الأحد، 31 مارس 2013

صرخة دون جدوى





رقية هجريس





   كان يوما باردا ماطرا مكفهرا، ومع ذلك لم ينس المعنيون موعد الجلسة، فهبوا زرافات ووحدانا من كل
صوب، حتى اكتظت الساحة الفسيحة، وما كادت عقارب الساعة تشير إلى تمام التاسعة صباحا ، حتى غصت قاعة
المداولات بفئات شتى من الجنسين.   الجلسة تتعلق بحصر عدد السكنات الاجتماعية، وضبط قوائم المستحقين..فجأة انطلق الجدال، والأخذ والرد،
والتعليق ثم تداول بعض المتحمسين الكلام، حسب النقاط الواردة في جدول الأعمال، وقد اتفق دهماؤهم على تطبيق
مبدأ العدالة والمساواة في الحقوق.قالت الفئة الأولى:
 
- إن حل الأزمة هو الانصاف بين الجميع.
 
وأردفت الثانية:
 
- حرام ذلك التصنيف الذي شتتنا وفرق بيننا.
 
واختتمت فئة ثالثة الكلام في مجمل:' كلنا سواسية
كأسنان المشط'.
 
سر الحاضرون لهذه التعابيروالقيم والمبادئ.لكن فجأة
انبعث صوت فريد من نوعه، اخترق أجواء القاعة
الصاخبة، انسابت نبراته تختلس السمع وتخرس الأفواه،
 
أصاخت له الجدران والكراسي قبل الآذان.لهجة مفعمة
بالأحزان، مثقلة بمتاعب الزمن وهمومه، أدمعت العيون ،
 
وأدمت القلوب، كانت امرأة هزيلة ، نحيفة القوام،
 
متسترة بعباءة سوداء فضفاضة، وقفت كالصفصافة، وأعلنت
للملأ مصابها الجلل ، وطرحت القضية أمام ذوي زمام الحل
 
..فدبت الحيرة : كيف؟..ومن أين تسللت؟'..
 
بعد تشاور رفعت الجلسة..وغادر المجتمعون القاعة..لأن الأمر قد قضي..
 
رقية هجريس



الجمعة، 29 مارس 2013

فساد في الدين والدنيا زمن بوتفليقة ؟!





قضية مهمة جدا أثارها صاحب التعليق حول جوازات سفر الحج، وهي من أكبر بؤر الفساد في الجزائر، ذلك أنه من مجموع 36 ألف جواز، لا تدخل القرعة سوى حوالي 16 ألف والباقي 20 ألف يتم منحه للمسؤولين: الجنرالات والوزراء والولاة ورؤساء الدوائر والنواب وشيوخ الزوايا والمديرين المركزيين والتنفيذيين وغيرهم.
النظام المرتشي منح هذا الامتياز الباطل للمسؤولين كشكل من أشكال الرشوة حتى يضمن لهم المزيد من النفوذ والسلطة في المجتمع، فبعضهم يقوم بإعطائه لمعارفه وأحبابه على أمل أن يجد لديهم المقابل في مصالح أخرى، وبعضهم يقوم ببيعه.
لماذا لا يتم وضع كل الجوازات الـ36 ألف في القرعة بين الراغبين في الحج من أبناء الشعب؟ لأن هذا ببساطة سيحرمهم من مصدر الريع الذي ألفوه في دهاليز السلطة والإدارة.
المشكلة أن الشعب الجزائري غير مدرك تماما لخطورة هذه القضية، فترى الكثير من الجزائريين يلجأون إلى الحصول على هذه الجوازات من معارفهم دون حتى أن يتساءلوا عن مدى شرعية وقانونية ما يفعلونه وما يفعله المسؤولون تحت غطاء الحصانة، حيث لم يتجرأ أحد، إلى الآن، على أن يطرح هذه القضية للنقاش العام.
وبذلك، أصبح الجميع من مسؤولين وعموم أفراد الشعب، جزءا من الفساد المستشري في المجتمع، فلا تكاد تميز بين المجرم والضحية أو بين الراشي والمرتشي، فالكل في دائرة الفساد سواء والفرق الوحيد بينهم هو في الفائدة التي يجنيها كل واحد من فساده.
ملاحظة: البلدية التي أسكن فيها تعدّ حوالي 600 ألف نسمة، يفترض أن يكون نصيبها 600 دفتر حج على أساس أن لكل ألف ساكن حاج واحد، ولكن ما يتم الاقتراع عليه 200 دفتر حج فقط. والسؤال هنا: أين هي الـ400 دفتر الأخرى؟ وبأي حق تمنح لمسؤولين بعضهم لا يعرف حتى اتجاه القبلة. لو كتب لهذا التعليق أن ينشر، أرجو من القراء أن يدلوا بآرائهم في هذا الموضوع الخطير والذي تسبب في حرمان آلاف الجزائريين، كل سنة، من الحج، وبعضهم توفي دون أن يتمكن من أداء الفرض بسبب هذا التلاعب.
عبد الحميد ـ الجزائر
وما خفي كان أعظم؟ لكن:
لم أسمع عن مسؤول مات وأخذ معه إلى القبر مرسوم تعيينه، لكي ينجو من الحساب والعقاب.
لم أسمع عن مسؤول مات وأخذ معه إلى القبر جواز سفره الدبلوماسي، لكي ينجو من سؤال القبر.
لم أسمع عن مسؤول مات وأخذ معه إلى القبر عقاراته ومنقولاته، لكي يسدد بها يوم الحساب أمام رب العالمين حقوق وأموال الناس التي اغتصبها وسرقها ظلما وعدوانا.
لم أسمع عن مسؤول مات وأخذ معه إلى القبر أبناءه وأقاربه وأصهاره وعشيقاته، لكي يحملوا معه ذنوب ما أعطاهم من حقوق وأموال الشعب بالباطل، لكن يتركهم يتنعمون في الأموال ويتركونه بعدما يدفنوه يتعذب بما اقترفت يداه.
إنا لله وإنا إليه راجعون
أنا ـ الجزائر

السبت، 9 مارس 2013

من مفكرة الراحل الكبير مصطفى محمود


إعداد: سميرة سليمان





المفكر والعالم صاحب "العلم والإيمان" دكتور مصطفى محمود ، خلف إنتاجا غزيرا سبق به عصره ودعا خلالها للنهضة العلمية ولوقف القوى الغاشمة التي تتحكم في مصير ملايين البشر حول العالم ، كما تأمل بنزعته الصوفية في حقيقة الإنسان والكون من حوله. قدم محمود ذلك في قوالب فلسفية وعلمية وأدبية لا تخلو من روح السخرية اللاذعة.. السطور التالية تحمل أقوالا للعالم الكبير .
- نحن مصنوعون من الفناء..ولا ندرك الأشياء إلا في لحظة فنائها، وإذا دام شئ في يدنا فإننا نفقد الاحساس به.
- العلم المادى أضاء لنا البيت ولكنه لم يضئ لنا قلوبنا، العلم قدم لنا جاهلية جديدة أسلحتها الغواصات والصواريخ والقنابل الذرية لأنه كان علماً خلا من الدين.
- يارب سألتك باسمك الرحيم أن تنقذني من عيني فلا تريني الأشياء إلا بعينك أنت، وتنقذني من يدي فلا تأخذني بيدي، بل بيدك أنت تجمعني بهما على من أحب عند موقع رضاك ... فهناك الحب الحق.
- موقفك المشبع بالحب والتفاؤل يحول عذابك إلي كفاح لذيذ، ويحول محاربتك للشر إلي بطولة و نبل.
- كل شيء يهون كما تهون المسافات.. الزمن يمشي على كل شيء.
- إن إسرائيل التى أخرجت لغتها العبرية البائدة من القبر وتدثرت بها لتصنع لها هوية وقومية وإرثاً تاريخياً من العدم لن تكتفى بأقل من السيادة والهيمنة، هؤلاء الذين فرحوا بالتطبيع لا يرون إلا المصالح العاجلة تحت أقدامهم ولا يرون خطر الإحتواء الأمريكى الإسرائيلى على المدى البعيد ولا يشهدون الخراب الذى يخطط لبلدهم، والسد الوحيد الذى يقف أمام هذا الطوفان الذى يدق على الأبواب هو الروح الدينية فى المنطقة العربية وفى مصر بالذات.

كلمات إنسانية





- الفضيلة صفة إنسانية وليست حكرا على دين بعينه ولا على مجتمع بعينه ولا على شخص بعينه، ولم تكن في يوم من الأيام خاصة بنا نحن المسلمين دون سوانا، فلدينا نحن المسلمين من يحاربون الفضيلة أكثر من بعض دعاتها في الغرب، لكننا الأولى بها بكل تأكيد.
- الله هو المحبوب وحده على وجه الأصالة وما نحب فى الآخرين إلا تجلياته وأنواره فجمال الوجوه من نوره وحنان القلوب من حنانه فنحن لا نملك من أنفسنا شيئاً إلا بقدر ما يخلع علينا سيدنا ومولانا من أنواره وأسمائه.
- القشه فى البحر يحركها التيار والغصن على الشجره تحركه الريح والانسان وحده.. هو الذى تحركه الاراده
- في دستور الله و سنته أن الحرية مع الألم أكرم للانسان من العبودية مع السعادة ولهذا تركنا نخطيء ونتألم ونتعلم وهذه هي الحكمة في سماحه بالشر.
- إن نفوسنا هي المعاقل الأولي للثورة والتغيير وترويضها وقيادتها هي المنطلق لقيادة أي شئ وليست شقشقة الشعارات وطنطنة الهتافات, فليعطف كل منا على نفسه يروضها ويربيها ويزكيها ويكافحها فذلك هو الجهاد الأكبر.

- ابك ما شئت من البكاء فلا شئ يستحق أن تبكيه. لا فقرك ولا فشلك ولا تخلفك ولا مرضك ..فكل هذا يمكن تداركه. أما الخطيئة التي تستحق أن تبكيها فهي خطيئة البعد عن إلهك.
- العالم واسع فسيح، وإمكانيات العمل و السعادة لا حد لها وفرص الاكتشاف لكل ما هو جديد و مذهل و مدهش تتجدد كل لحظة بلا نهاية، فلماذا يسجن الإنسان نفسه داخل شق في الحائط مثل النملة ويعض على أسنانه من الغيظ أو يحك جلده بحثا عن لذة أو يطوي ضلوعه على ثأر، لماذا نسلم أنفسنا للعادة و الآلية والروتين المكرر وننسى أننا أحرار فعلا.
- لم يقذف بنا إلى الدنيا لنعاني بلا معين كما يقول سارتر، إن كل ذرة في الكون تشير بإصبعها إلى رحمة الرحيم، حتى الألم لم يخلقه الله لنا عبثا، و إنما هو مؤشر و بوصلة تشير إلى مكان الداء و تلفت النظر إليه.
- رضى الضمير مستحيل , وفي اللحظات التي يخيل اليك أن ضميرك رضي عنك .... لا يكون في الحقيقة قد رضي وإنما يكون قد مات .
- الطريقة الوحيدة لتحويل الكتب الأدبية الطريفة الى كتب سخيفة هي تقريرها على المدارس .
الحب والزواج
- حتى ينجح الزواج لابد أن يكون الزوج بهلوانا والزوجة بهلوانة ليضع الاثنان الشطة في فطيرة الحب كل يوم.
- لا فرق بين الحب والكراهية كلاهما نار، كلاهما اهتمام شديد وارتباط حار بين قلبين.
- لا تصدق أن غيرة المرأة حب وشكها غرام، وإنما غيرتها دائما عذر تنتحله لتمتلكك وتحجر عليك وتستولى على حريتك إنها الأنانية بعينها.
- المرأة تحرص على أن يكون لها جيش من العيال ليزداد عدد الأصوات التي تصوت في صالحها في خناقة كل يوم.
- الحماة أول جهاز مخابرات في العالم.
- الرجل في حقيقته ليس إمبراطورا وليس ربا لأسرته ولكنه عبدا لهذه الأسرة وخادما لأصغر فرد فيها، خادم لا يطلب إلا الأمان والاطمئنان بأفدح الأثمان!.
- للصمت المفعم بالشعور حكم أقوى من حكم الكلمات وله إشعاع وله قدرته الخاصة على الفعل والتأثير.
- الحب هو الجنون الوحيد المعقول فى الدنيا.
- سلة القمامة التى نلقى فيها بكل أفعالنا هى كلمة " قسمة ونصيب".
- الجمال الحقيقى هو جمال الشخصية وحلاوة السجايا وطهارة الروح، النفس العفيفة الفياضة بالرحمة والمودة والحنان والأمومة هى النفس الجميلة، والخلق الطيب الحميد، والطبع الصبور الحليم والمتسامح، أي قيمة لوجه جميل وطبع قاس وخوان مراوغ خبيث.
- الرحمة أعمق من الحب و أصفى و أطهر، فيها الحب، و فيها التضحية، و فيها إنكار الذات، و فيها التسامح، و فيها العطف، و فيها العفو، و فيها الكرم، و كلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية، و قليل منا هم القادرون على الرحمة.
- أريد لحظة إنفعال، لحظة حب، لحظة دهشة، لحظة إكتشاف، لحظة معرفة، أريد لحظة تجعل لحياتى معنى، إن حياتى من أجل أكل العيش لا معنى لها ، لأنها مجرد إستمرار.
- اشغلوا أنفسكم بما يفيد ودعوا الكون لخالقه والأقوياء الجبابرة للذى هو أقوى منهم، للجبار القهار الذى لا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء.
- الطريقة الوحيدة لتجعل امرأة صماء تسمعك، هي أن تقول لها أتزوجك .
-- اسق حبيبتك من كأسك، حذار أن تسقيها من نفسك، إننا حينما نعطي نفوسنا للنساء نعجز عن استردادها، إننا نذوب فيهن كما يذوب السكر في الماء ويصبح من المستحيل فصلنا من بدون اللجوء إلى النار والغليان والتبخير، وحينما يذوب الرجل في المرأة يضعف ويصبح مثل ظلها .. والمرأة لا تحب الرجل الضعيف حتى لو كانت هي سبب ضعفه .
- الصدق هو الكذب الذي لم نكتشفه بعد.
- نحن في صبانا نبدو متأكدين من أشياء كثيرة، وفي شبابنا نحارب بحماس من أجل هذه الأشياء، وفي شيخوختنا نشعر أن المسأله لم تكن تستحق كل هذا الحماس، وأن أغلب الأشياء التي اعتنقناها في تعصب كانت خطأ، هذا هو الداعي لأن يكون اسوأ السياسيين هم الشيوخ،لأنهم يعيشون في التردد والشك والافتقار إلى العقيدة.
- الإنسان الذكي يقاوم ما يحب … ويمارس ما يكره.
- الانسان بدون حب انسان ضائع متشرد بدون أهل، بدون شئ يمت إليه بالقرابة بدون شئ يمسك عليه وجوده ويلضم لحظاته بعضها فى بعض، إن الجحيم أهون من أن نعيش حياتنا بلا حب، وأعظم حب هو أن نحب الخالق العظيم الذى خلقنا ونعطى له وجهنا كما تعطى زهرة عبادالشمس وجهها للشمس.