السبت، 22 ديسمبر 2012

أحلام مستغانمي.. “الأسود يليق بك”


عندما أعلنها صريحة الرئيس الأول للجمهورية الجزائرية بعد استقلالها الراحل أحمد بن بله قائلاً: “إن أحلام مستغانمي شمس جزائرية أضاءت الأدب العربي”، كان يعلم بأنها ستكون مشرقة دوماً، وإن طرأ عليها بعض الغروب أحيانا.
في عام 1993 ولدت أحلام مستغانمي أدبياً، “ذاكرة الجسد” الأرث الأدبي الذي ورثته مستغانمي مبكراً، دفع بها إلى صفوف الأوائل من الأدباء العرب والمشاهير، رغم الولادات الأدبية المتعثرة التي سبقت هذا العمل، إلا أن الجنون الإبداعي ـ كما وصفه الراحل نزار قباني ـ كان لها.
منذ ذلك التاريخ وإلى هذه اللحظات، ما تزال “ذاكرة الجسد” تتصدر قائمة الروايات العربية الأكثر مبيعاً وتداولا، ومستغانمي تحاول أن تقول إنه لم يكن نجاحها اليتيم.
تقدمت بأعمال متنوعة “فوضى الحواس”، “عابر سرير” و”نسيان كم”، تسترجي بها إرضاء تلك الذائقة التي غرستها في ذاكرة القارئ العربي الأدبية.
لكن النجاح المماثل يبدو أنه عاد اليوم، بعد جولات عديدة من البحث، وغروب طال غيابه، أشرقت مستغانمي من جديد بعمل يليق بثقة بن بله.
“الأسود يليق بك”.. موسيقى أدبية، تعزف لحناُ شرقياً رومانسياً، في زمن لا يرى غير الأسود لوناً له.
الزائر للمكتبات العربية هذه الأيام، سيجد باقات من أزهار التوليب البنفسجية تعطر مداخلها، مستندة إلى غلاف رواية اسمها “الأسود يليق بك”.
في أقل من شهر واحد، بيعت أكثر من سبعين ألف نسخة من رواية “الأسود يليق بك”، كما أعلنت صاحبة العمل. وجموع غفيرة تسابقت للحصول على نسختها الموقعة في معرض بيروت الدولي للكتاب، الذي أقيم أخيراً.

في عام 2009 أعلنت أحلام مستغانمي، التحدي على الرجل من خلال عملها “نسيان كم”، وأهدت بنات جنسها من الإناث نصائح عميقة في النسيان “أحبيه كما لم تحب امرأة، وانسيه كما ينسى الرجال”. بل وحرمت على الرجل الدخول إلى أوراقها مصرحة “ممنوع دخول الرجال”. بالإضافة إلى حملة دعائية كبيرة، إلا أنه لم يلق استحسان الكثير من النقاد والجماهير، الذين احتاروا في تحديد هويته بين الرواية أو دليل للعلاج النفسي!
الباحث عن سر الجمال المستغانمي يجده في “اللغة”، سلاحها الأول ترسم به لوحاتها الأدبية بإتقان. المفردات لعبتها تتراقص أمامها طرباً في كل عمل تكتبه. جمال الأسلوب وتنسيق العبارات مسلّمات لا تغيب عنها أبداً. القصة والأبطال يتحولون لديها إلى أدوات فرعية أمام جماليات اللغة.
“الموسيقى لا تمهلك، إنها تمضي بك سراعاً كما الحياة، جدولا ولا طربا، أو شلالا هادرا يلقي بك الى المصب. تدور بك كالفالس محموم، على إيقاعه تبدأ قصص الحب.. حاذر أن تغادر حلبة الرقص كي لا تغادرك الحياة. لا تكترث للنغمات التي تتساقط من صولفيج حياتك، فما هي الا نوتات.”
الجزائر همها الأول، لم تغب يوماً عن أي عمل تكتبه أحلام ابنه الثائر الجزائري. لكنها هذه المرة اختارت الحدث الذي أظلم نهار الجزائر، وزرع الخوف في سمائها قبل أرضها “الإرهاب”.
الحياة لدى مستغانمي مستمرة، وإن تراكمت المآسي، يبقى الحب حاضراً. كيف لا وهي المرأة الشاعرة. وهل يُكتب الشعر من دون حب؟!
بين بيروت مدينة الجمال وباريس عاصمة الحب والنور، أهدت أحلام مستغانمي أخيراً، وبعد طول انتظار جمهورها العربي، باقات من أزهار التوليب البنفسجية، هامسة في أذن كل امرأة عاشقة بأن (الحب) يليق بك أكثر.

هناك تعليقان (2):

  1. سلام عليكم ورحمة الله
    عمل رائع تقوم به من خلال عرضك لما تقرا من روايات واحداث تاريخية
    اود ان اشير الى اني وفي احدى زياراتي لاحدى المكتبات المحلية بسدني عثرت على روايتى ذاكرة جسد وعرس بغل وباللغة العربية في في بلد يقرا الانجليزية
    تمنيتي لك بالتوفيق و مزيدا من النجاح والسلام

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله
    معتز بك أخي الكريم..وشكرا لتشجيعك
    أبو هشام

    ردحذف