الخميس، 31 يناير 2013

جملكية آرابيا / واسيني الأعرج



أحيانا أشتهي أن أنسى كل الوجوه و لا أفكر إلا في ماريوشا و أنا لا أعلم لماذا؟ ربما لأني كنت أراها دائما كلحظة مسروقة و مستحيلة لبشير إلمورّو. تفاحة الجنة التي تخطاها نحو ماض كان يسكنه، و كان يريد أن يصفّي حسابه معه نهائيا. و لكن زمن ثلاثة أو أربعة قرون لم يكن كافيا لكي يلتفت أخيرا نحو ماريوشا التي جعلت منه رهانها.
ومع ذلك، شيء واحد في القصة سيبقى عالقا فب ذهني، للمرة الأولى يحدث معي أنا الرجل الذي تعلّم أن العقل هو سراج الوجود: هل عاد بشير إلمورّو إلى التراب بعد أن خسر أندلسه في ليلة الفاجعة القاسية؟ و هل عاش ثلاثة قرون، و في رواية أدق أربعة قرون؟ أتساءل، على الرغم من أني أدرك سلفا أن الأمر ليس مهما، لا بالنسبة لي و لكن بالنسبة لجميع من عرفوا بشير أو توارثوا قصته عبر الأجيال المتعاقبة.
ماجاء في خاتمة الرواية.
البشير المورّو يعود من زمن الخيبة الأندلسية هاربا من جيش فرناندو و إزابيلا على متن سفينة قراصنة رمت به سجن  مظلم لقرصان تركي قبل أن يغفو في كهف فينتقل إلى حيث يكون البطل المنتظر في حكايات سيدي عبد الرحمان المجذوب.
البشير المورو انتقل من الأندلس فجأة إلى زمنٍ ما من أزمنة اليوم، إلى جملكية آرابيا حيث حاكم دكتاتور يحكم شعبه باسم الديموقراطية و عشيقته دنيازاد الأخت الشقيقة لشهرزاد و التي تواصل الحكاية لحاكم هو شبيه بحكام العرب الفارغو الأجساد الذين لا يملكون سوى فرقهم الأمنية التي تجعل من رؤوس الشعب تنحني لهم. بالطبع في آخر الرواية يسقط الدكتاتور أو الأصح يتم إسقاطه.
الرواية تقع في 670 صفحة و هي صادرة عن منشورات الجمل بألمانيا. و لكي أكون صريحا وجدت صعوبة في الإستمتاع بها، الرواية ضخمة بالأحداث و القصص التي استقى منها الكاتب عمله هذا، و على الرغم من أن هذه ميزة الرواية على حسب الناشر الذي رأى أن واسيني استثمر المنجزات العربية القديمة و الحديثة  ليشكل بذلك ملحمة أدبية، إلا أنني كقارئ لم أرى الأمر كذلك للأسف، لقد وقفت على حشو للحكايا. فمن قصة الحلاج إلى قصة الخضر عليه السلام، من قصة ابن رشد إلى محمد بن عبد الله الصغير، و من قصة شهرزاد إلى قصة سيدي عبد الرحمن المجذوب إلى غيرها من القصص التي شهدت لها تكديسا بعضها فوق بعض.
أحسست أن واسيني أراد أن يقدم لنا رواية تجاري الأحداث، فكأنه كتبها عن القذافي. هناك الكثير من الفترات التي يشير فيها صراحة إلى حاكم عربي ممن سقطوا في الثورات الأخيرة. لذلك فهي في رأيي البسيط المتواضع رواية كتبها صاحبها لأنه أحب أن يكتبها و فقط فقام بتشغيل مجموعة من الحكايا التاريخية ليأتي لنا بحكاية أخرى منها. هذا لا يعني بتاتا أن الرواية غير جيدة بل أقول فقط أنها لم تترك في التأثير الذي كان يجب أن تتركه.
بطاقة:
واسيني لعرج
تاريخ النشر: 2011
عدد الصفحات:670

الخميس، 24 يناير 2013

من مجزرة الثورة الفرنسية الى الديمقراطية



لكل شعب طريقه الخاص في التطور. البعض يعثر على الطريق الصحيح بسرعة، نسبيا، والبعض الاخر يتطلب منه ذلك بضعة قرون اضافية، تعيقه افكاره الجامدة وتمسكه بعادات القرون الحجرية وعزته الفارغة، ولكن في النهاية يضطر الى ابتلاع مكابرته والاعتراف بالضرورة. وعلى الرغم ان الثورات التي تندلع، في غالبيتها تتشابه بالبشاعة والفظاعات، المرتكبة بأسم الفضيلة، وتتشابه في محاولة الانتهازيين ركوبها والاستيلاء على نتائجها، وان القسم الضئيل منها ينتهي نهاية سعيدة، الا ان التغييرات الكبيرة تستلزم بالضرورة ثورات. المؤسف فقط ان ذلك لايعني نهاية الالم وانما لربما بدايته على اسس جديدة.. من هنا اهمية التطلع الى الثورة الفرنسية للمقارنة. 


صيف عام 1789 كان حار للغاية. كان الباريسيون غير قادرين تحمل البقاء داخل منازلهم، المصممة لحفظ الحرارة. البقاء بالخارج يؤدي الى التجمعات وتبادل التعبير عن القلق، فالدولة كانت على ابواب الافلاس، إذ ان الديون اقتربت من 56 مليون ليرة، وكانت الاسواق تفتقد كل شئ، بما فيه الخبز.

بين تجمعات الناس كان الدعاة يتجولون ويدعون للثورة. كانوا يطالبون بإنشاء برلمان، ليتكلم بأسم الشعب وليصدر القوانين ويبني نظان ينهي تفرد الملكية والامتيازات التي تعيش فيها الارستقراطية. 


كان الفلاحون والعمال قد تعبوا من مداخيلهم القليلة. والطبقة البرجوازية الوسطى، ومن بينها الاطباء والمحاميين والتجار لم يكونوا راضيين عن النظام القديم الذي يقدم الخيرات فقط لرجال الدين والاقطاعيين. إضافة الى ذلك كان الجميع مستائين من فقدان الخبز.

في نفس الوقت كان الملك لودفيغ السادس عشر في قصره في فرساي خارج باريس. لم يكن الملك او الملكة يفهمون اسباب امتعاض الشعب. عندما سمعت الملكة بالتظاهرات من اجل الخبز قالت:" إذا كانوا لايملكون الخبز يستطيعون تناول التورتة".

غير ان حياة البذخ في القصر الملكي وصلت الى نهايتها مع انتفاضة الشعب يوم 14 يوليو 1789. الاف الناس اجتمعت بعد ان شاعت الاشاعات ان 15 الف جندي ملكي في طريقهم الى باريس لتنظيف الشوارع من الرعاع، بالقوة.
كانت الاشاعات غير صحيحة، غير انها نجحت في اقناع الناس ان الوقت قد حان لرفع السلاح. المشكلة كانت في انهم لم يكونوا يملكون السلاح. لذلك زحفت الجموع الى المستشفى العسكري " ليس انفاليديس" حيث يوجد 32 الف بارودة في الشرداق.

جنود حماية باريس كانوا يتعاطفون مع الانتفاضة ومنهم من انضم الى الشعب في انتفاضتهم. غالبية الجنود من طبقات فقيرة كما انهم يأكلون في المطاعم الشعبية لذلك يعرفون نبض الشعب.
امتلاك بارودة بدون ذخيرة بدون فائدة. لهذا السبب انطلقت الجماهير الغاضبة الى سجن باستيل، إذ قبل يوم واحد جرى تجميع جميع ذخيرة المدينة، 15 الف كيلو، في مخازن السجن، لكون المكان آمن. 


الباستيل قلعة من القرن الرابع عشر، وتملك ثمانية ابراج دائرية مرتبطة بسور ارتفاعه 25 متر وعرضه اربعة امتار. ويحيط بالقلعة خندق يمكنه ملئه بالماء، والباب الرئيسي يرتبط بجسر فوق الخندق يمكن رفعه.

يملك الباستيل سمعة سيئة، حيث يقال ان المساجين كانت موثقة بالسلاسل. الواقع كان مختلفا، إذ كان المساجين يملكون زنزانات مريحة، لهم الحق بإمتلاك أغراضهم الخاصة ولهم الحق بإستقبال زوارهم في الزنزانة. وكان لكل سجين الحق بمبلغ يومي لشراء الطعام. وإذا تمكنوا من توفير بعض النقود لهم الحق باخذها معهم، بعد انقضاء محكوميتهم. ولم يكن هناك مساجين سياسيين كما تدعي الاشاعات. عندما اقتحم الثوار الباستيل كان هناك اربعة بتهمة تزوير العملات واثنين من المجانين، أحدهم كان يعتقد انه يوليوس قيصر او الله، وشخص اخر مسجون بتهمة اغتصاب ابنته.

عندما اجتمع الناس حول الباستيل كان كان مديره الماركيز لاوني يأكل طعام الفطور، الساعة العاشرة. كان لاوني شخصا مترددا ليس لديه خبرات عسكرية. وتحت امرته يوجد 82 جندي متقاعد يعملون كحراس و33 شخص من الحرس السويسري.

بعد الفطور يسمع اصوات الناس الغاضبة، ويبدأ في استقبال الوفود للتفاوض لتسليم القلعة، ولكن لاوني كان متردد. كان لاوني يحاول كسب الوقت معتقدا ان قوات من الملك ستأتي لنجدته. غير انه كان متأكدا من ان الحرس الذي تحت امرته كانوا يتعاطفون مع الثوار، في حين ان الضباط يرفضون الاستسلام لان ذلك ينتهك مبادئ الشرف. 


فقط في المساء بدأ المرء يسماع صوت الطلقات. لااحد يعلم من الذي بدأ في اطلاق النار، ولكن ذلك كلف حياة مئة شخص تقريبا. في ذلك الوقت انضم احد ضباط الحرس الوطني الى الناس المحاصرين للباستيل، وفي طريقه الى هناك حرض بعض الجنود عل مرافقته مصطحبين بعض المدافع. هذه المدافع هي التي حسمت مصير الباستيل.







عندما وصل الجنود الى القلعة نصبوا مدافعهم بمواجهة باب القلعة. لاوني فهم على الفور ان المعركة قد انتهت، وان القضية مسألة وقت. لقد حاول الاستسلام ولكن الجموع الهائجة لم تفهم اشاراته، إذ كان يصرخ من احدى النوافذ ويلوح بالمنديل الابيض ، غير ان الجموع اعتقدات ان أحد الجنود يلوح لهم طالبا منهم الهجوم.

امام هذه الفوضى يغير لاوني التكتيك، فيكتب بخط كبير على لوحة يحذر من ان هناك مخزون كبير من البارود وانه سيقوم بتفجيره إذا لم تتراجع الجموع. غير ان ذلك ادى الى ردة فعل عكسية. الجموع بدأت تصرخ:" لن نستسلم، اهدموا البوابات". عند ذلك امر لاوني بتنزيل الجسر وفتح الابواب، لتسقط القلعة، أخر معقل للملك.

الجموع تأخذ لاوني والضباط اسرى وتقودهم عبر شوارع باريس. تحت تأثير الانتصار، الجلاد يقوم بإهانة مدير الباستيل والبصق عليه. في النهاية يفقد لاوني القدرة على التحمل فيرفس احد معذبيه. عند ذلك تهجم عليه الجموع وتبدأ بطعنه بالسكاكين والمعاول والفؤوس. بعد ذلك يقومون بفصل رأسه عن جسده، ويتمخترون به في شوارع باريس.

بسرعة تنتشر الثورة من المدينة الى القرى، والاشاعات هي التي تقوم بأشعال النار في النفوس. حسب الاشاعات تجوب عصابة في البلاد لتنهب القرى والدساكر ثم تحرقها. الاشاعة تبث الذعر بين الفلاحين ويتوجه الفلاحون للتسلح والاستعداد لاستقبال العدو الغير موجود. ولكن هذه الطاقة التي جرى تحشيدها تحتاج الى اشعال نيران وخلق ضحية، لذلك يتوجه الفلاحون نحو ضياع الاريستقراطيين والاقطاعيين وكبار المزارعين المتروكة لتبدأ عمليات التخريب والنهب. في جميع انحاء البلاد تنهار بنية الدولة القديمة.

في البداية يتشكل مجلس شعبي لادارة السلطة، ولكن بسرعة يصعد افراد راديكاليين وقادرين على ادارة الخطاب حسب المزاج الشعبي.

السنوات التالية تتميز بالادارة الفوضوية حيث قادة الثورة تتصارع مع بعضها على السلطة. ومع ذلك لاينسون قادة النظام القديم. روبسبيير ، قائد الثورة، يرسل الاف الاريستوقراطيين، بما فيه الملك نفسه، الى المقصلة. بعد نصف سنة فقط من أعدامه للملك يصبح روبسبيير نفسه ضيفا على المقصلة، كنتيجة لنظام الارهاب الذي أقامه، وفي خلاله قتل 40 الف شخص، غالبيتهم على المقصلة، ولكن الكثيرين منهم قتلى في حملات اعدام جماعي وشعبي. في مدينة ليون، مثلا، استخدموا المدافع، وسيلة للقتل، لتوفير الوقت.

وعلى الرغم من ان الثورة الفرنسية كانت واحدة من اسوء حمامات الدم، على مر التاريخ، إلا أنها كانت فاتحة الطريق للتطور الديمقراطي في اوروبا، وهي خطوة كبيرة للامام. بعد الثورة الفرنسية، اصبحت السلطات المطلقة للملوك ليس امرا مفروغا منه. لقد اصبح بالامكان المطالبة بالملكية الدستورية، واصبح بأمكان فقراء اوروبا تغيير ظروف حياتهم والاشتراك في تحديد شروط اللعبة السياسية والاقتصادية.

بقية البلدان الاوروبية فهمت التحولات وبدأت الاصلاحات. مبادئ الثورة الفرنسية عن الحرية والمساواة والاخوة اصبحت جزء من الدستور عام 1789، لتبدأ الخطوات الاولى والسلمية نحو تطور لديمقراطية اكبر واوسع. فقط في عام 2012 اصبحت هذه المبادئ امرا مطلوبا في العالم العربي، لازال نيله يحيطه الكثير من الصعوبات.

الجمعة، 18 يناير 2013

الحذاء الجديد


أخيرا رضخ والدي لرغبة أمي في أن ترى قدميه في حذاء جديد، مر وقت طويل وهي تحاول اقناعه أن حذاءه أصبح بالياً جداً ولم يعد يصلح للاستعمال، وبالفعل كان حذاء أبي مشققاً ممزقاً بدرجة كبيرة، ويبدو أن خبر موافقة ابي على التوجه للمدينة لشراء حذاء جديد قد شاع في الحي، وها هم الجيران يدلون بدلوهم في الموضوع ويقدمون اقتراحاتهم، جارنا حارس الغابة السيد كارلسون اقترح على أبي أن يشتري نوعية اسمها بوكسكالف، من الجلد القوي وتدوم طويلا كما قال، وسعرها مناسب باعتقاده.
سألني أبي ان كنت أرغب في مرافقته للمدينة لشراء الحذاء الجديد، وافقت طبعاً، وكنت أعلم أن أبي يسعد بصحبتي، ويأنس بوجودي الى جواره، أبي كان رجلاً بسيطاً وخجولاً.
في الحي القديم من المدينة بحثنا طويلا عن عنوان محل الأحذية الذي وصفه جارنا السيد كارلسون.
سرنا طويلاً، وبعد تيه وجدنا أنفسنا أمام محل كبير للاحذية، لم نصدق ما رأت أعيننا لحظة دخولنا المحل ذو الواجهات الزجاجية الجميلة اللامعة، كانت المرايا الصقيلة المذهبة الأطر تنتشر في كل ركن من اركان المحل، وعمال المحل من الجنسين بملابسهم الأنيقة يتنقلون بين الزبائن ويساعدونهم على اختيار الأحذية المناسبة، الزبائن ومعظمهم من النساء كانوا على درجة عالية من الأناقة، وتضوع منهم روائح العطور الثمينة.
تقدمت احدى البائعات منا وسألت أبي
- تريد حذاء لك سيدي ام لابنك؟
- لي انا، ابني حذاؤه ما زال جديداً كما ترين.- ما هو القياس سيدي؟
- لا أعرف، ولكني أريده حذاء بوكسكالف
- عفواً، هذه النوعية لا نبيعها هنا، ثمة ماركة مما هو معروض هنا ترغب في تجربته سيدي؟
- نعم، ماركة غير بوكسكالف التي ليست عندكم
كنت اعرف أن أبي لا يعرف أي اسم لأي ماركة أحذية.
خلع أبي حذاءه، وأخذت البائعة فردة منه لتعرف قياس قدمه.
ولاحظت أنا الفرق بين قدمي أبي الكبيرتين الخشنتين، وأقدام الزبائن الاخرين.
تأملت احدى السيدات وهي تدخل قدمين جميلتين ناعمتين بجواربها الحريرية الشفافة في حذاء بديع الصنع، ثم رأيتها تسد أنفها وتمضي مبتعدة في اللحظة التي خلع بها أبي حذاءه.
انا احببت دائماً رائحة ابي، دائماً ظننت ان كل رائحة من جسم ابي طيبة وطبيعية، رائحة أنفاسه.. رائحة اقدامه .. رائحة عرقه. صدمت ان ثمة من ينفرون من رائحة ابي ولا يخجلون من اظهار نفورهم.
احضرت البائعة لابي حذاء ليجربه، وضع ابي قدميه في الحذاء الجميل، وبدت ملامح السرور على محياه وهو يخطو بضع خطوات فوق السجاد الاحمر الثمين. وبدا واضحاً جداً ان الحذاء اعجبه.- كم ثمنه؟ سأل البائعة
- هذا الحذاء سيدي من ماركة معروفة، ولزبون خاص مثلك نبيعه بثمان وعشرين كروناً. كنت اعرف أن ابي لا يملك سوى عشرة كرونات، وان امكاناته المالية تسمح بشراء حذاء لا يزيد سعره عن ثمانية الى ثمانية كرونات ونصف.
ورايت ابي يخلع الحذاء الجديد ويرتدي مسرعاً حذاءه القديم.
وسمعت ونحن نغادر المكان احد الزبائن المتغطرسين يسأل البائعة متأففاً.
- كيف دخل هذا الى هنا؟
ولأول مرة وجدت في ضعف سمع أبي ميزة حسنة، اذ جنبته المزيد من الهوان بما جاء من تعليقات ساخرة من اولئك المتغطرسين. وفهمت يومها أن الاختلاف بين الفقير والغني ياخذ شكلاً هرمياً، يبدأ من القاعدة التي هي القدمين ونوع الحذاء....ويتنتهي بالقمة.... الراس ونوع القبعة التي نرتديها.
خرجنا من المحل، ورأيت على وجه أبي خيبة أمل واضحة لعدم حصوله على ذاك الحذاء الذي أعجبه، سرنا غير بعيد في سوق المدينة، فاذا نحن وجها لوجه أمام المحل الذي وصفه لنا السيد كارلسون، وهناك جرب أبي على عجل حذاء من نوع بوكسكالف الذي اقترحه جارنا، خلعه أبي وقال للبائع.
- انه صلب ويضغط على الأصابع بشكل مؤلم، ابتسم البائع وعلق قائلاً
- أنت تعرف يا سيدي أن كل الأحذية الجديدة تكون كذلك قبل أن تعتادها القدم.
أبي الذي كان قد جرب منذ قليل حذاءً جديداً رائعاً مريحاً لم يصدق ما قاله البائع، ومع ذلك فقد نقد البائع ثمانية كرونات ونصف ثمن الحذاء، وحمل حذاءه الجديد تحت ابطه بعد أن لفه البائع بأوراق صحف قديمة ومضى.
وفهم أبي وفهمت أنا أن أحذية الفقراء فقط هي التي تؤلم الأقدام حين تكون جديدة.
وما زالت ذكرى ذلك اليوم الذي اشترى فيه أبي حذاءً جديداً تحرك في نفسي كل مشاعر الكره لطبقية بغيضة تشمل حتى ما يرتدي الانسان في قدمه.


ايفار لو جوهانسن (1901 - 1990):

الثلاثاء، 15 يناير 2013

بومبي قرية الفاحشة



لله عز وجل آيات في الدنيا منها ما ذُكر في القرآن عن أقوام عصوا الله فأنزل عليهم غضبه، مثل قوم عاد وثمود وقوم لوط الذين كانوا يمارسون الفاحشة مع الرجال.
يقول الله تعالى بسورة إبراهيم :" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)".
قوم لوط لم يكونوا آخر الخلق الفاسدين، ولعل أقربهم وجعلهم الله عبرة وآية كانوا أهل قرية "بومبي" البالغ عددهم 200.000 نسمة، وهي إحدى المدن الإيطالية تقع على البحر المتوسط بالقرب من مدينة "نيبلس" الإيطالية، وكانت عامرة أيام حكم الإمبراطور "نيرون"، والتي مازالت تخضع لعمليات ترميم لتكشف عن الكثير من الأسرار الإنسانية والمعمارية.
"بومبي" الآن هي أحد المزارات السياحية، بعد أن ظلت في طي النسيان حتى القرن الثامن عشر عندما اكتشفت آثار "بومبي" وعثر على مناطق بها جثث متحجرة، وتم اكتشافها في إيطاليا عام 74 بعد الميلاد، وكانت أحد المدن الحضارية القديمة قبل أن تهلك بالكامل هي ومدينة أخرى بالقرب منها تسمي "هيركولانيوم" بعد أن دمرها بركان "فسيوفيوس" بطريقة غريبة، والمتأمل في قصة هذه القرية لن يجدها مجرد قصة من قصص التاريخ أو سجلاً تاريخياً لقطع أثرية نادرة، ولكنها تحمل عبرة لمن يعتبر.
كان لدي "بومبي" حضارة مزدهرة وقطع نقدية، وكانت تطل على جبل بركاني خامد، وكان معظم السكان من الأثرياء، وظهر ذلك على معالم المدينة، فكانت شوارعها مرصوفة بالحجارة وبها حمامات عامة وشبكات للمياه تصل إلى البيوت، كما كان بها ميناء بحري متطور وكان بها مسارح وأسواق، وآثارهم أظهرت تطور بالفنون من خلال النقوش ورسومات الجدران.
واشتهرت هذه المدينة "بالزنا" وحب أهلها للشهوات، وكانت يوجد بها بيوت للدعارة في كل مكان، وتنتشر غرف صغيرة لممارسة الرذيلة لا يوجد بها سوى فراش.
أهل قرية "بومبي" كانوا يمارسون "الزنا" والشذوذ حتى مع الحيوانات، بعلانية أمام الأطفال وفي كل مكان ويستنكرون من يتستر، وفجأة انفجر عليهم البركان فأباد القرية بكاملها.
ومن الجدير بالذكر أن هذا البركان انفجر مرة أخرى عام 1944م، حصد خلاله 19 ألف نسمة، ويقول الباحثون، إن انفجار البركان عام 74م كان أضعاف الانفجار الثاني واستمر حوالي 19 ساعة عندما أهلكت المدينة بكاملها.
وظلت المدينة مدفونة لمدة 1700 عام تحت كمية كبيرة من الرماد، وظلت كذلك قروناً طويلة حتى عثر عليها أحد المهندسين خلال عمله في حفر قناة بالمنطقة، واكتشف المدينة بعد أن غطتها البراكين وكل شيء بقي على حالته خلال تلك المدة بعد أن أصاب المدينة بكاملها العذاب وأهلكت تماماً.
وأثناء التنقيب تم الكشف عن الجثث على سطح الأرض، وكانت المفاجأة أنهم ظهروا على نفس هيئاتهم وأشكالهم، بعد أن حلّ الغبار البركاني محل الخلايا الحية الرطبة لتظهر على شكل جثث إسمنتية، وأهلكهم الله سبحانه وتعالي على مثل ما هم عليه.
ويري أحد خبراء الآثار ويدعى "باولوا بيثرون" وعالم البراكين "جو سيفي" أن أهل القرية احيطوا بموجة حارة من الرماد الملتهب تصل درجة حرارتها إلى 500 سيليزية، بصورة سريعة جداً حيث غطت 7 أميال إلى الشاطئ، وتظهر الجثث على هيئاتها وقد تحجرت الأجساد كما هي، فظهر بعضها نائم وآخر جالس وآخرون يجلسون على شاطئ البحر وبكل الأوضاع بشحمهم ولحمهم.
عندما انفجر البركان ارتفع الرماد إلى 9 أميال في السماء وخرج منه كمية كبيرة من الحميم، ويقول العلماء إن كمية الطاقة الناجمة عن انفجار البركان يفوق أكبر قنبلة نووية ثم تساقط الرماد عليهم كالمطر ودفنهم تحت 75 قدماً.
وبعد عمل العديد من الأبحاث على 80 جثة لأهل القرية وجد العلماء أنه لا توجد جثة واحدة يظهر عليها أي علامة للتأهب لحماية نفسها أو حتى الفرار، ولم يبد أحدهم أي ردة فعل ولو بسيطة، والأرجح أنهم ماتوا بسرعة شديدة دون أي فرصة للتصرف، وكل هذا حدث في أقل من جزء من الثانية.
أهل "بومبي" كانوا يرسمون الصور الإباحية على جدران منازلهم أمام الأطفال والنساء والكبار، حتى إن الباحثين اليوم يعتبرون أن فن الخلاعة قد بدأ في هذه المدينة.
والآن بعد أن أصبحت المدينة مزاراً سياحياً للسياح، بعض المناطق بها يحظر على الأطفال والأقل من 18 عاماً دخولها بسبب الرسومات الإباحية، وخاصة على بعض المباني والحمامات التي كانت تعرض المتعة لزبائنها.

ويذكر أن "بومبي" لفتت نظر العديد من الشخصيات على مدار التاريخ وخاصة من محبي الفنون، ولكن زارها الملك فرانسيس الأول من نابولي لحضور معرض بومبي في المتحف الوطني مع زوجته وابنته عام 1819، صدم بما رآه من رسومات واعتبرها فنون جريئة ومخالفة لاحترام الآداب العامة.
وكان مترفو مدينة بومبي يتمتعون بمشاهدة المصارعة بين البشر والحيوانات المفترسة التي تنتهي بموت أحدهما، وقتلوا بهذه الطريقة الكثير من الموحدين المسيحيين قبل قرابة 2000 سنة.. وإليكم بعض الصور الخاصة بالمدينة وسكانها.
قال الله تعالى : (وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15) سورة الأنبياء.
( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (84).
(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30).
 

الأحد، 13 يناير 2013

الإسكندر الأكبر



وُلد الإسكندر في بيلا، العاصمة القديمة لمقدونيا القديمة. ابن فيليبوس الثاني المقدوني ملك مقدونيا القديمة وابن الأميرة أوليمبياس أميرة إيبيروس (Epirus). كان أرسطو معلمه الخاص. درّبه تدريبا شاملا في فن الخطابة والأدب وحفزه على الاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة. في صيف عام 336 ق.م.اغتيل فيليبوس الثاني فاعتلى العرش ابنه الإسكندر، فوجد نفسه محاطًا بالأعداء ومهدد بالتمرد والعصيان من الخارج. فتخلص مباشرة من المتآمرين عليه وأعدائه في الداخل فحكم عليهم بالإعدام. كما فعل مع أمينتاس الرابع المقدوني

ثم انتقل إلى ثيساليا (Thessaly) حيث حصل حلفاءه هناك على استقلالهم وسيطرتهم واستعادة الحكم في مقدونيا. وقبل نهاية صيف 336 ق.م. أعادَ تأسيس موقعه في اليونان وتم اختياره من قبل الكونغرس في كورينث قائدًا.
حدود الإمبراطورية المقدونية خلال حكم الإسكندر الأكبر
حملته على الفرس
حماية مقدونيا واليونان

وكحاكم على جيش اليونان وقائدا للحملة ضد الفرس، وكما كان مخططا من قبل أبيه. فقد قام الإسكندر بحملة كانت ناجحة إلى نهر دانوب وفي عودته سحق في أسبوع واحد الذين كانوا يهددون أمته من الليرانس (Illyrians) مرورا بمدينة ثيبيس /طيبة /ثيفا (Thebes) اللتان تمردتا عليه حيث قام بتحطيم كل شيء فيها ما عدا المعابد وبيت الشعر اليوناني بيندار (Pindar)، وقام بتحويل السكان الناجون والذين كانوا حوالي 8،000 إلى العبودية. وإن سرعة الإسكندر في القضاء على مدينة ثيبيس /طيبة /ثيفا كانت بمثابة عبرة إلى الولايات اليونانية الأخرى التي سارعت إلى إعلان رضوخها على الفور.
المواجهة الأولى مع الفرس

بدأ الإسكندر حربه ضد الفرس في ربيع عام 335 قبل الميلاد حيث عبر هيليسبونت (بالإنجليزية: Hellespont‏) (دانيدانيليس الجديدة) بجيش مكون من 35،000 مقدوني وضباط من القوات اليونانية بمن فيهم أنتيغونوس الأول (بالإنجليزية: Antigonus I‏) وبطليموس الأول وكذلك سلوقس الأول (بالإنجليزية: Seleucus I‏)، وعند نهر جرانيياس بالقرب من المدينة القديمة لطروادة، قابل جيشا من الفرس والمرتزقة اليونان الذين كانوا حوالي 40،000 وقد سحق الإسكندر الفرس وكما أشير في الكتابات القديمة خسر 110 رجلا فقط. وبعد هذه الحرب الضارية أصبح مسيطرا على كل ولايات آسيا الصغرى وأثناء عبوره لفرجيا (Phrygia) يقال أنه قطع بسيفه الـ “جورديان نوت” (بالإنجليزية: Gordian knot‏).
مواجهة داريوس الثالث


وباستمرار تقدمه جنوبا، واجه الإسكندر جيش الفرس الأول الذي قاده الملك داريوش /داريوس /دارا الثالث (بالإنجليزية: Darius III‏) في أسوس في شمال شرق سوريا. ولم يكن معروفا كم عدد جيش داريوش والذي أحيانا يقدر بعدد يبلغ حوالي 500،000 رجل ولكن المؤرخون يعتبرون هذا العدد بأنه مبالغ فيه. ومعركة أسوس في عام 333 قبل الميلاد انتهت بنصر كبير للإسكندر وبهزيمة داريوش هزيمة نكراء، حيث ففرَ شمالاً تاركاُ أمه وزوجته وأولاده الذين عاملهم الإسكندر معاملة جيدة وقريبة لمعاملة الملوك. وبعد استيلاء الإسكندر على مناطق سورية الداخلية وحتى نهر الفرات واتجه نحو الساحل السوري غربا ومن سورية اتجه جنوبا وقدمت مدينة صور (بالإنجليزية: Tyre‏) المحصنة بحريا مقاومة قوية وثابتة أمام الإسكندر إلا أن الإسكندر اقتحمها بعد حصار دام سبعة أشهر في سنة 332 قبل الميلاد ثم احتل غزة ثم أمن التحكم بخط الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وفي عام 332 على رأس نهر النيل بنى مدينة سميت الإسكندرية (سميت على اسمه فيما بعد). وسيرين (بالإنجليزية: Cyrene ‏) العاصمة القديمة لمملكة أفريقيا الشمالية (سيرناسيا) والتي خضعت فيما بعد هي الأخرى وهكذا يكون قد وسع حكمه إلى الإقليم القرطاجي.
تتويجه كفرعون لمصر

في ربيع عام 331 ق.م. قام الإسكندر بالحج إلى المعبد العظيم ووسيط الوحي آلهة الشمس آمون-رع (Amon-Ra) المعروف بزيوس (Zeus) عند اليونان، حيث كان المصريين القدامى يؤمنون بأنهم أبناء إله الشمس آمون-رع وكذلك كان حال الإسكندر الأعظم بأن الحج الذي قام به آتى ثماره فنصبه الكهنة فرعونا على مصر وأحبه المصريون وأعلنوا له الطاعة والولاء واعتبروه واحدامنهم ونصبه الكهنة ابنًا لآمون وأصبح ابنًا لكبير الآلهة حيث لبس تاج آمون وشكله كرأس كبش ذو قرنين، فلقب بذلك “الإسكندر ذو القرنين”.. بعدها قام بالعودة إلى الشرق مرة أخرى.[1]
الإسكندر المقدوني وذو القرنين

يخلط بعض الناس بين الإسكندر المقدوني المعروف في التاريخ الغربي وبين ذي القرنين الذي قص الله تعالى خبره في القرآن الكريم. فالإسكندر المقدوني حكم اليونان قبل المسيح عليه السلام بثلاثة قرون تقريبا، وكان على الديانة الوثنية، ووزيره أرسطو الفيلسوف المشهور، وكان أرسطو كما هو معروف من ملاحدة الفلاسفة، على عكس المشهور عن أستاذيه سقراط وأفلاطون فإنهما كانا يؤمنان بوجود الله، وأما أرسطو فينفي وجود خالق لهذا الكون. أما ذو القرنين فكان قبل المقدوني بقرون، وكان مؤمنا ويغلب على الظن أنه حكم في آسياوأفريقيا، ويرى كثير من المؤرخين العرب أن ذا القرنين كان ملكا عربياً (انظر تاريخ ابن جرير الطبري وتاريخ ابن كثير).
نهاية داريوش

أعاد الإسكندر ترتيب قواته في صور (Tyre) بجيش مكون من 40،000 جندي مشاة و7،000 فارس عابرا نهري دجلة (بالإنجليزية: Tigris‏) والفرات (بالإنجليزية: Euphrates‏) وقابل داريوش الثالث (بالإنجليزية: Darius‏) على رأس جيش بحوالي مليون رجل بحسب الكتابات القديمة. وقد استطاع التغلب على هذا الجيش وهزيمته هزيمة ساحقة في معركة جاوجاميلا (بالإنجليزية: Battle of Gaugamela‏) في 1 أكتوبر عام 331 ق.م. فرَ داريوش مرة أخرى كما فعل في (معركة أسوس) ويقال بأنه ذبح في ما بعد على يد أحد خدمه.
بابل


حوصرت مدينة بابل (بالإنجليزية: Babylon‏) بعد معركة جاوجاميلا وكذلك مدينة سوسة (Susa) حتى فتحت فيما بعد، وبعد ذلك وفي منتصف فصل الشتاء اتجه الإسكندر إلى بيرسبوليس /إصطخر (بالإنجليزية: Persepolis‏) عاصمة الفرس. حيث قام بحرقها بأكملها انتقاما لما فعله الفرس في أثينا في عهد سابق. وبهذا الاجتياح الأخير الذي قام به الإسكندر أصبحت سيطرته تمتد إلى خلف الشواطئ الجنوبية لبحر الخزر (بالإنجليزية: Caspian sea‏) متضمنًا أفغانستان وبلوشستان الحديثة وشمالاً من باكتريا (Bactria) وسوقديانا (Sogdiana) وهي الآن غرب تركستان وكذلك تعرف بآسيا الوسطى. أخذت من الإسكندر ثلاث سنوات فقط من ربيع 333 إلى ربيع 330 ليفتح كل هذه المساحات الشاسعة. وبصدد إكمال غزوه على بقايا إمبراطورية الفرس التي كانت تحوي جزءًا من غرب الهند، عبر نهر إندوس (Indus River) في عام 326 قبل الميلاد وفاتحا بذلك البنجاب (بالإنجليزية: Punjab‏) التي تقرب من نهر هايفاسيس (Hyphasis) والتي تسمى الآن بياس (Beās) وعند هذه النقطة ثار المقدونيين ضد الإسكندر ورفضوا الاستمرار معه فقام ببناء جيش آخر ثم أبحر إلى الخليج العربي ثم عاد برًا عبر صحراء ميديا (Media) بنقص كبير في المؤونة فخسر عددًا من قواته هناك. أمضى الإسكندر حوالي سنة وهو يعيد حساباته ويرسم مخططاته ويحصي المناطق التي سيطر عليها في منطقة الخليج العربي للاستعداد لاجتياح شبه الجزيرة العربية.
نهايته في بابل
حدود الإمبراطورية المقدونية عند موت الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م

وصل الإسكندر إلى مدينة بابل (بالإنجليزية: Babylon‏) في ربيع 323 ق.م في بلدة تدعى الأسكندرية على نهر الفرات في بلاد ما بين النهرين اي العراق حاليا, حيث قام الإسكندر بنصب معسكره بالقرب من نهر الفرات في الجهة الشرقية منه, لذا سميت هذه المنطقة باسمه بعد موته. حيث انه بعد مده وبالتحديد في شهر يونيو من عام 323 ق.م أصيب بحمى شديدة مات على أثرها تاركًا وراءه إمبراطورية عظيمة واسعة الأطراف.

وهو على فراش الموت نطق بجملة غامضة بقي أثرها أعواما كثيرة حيث قال
” إلى الأقوى (بالإنجليزية: To the strongest‏) “


يعتقد أنها قادت إلى صراعات شديدة استمرت حوالي نصف قرن من الزمن.

وفي رواية أخرى: أنه قد مات مسموما بسم دسه له طبيبه الخاص الذي يثق به ثقة عمياء وسقط مريضا حوالي أسبوعين وكان قد سلم الخاتم الخاص به لقائد جيشه بيرديكاس وهو على فراش المرض وطلب من الجنود زيارته في فراشه ويبدو أن المحيطين به في تلك الفترة كانوا متآمرين نظرا لتصرفاته وسلوكياته الغريبة حيث أنه في أواخر أيامه طلب من الإغريق تأليهه في الوقت الذي كان عنيفا مع الكثيرين بالإضافة إلي إكثاره في شرب الخمر. كل هذه العوامل جعلت البعض يتربصون به ومحاولتهم للفتك به.
مثوى الإسكندر الأخير

يعتقد الكثير من العلماء والمؤرخين أن الإسكندر بعد وفاته في بابل ببلاد الرافدين حصل تنازع بين قادته علي مكان دفنه حيث كان كل منهم يريد أن يدفنه في الولاية التي يحكمها بعد تقسيم الإمبراطورية التي أنشأها الإسكندر إلا أن حاكم مقدونيا بيرديكاس قام بمعركة قرب دمياط مع قوات بطليموس الأول للاستيلاء علي ناووس الإسكندر ونقله إلى مقدونيا ليدفن هناك، وهزم بيرديكاس في المعركة وقتل لاحقا إلا أن بطليموس الأول خشي وقتها أن يستمر في دفن الجثمان في سيوة إذ أنه من الممكن أن يأتي أحدهم عبر الصحراء ويسرق الجثة كما أن سيوة بعيدة عن العاصمة الإسكندرية فقرر بطليموس أن تدفن في الإسكندرية وكان الأمر ودفن الجثمان علي الطريقة المصرية ولم تذكر المراجع التاريخية كيف تم نقل الجثمان أو مكان دفنه بيد أنّ مصادر أخرى تفيد بوجود قبر الاسكندر في العراق مستدلين على وجود ضريح هناك يُعتقد أنه مدفون فيه.
عسكرية الإسكندر

كان الإسكندر من أعظم الجنرالات على مر العصور حيث وصف كتكتيكي وقائد قوات بارع وذلك دليل قدرته على فتح كل تلك المساحات الواسعة لفترة وجيزة. كان شجاعا وسخيا، وشديدا صلبًا عندما تتطلب السياسة منه ذلك. وكما ذكر في كتب التاريخ القديمة بأنه كان مدمن كحول فيقال أنه قتل أقرب أصدقائه كليتوس (Clitus) في حفلة شراب حيث أنه ندم على ذلك ندما عظيما على ما فعله بصديقه. وصفوه بأنه ذا حكمة بحسب ما يقوله المؤرخون بأنه كان يسعى لبناء عالم مبني على الأخوة بدمجه الشرق مع الغرب في إمبراطورية واحدة. فقد درب آلاف الشباب الفرس بمقدونيا وعينهم في جيشه، وتبنى بنفسه عادات وتقاليد الفرس وتزوج نساء شرقيات منهم روكسانا (Roxana) التي توفيت عام 311 ق.م. ابنة أوكسيراتس (Oxyartes) التي لها صلة قرابة مباشرة (لداريوش الثالث)، وشجع ضباط جيشه وجنوده على الزواج من نساء فارسيات.

أصبحت اللغة اليونانية القديمة واسعة الانتشار ومسيطرة على لغات العالم.

الخميس، 3 يناير 2013

يثأرون للحسين/ عدنان هلال




لست انا من قال بان ليس هنالك ثورة شوه تاريخها وسفهت اهدافها كما شوه الشيعة ثورة الحسين,


فرغم ان الشيعة بلطمياتهم قد شهروا ثورة الحسين فعلا الا انهم نشروها باسوأ ما يمكن ان تكون عليه,ولهذا فقد رفضت الفضائيات الغربية نقل شعائر اللطم في كربلاء ليس لانها تشوه الاسلام,بل لان الغرب يخشى ان يقول الراي العام الغربي لقادتهم: هل قتلتم ابنائنا من اجل ان يشق هؤلاء رؤوسهم ويجلدوا ظهورهم؟.



الا ان الحقيقة المرة تقول:

ان تشويه سيرة وثورة الحسين لم يتم على يد اللطامة والطبارين فقط,بل ان التشويه الاكبر والظلم الاخطر الذي لحق بالحسين وثورته انما منبعه ومركز شره هو الجرائم التي اقترفها ويقترفها المالكي والميليشيات الشيعية عموما ,


ليس فقط عندما تحالفت مع الامريكان ضد العراقيين,

وليس فقط حين شنت حربها الطائفية ففجرت المساجد وقتلت الناس وهتكت اعراض النساء والرجال,


وانما ايضا بسبب فسادها المالي والاخلاقي والاجتماعي والسياسي الذي لم يبدأ بتسييس القضاء وضمه الى سلطات المالكي ولا ينتهي عند اللواطة بالمعتقلين واغتصاب النساء وباعتراف المدعي العام العراقي واعتراف العشرات من لجان حقوق الانسان العالمية وعلى راسها هيومن رايتس ووتش.




لقد وصف الحسين بانه الثائر العظيم, والمصلح الكبير,



لكن لو فرضنا اليوم اننا سوف نعرض على ذلك الثائر العظيم ان يبيت هذه الليلة بين احد الجموع,جموع خرجت تبكي عليه وتلطم وجوهها وتشق ملابسها وتضرب رؤوسها بالسيوف والفؤوس مدعية انها بذلك تنصر قضيته وتعلوا من شانه.








وجموع خرجت تطالب باسقاط المالكي ومعاقبة القتلة والعملاء والظالمين,ومحاسبة الفاسدين والسراق والمرتشين,والقصاص ممن اغتب النساء ولاط بالرجال وهم مقيدين في السجون.



فهل سيقضي الحسين ليلته مع هؤلاء ام مع هؤلاء؟؟.






هل سيختار ان يقضي ليلته مع اللطامة الذين يدعون اتباع ثورته وهم يناصرون المالكي رغم علمهم بانه افسد خلق الله واجرمهم حتى لو كانوا من شيعته ؟.

ام سيختار ان يقضي الليلة مع ثوار انتفضوا على ظلم المالكي حتى لو كانوا من "النواصب"؟.



كاني بالحسين لو بعث اليوم لوقف يخطب بالشيعة قائلا:





لقد خرجت على يزيد لانه كان يشرب الخمر,فما بالكم تناصرون المالكي وقد اقترف من الجرائم والفساد والاثام وشرب ما هو ابشع من الخمر وحرمته حتى اني بت اليوم اترحم على يزيد واتمنى ان اكون جنديا في جيشه بعدما رايت من فساد المالكي وزمرته ؟.



فرحم الله الحسين الذي ثار على يزيد لانه كان يشرب الخمر وثار شيعته على ثوار الانبار لانهم ثاروا على من اغتصب النساء ولاط بالرجال ورفعوا شعار لا اله الا الله محمد رسول الله .