة الكنيسة الذين لا يسمحون أبداً بهذا الزيف، لحظة وحشية من الإحساس بالخديعة، ويقومون برجم البابا المؤنث وطفلته بالحجارة حتى الموت..
عودة إلى الخلف
بالعودة إلى تاريخ حياة هذه المرأة/ البابا، كانت امرأة انجليزية ولدت تحت اسم جون بالقرب من ماينز في ألمانيا، وكان أبوها مبشراً. القريبون منها كانوا يدعونها جلبيتا Gilbetta وأحياناً جوتا Jutta. بدأت بعمر 12 عاماً بلبس ملابس الصبيان والتشبّه بهم، حتى أن من يراها لا ينتابه الشك أبداً بأنها صبي. ولأن التعليم كان مرهوناً للذكور ولرجال الدين فحسب، بدأت بالتنقل كرجل وقامت بدراسة الفلسفة في أثينا، ثم الرحيل إلى روما بعدها لتنضمّ للسك الكنسي بعد التنكر بزي الرجال، وتدرجت في المناصب وأقامت علاقات ممتازة مع جميع كرادلة الفاتيكان، نتيجة لباقتها ولطفها ومسيّحيتها التي لا تشوبها شائبة، وترشحت لمنصب البابا بعد وفاة ليو الرابع عام 857 وحصلت عليه بمباركة الجميع، واتخذت لقب "يوحنا الثامن"، واستمرت في هذا المنصب عامين وخمسة أشهر وأربعة أيام لقد هزّ هذا الحدث بعمق رجال الكنيسة، ودفنوا الجثتين في نفس المكان الذي رجمتا به، ووضعوا شاهدة من المرمر وتمثالاً يصور امرأة تحتضن طفلة، قبل أن يأتي البابا بيوس الخامس أواخر القرن السادس عشر ويأمر بإزالة التمثال والشاهدة ومحي كل ما من شأنه أن يظهر الأمر في أرشيف الفاتيكان، وبعدها أصبح لزاماً، لضمان عدم تكرار هذه الخدعة، "فحص" البابا الجديد للتأكد من رجولته.يشكّك العديدون بهذه القصة، ويقولون إن البابا يوحنا الثامن ذاك لم يكن موجوداً أبداً، رغم وجود العديد من التفاصيل الأخرى التي توردها الكتب التي تناولت القصة، لكن الأمر يعزى إلى الشيطان دائماً الذي يكثر من التفاصيل.
خلال العصور الوسطى، ذُكر البابا يوحنا الثامن في العديد من الأعمال، إضافة لكتاب "تاريخ البابوات والأباطرة" سابق الذكر، قيل إن البابا ليو التاسع نفسه ذكر في رسالة إلى بطريرك القسطنطينية، في منتصف القرن الحادي عشر "أن امرأة احتلت مقعد أحبار روما".الجانب المذهل الآخر، أن الخليفة المذكور للبابا ليو الرابع، أي ما يفترض أنه المرأة المحتالة، هو البابا بنديكت الثالث، الذي لا يعرف عنه الكثير سوى أنه كان يرفض مغادرة قصره ومات في عام 858 فجأة، رافضاً الدفن في بازيليك القديس بطرس، معتبراً أنه "لا يستحق أن يكون بالقرب من القديسين".ثمة رواية أخرى يمكن ملاحظتها هنا، بعض الوثائق في تلك الآونة تستخدم اسماً أنثوياً للتدليل على البابا يوحنا الثامن الجديد الذي جاء في عام 872، فتسميه "Papesse" بدل "Pape" و"Jeanne" بدل "Jean"، ويقال إن ذلك بسبب ضعفه في وجه كنيسة القسطنطينية القوية، وربما أيضاً وجود علامات على مثليته الجنسية آنذاك، والبعض يقول إن المسلمين من قاموا بالترويج للاسم.هل قام الفاتيكان بخلط الشخصيتين لإخفاء هذا الأمر؟ أم أن هناك ارتباكاً شائناً حاول الجميع طمسه؟ أم أن الأمر مجرد مخيلة لا أكثر من أحد "الزنادقة" الملحدين؟ لا أحد يعلم فعلاً، لكن إحدى أوراق "تاروت مرسيليا" تحمل اسم البابا المؤنث، وترمز للأنوثة والانفتاح وازدواجية الرجل والمرأة، أي جميع الرموز التي تدلّ على البابا المؤنث يوحنا الثامن.
الخميس، 27 أغسطس 2020
يوميات نائب في الأرياف
«إنني أعيش مع الجريمة في أصفاد واحدة. إنها رفيقي وزوجي أطالع وجهها في كل يوم».
هكذا يكتب الراوي/النائب في مطلع رواية توفيق الحكيم الرائدة «يوميات نائب في الأرياف»، ليبدأ بعدها مشاهداته الواقعية أثناء عمله كممثل للقانون في ريف مصر، ومشاهداته للجرائم المتباينة التي تتراوح بين سرقات صغيرة وخلافات عائلية وحتى جرائم القتل، ويبرز بينها جريمة إطلاق النار على قمر الدولة علوان.
في نهاية الكتاب الصادر عن «مكتبة مصر»، يذكر الناشر بعض آراء النقاد الغربيين في الرواية، إذ يقول الصحفي الفرنسي جان لاكوثور: «الكتاب قبل كل شيء وثيقة (أنثروبولوجية) عظيمة.. وصورة من أكثر الصورة أمانة، وأبلغها تأثيرًا، لمجتمع القرية في مصر».
في مقابل هذه النظرة «الأنثروبولوجية» للرواية، يتحدث غالي شكري في كتابه «ثورة المعتزل» عن واقعية الرواية التي انفصلت عن الحس الرومانسي، الذي اتسمت به كتب الحكيم والروايات العربية قبل «يوميات نائب»، وكيف أثرت واقعية هذه الرواية في الأدب الواقعي الاشتراكي المصري التالي للحكيم.
ورغم وجاهة هذين الرأيين إلا أنهما يغفلان جانبين آخرين مهمين لرواية «يوميات نائب في الأرياف»؛ أولهما الجانب الوجودي في وضع النائب، المغترب الذي سقط على إحدى القرى ويعي تمامًا عبثية موقفه ووظيفته وعبثية القانون الذي يطبقه، هذا الوضع الذي صار يصيبه بالتبلد.
والجانب الآخر هو الجانب البوليسي في القصة، فوسط مشاهدات النائب وأوصافه الواقعية للقرية ومحاولات تطبيق القانون فيها، يظل حجر الأساس في الرواية كلها، أو الهيكل الذي يمسك مفاصلها هو حادث إطلاق النار على قمر الدولة علوان، الجريمة التي تتكشف شيئًا فشيئًا أثناء مُضي الرواية، وينتظر القارئ معرفة معلومة جديدة أو كشف جديد عنها.
حين ننظر لخلفية توفيق الحكيم الثقافية نهتم باطلاعه على الثقافة الفرنسية الرفيعة، ومن ثم الكلاسيكيات الغربية، ونرى متابعة للحركة الفنية المصرية في شبابه، وهي التي كانت في أصلها حركة ترجمة اعتمد عليها المسرح المصري في بداياته، ولكن هناك خلفية أخرى تحدث عنها الحكيم، ففي صباه، ومثلما نقرأ جميعًا في صبانا، كان يقرأ كتب المغامرات والقصص البوليسية، يقول الحكيم للغيطاني في كتاب «توفيق الحكيم يتذكر» إنه قرأ «… حلقات وسلاسل المغامرات التي كانت تطيش بلُبِّي، فبعد سلسلة (زنجومار) جاءت حلقات (فانتوماس)، هذا إلى جانب روايات (روكامبول)».
وكثيرًا ما نتعامل باستهانة مع هذا الجانب من الثقافة حين نتحدث عن الكتاب الكبار، وهذه الاستهانة تمتد إلى النقد الراسخ، ففي كتابها «تاريخ حركة الترجمة الأدبية» تنتقد لطيفة الزيات الفترات التي اهتم بها المترجمون بهذه النوعية من الروايات، روايات «شرلوك هولمز» و«روكامبول» وغيرها، وبدا أنها تعتبر ترجمة هذا النوع «التجاري» انحرافًا عن مسار الترجمة المناسب، قبل أن يعود المترجمون المصريون لترجمة عيون الأدب العالمي.
ولكن رغم ذلك، لم يخل هذا الأدب من تأثير على الأدب المصري الرائد، ولا مفر من ذلك طالما نشأ الأدباء المصريون عليه. فالحكيم هنا يستخدم في روايته الحس البوليسي، ونجيب محفوظ استخدمه كثيرًا في أعماله، هو الذي قال إنه كان يقرأ سلسلة «جونسون» البوليسية التي يترجمها حافظ نجيب. فبخلاف مجموعة قصصية مثل «الجريمة»، استخدم محفوظ عناصر بوليسية في رواية تتسم بالفكر الفلسفي والصوفي مثل «الطريق».
لماذا اتجه الحكيم هذا الاتجاه في «يوميات نائب»؟ بالطبع كان لعمله في النيابة تأثيرًا عليه. ولكن في الرواية نفسها يقول الراوي بحسه الساخر إن حتى الجرائم الجنائية لم تكن تؤثر فيه، ويذكر موقف تعلم فيه من رئيس النيابة أن حجم محضر جريمة القتل يجب أن يكون كبيرًا ولا يصح أن يكون 10 صفحات فقط، أي أن العبرة بوزن المحضر وليس بأهميته أو بأهمية التعرف على الجاني.
إذن لدى الشخصية المبرر الكافي بأن تعتبر الجناية هنا أمرًا عابرًا، النائب نفسه لا يتعاطف –أثناء عمله- مع المجرم بسبب الجوع أو عدم الفهم، يمكن أن تصبح الجريمة هنا مشاهدة وسط المشاهدات، يعلق عليها النائب بحسه الساخر. وأصلًا الرواية العربية كانت فنًا ناشئًا، متأخرة عن المسرح أصلًا، ولن يُلام إذا لم يعزز في روايته حبكة، ناهيك بحبكة بوليسية. ولكن ربما كان الاختيار تلقائيًا، أو تأثر الحكيم بقراءات صباه، ولكن من المرجح أيضًا أن الحكيم أراد أن يظل القارئ منجذبًا للرواية، فكان الاختيار الأمثل هو متابعة هذا الخيط الدرامي المثير، وربما يكون هذا أيضًا ليكسب أرضًا جديدة وقارئًا جديدًا.
بعد المطولات التأملية والواقعية التي كانت تتخلل العمل، يعود الحكيم من آن لآخر ويذكر تطورًا في الأحداث وكشفًا آخر في الجريمة، فبعد إطلاق النار على قمر الدولة علوان نعرف أن هناك شخصية في حياته هي ريم، شقيقة زوجته، الفتاة الصغيرة الجميلة، التي يندهش جميع ممثلي القانون من جمالها، وقبل وفاة قمر الدولة علوان يتفوه باسم «ريم» حتى نتخيل أنها من أطلقت النار عليه. يظل الوضع غامضًا: هل هو في علاقة معها؟ هل يحبها ويمنع جميع من يتقدم لخطبتها؟ وبعدها نعرف أن زوجة قمر الدولة توفت مخنوقة، ما يجعلنا نتصور أركان مكتملة للجريمة، هل كان قمر الدولة وريم في علاقة، وأراد إزاحة زوجته؟ وأخيرًا تغرق ريم في الريَّاح. لتظل سلسلة الجرائم غامضة.
هكذا تظل الرواية جذابة حتى للقارئ العصري، فإذا كنت لا تولي اهتمامًا بوضع الفلاح المصري وطرافة تطبيق القانون الفرنسي عليه، أو وضع النائب بثقافته المختلفة في ريف مصر، أو السخرية من النظام القضائي (لنتخيل عملًا فنيًا يحمل سخرية مشابهة في عصرنا الحالي!)، فما زال لديك خط مثير للاهتمام تود معرفة تطوره باستمرار.
في النهاية لا يشبعك الحكيم بتقديم حل للجريمة، ولا شك أن وجود الحل كان سيقلل كثيرًا من قيمة الرواية. يُحفَظ محضر الجريمة كتعبير عن القانون الشكلي الذي يغلف كل شيء في مصر في ذلك الوقت، وحتى وقتنا هذا.
«يوميات نائب في الأرياف» رواية رائدة في فن القص العربي، وثيقة تاريخية عن عصر ما، تشتمل على حس ساخر للراوي يتميز به الحكيم، وموقف وجودي تقع فيه الشخصية الرئيسية، ولكن تصير الرواية أكثر إمتاعًا حين ننتبه إلى التقنية البوليسية التي استخدمها الحكيم، لتكون الأساس الذي يبني عليه كل شيء آخر.